المؤسسة الدينية» تنتفض ضد سعد الهلالي.. البحوث الإسلامية يعقد اجتماعا عاجلا ويؤكد: يجتزئ الآراء الفقهية.. الأزهر: خرج عن إجماع الأمة.. والإفتاء: الحجاب فرض
أعلنت المؤسسة الدينية استنفارها، ضد الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بسبب فتواه التي قال فيها "إنه لا يوجد دليل على فرض الحجاب"، خلال لقائه بأحد البرامج على إحدى القنوات الفضائية.
البحوث الإسلامية
وعقد مجمع البحوث الإسلامية، بالأمس اجتماعا عاجلا، لبحث كيفية الرد العلمى بالدلائل على الدكتور سعد الهلالى، بحضور جميع الأعضاء.
وحذر المجمع جماهير الأمَّة، والمسئولين والمعنيِّين، من تعرض الإسلام والأزهر لحملة شرسة مُغرضَة، تُشارِك فيها جهات مختلفة.
وأشار إلى أن من أمثلة هذه الحملة عالم يلتوي بعِلْمِه ويجتزئ بعض الآراء الفقهية والفتاوى المُضَلِّلَة التي تُسقِطُ الواجبات الشرعية، كإنكار الأَمْرِ بالحِجَاب الذي أجمعت عليه الأمة قديما وحديثا، أو تحلُّ الحرامَ كالمسكرات، وبين مسخَّرٍ أو مُغرَّرٍ يفتعلُ التَّطاوُل على الإسلام بغير حقٍّ، وبغير علم، أو مُضَلِّل للنَّاس يكتفي بالقراءة السطحية، ويُهمِلُ عن جهل أو عن عمد بيان الحقائق الشرعية المتعلقة بالمسألة التي يتحدث فيها، الأمر الذي يُشيعُ الاضطرابَ في أذهان العامة، ويُشكك الناس في ثوابت دينهم.
مراجعة دقيقة
وأهاب مجمع البحوث الإسلامية بالمسئولين عن وسائل الإعلام المختلفة، أن يستقوا المعلومات من مصادرها العلمية الصحيحة، وأن يُمَحِّصُوا ما يُنقَل إليهم أو يُطرَح عليهم، وأن يراجعوا ما يَرِدُ إليهم مما يتعلَّق بأمور الدِّين مراجعة دقيقة من علماء الأزهر ممَّن يوثق بعلمهم، ويخشون ربهم، ويتحملون مسئولية تبليغ شرع الله دون التواء أو انحراف عن صحيح الدين.
آراء فاسدة
وناشد مجمع البحوث الإسلامية جماهير الأمة رجالها ونساءها، وشبابها وشاباتها، أن يلتزموا بما أجمع عليه علماء الأمة من بيان للدِّين الحقِّ، وأن يحذروا الآراء الشاذة التي تعرض وكأنها من الآراء المعتمدة من العلماء، بينما هي آراء فاسدة مردودة بالأدلة والحجج الشرعية الواضحة، كي لا تقع جماهير الأمة في الحيرة والتخبط والالتباس والتضليل.
وذكَّر مجمع البحوث الإسلامية جميع المسلمين بدور الأزهر في حفظ صحيح الإسلام وتنقيته ممَّا يُلصَق به من الشوائب، وما يحرص عليه الفضلاء من أئمة الأزهر عبر تاريخه العريق من نشر العلم الصحيح عبر العصور المختلفة.
عرقلة الأزهر
وحَذَّر مجمع البحوث الإسلامية من المحاولات المشبوهة التي تهدف إلى عرقلة الأزهر في القيام بدوره في إصلاح المجتمع وتبليغ شريعة الإسلام، كما أنزلها الله تعالى وأرادها هداية للعالمين، وأضاف أن محاولة تغييب الأزهر عن هذا الدور هو عبث باستقرار الأمة وفتح لأبواب الفتنة والضعف والفشل.
الحجاب فرض
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن الأولين والآخرين من علماء الأمة الإسلامية ومجتهديها وأئمتها وفقهائها ومُحَدِّثيها، أكدوا أنّ حجاب المرأة المسلمة فرضٌ على كلِّ مَن بلغت سن التكليف، وهو السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض وتبلغ فيه مبلغ النساء؛ وعليها أن تستر جسمَها ما عدا الوجهَ والكفين.
وأضافت الإفتاء في فتوى لها، أن جماعة من العلماء زادوا في جواز إظهار القدمين، وزاد بعضهم أيضًا ما تدعو الحاجة لإظهاره كموضع السوار وما قد يظهر مِن الذراعين عند التعامل، وأمّا وجوب ستر ما عدا ذلك فلم يخالف فيه أحد من المسلمين عبر القرون سلفًا ولا خلفًا؛ إذْ هو حكمٌ منصوصٌ عليه في صريح الوحْيَيْن الكتاب والسنة، وانعقد عليه إجماع الأمة، وبذلك تواتَرَ عملُ المسلمين كافة على مر العصور والدهور مِن لَدُنْ عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأجمعوا على أن المرأة إذا كشفَتْ ما وجب عليها سترُه فقد ارتكبَتْ مُحرَّمًا يجب عليها التوبةُ إلى الله تعالى منه، فصار حكم فرضية الحجاب بهذا المعنى من المعلوم من الدين بالضرورة، ومن الأحكام القطعية التي تشكل هوية الإسلام وثوابته التي لا تتغير عبر العصور.
بالأدلة
وأشارت الدار إلى أن تفصيل أدلة فرضية الحجاب على الوجه الذي ذكرناه ما يلي:
- فأما دليل الكتاب: فقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾.
وأشارت إلى أن المناسبة التي نزلت فيها هذه الآية هي أن النساء كن يُظهِرن شعورهن وأعناقهن وشيئًا من صدورهن فَنَهاهُنَّ الله عز وجل عن ذلك، وأمرهن بإدْناء الجلابيب على تلك المواضع التي يكشِفْنَها؛ حتى ينكف عنهن الفُساق إذا رأوا حشمتهن وتستُّرَهن، وأكد على شمول الحكم فيها لكل أفراد النساء بقوله تعالى: ﴿وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
أنصاف المتعلمين
وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، خاض كثير من أنصاف المتعلمين وليس العلماء في مسألة الحجاب وزعموا أنه لا دليل على فرضيته في كتاب الله ولا سنة نبيه، وبما أن الانشغال بأمر السفهاء ضرب من السفه لم يكن مناسبا الرد على هؤلاء بأكثر من قوله تعالى (سلاما).
وأضاف شومان، أن المزعج حقا أن ينسب هذا الكلام إلى أستاذ متخصص في الفقه الإسلامى وأصوله وهو ما أتمنى عدم ثبوته عنه، لأنه أن كان قد قال بهذا فهذه طامة كبرى، إذ لم نعهد من قبل أستاذا للفقه خرج على إجماع فقهاء المسلمين ممن امتلكوا ناصية الاجتهاد المطلق وخلت العصور عن أندادهم بوفاة آخر من امتلك شروط الاجتهاد وإن لم يؤسس مذهبا وهو ابن جرير الطبرى صاحب التفسير المشهور، وهؤلاء الفقهاء العظام على كثرة الخلاف بينهم في الفروع لم يشذ واحد منهم وينكر فرضية الحجاب".