تحدى آلاف الإيرانيين السلطات بقيامهم بمسيرة للاحتفال بما أطلقوا عليه يوم كورش، وهو ملك فارس القديم الذي يتردد أنه أول من أصدر إعلانا عالميا لحقوق الإنسان في ما يعرف باسم "اسطوانة كورش" ويرجع تاريخها للقرن السادس قبل الميلاد.
وردد المتظاهرون، المحتشدون حول قبر كورش في باسارغاد القريبة من مدينة شيراز الجنوبية، شعارات قومية رغم محاولات الشرطة غلق الطرق وتحويل مسارات المرور عن الموقع الأثري القديم.
ويعتقد القوميون الإيرانيون أن يوم كورش هو الذي قام فيه هذا الملك الفارسي بغزو بابل في العراق، حيث أعلن أن جميع البشر متساوون، ويقال إنه أطلق سراح العبيد ومن بينهم آلاف اليهود.
ويحي القوميون الإيرانيون هذا اليوم منذ سنوات عديدة، ولكن ليس بهذه الأعداد الكبيرة.
ويظهر فيديو بُث على مواقع التواصل الاجتماعي أعدادا كبيرة من الإيرانيين الذين شاركوا في إحياء يوم كورش، ويرددون هتافات تطالب باحترام حقوق الإنسان في إيران.
ويشير بعض العلماء إلى اسطوانة كورش على أنها أول ميثاق لحقوق الإنسان في العالم، كما أنها مكتوبة بالنقوش المسمارية، وتشجع على حرية العبادة في جميع أنحاء الامبراطورية الفارسية، وتسمح للسكان الذين تم تهجيرهم بالعودة إلى أوطانهم.
وكانت هذه الاسطوانة المصنوعة من الصلصال على شكل برميل قد دفنت في مدينة بابل بعد أن استولى كورش على المدينة، وأعيد اكتشاف الاسطوانة عام 1879 في العراق على يد عالم الآثار والدبلوماسي البريطاني هورموزد راسام.
وتصف النقوش المسمارية المدونة على الاسطونة كيف قام كورش بغزو مدينة بابل بدعوة من الإله البابلي ماردوخ، كما تذكر أيضا كيف حرر كورش الأمم التي استعبدها البابليون، وأعاد آلهتهم العديدة إلى أماكنها المقدسة.