في "كلمة سواء" طالبت باحترام الرموز والحريات الدينية
زعماء كاثوليك ومسلمون يتعهدون بمكافحة "الإرهاب باسم الدين"
بابا الفاتيكان مستقبلا مفتي البوسنة الذي يرأس الوفد الإسلامي
مدينة الفاتيكان - وكالات
تعهد زعماء كاثوليك ومسلمون، في اجتماعات غير مسبوقة في الفاتيكان، بالعمل معا لمكافحة العنف والإرهاب، وخاصة عندما ترتكب هذه الأعمال باسم الله، والدفاع عن الحريات الدينية ورعاية حقوق متساوية لجماعات الأقليات الدينية.
وبعد 3 أيام من الاجتماعات أصدر 58 من زعماء وعلماء الدين (29 من كل جانب) إعلانا مشتركا، أمس الخميس 6-11-2008، نادى باحترام الشخصيات والرموز الدينية.
وأتت هذه الاجتماعات بعد عامين من إلقاء البابا بنديكت كلمة لمح فيها إلى أن الإسلام يتسم بالعنف وغير عقلاني مما أثار احتجاجات غاضبة في الشرق الأوسط، وشكل المسلمون مجموعة لدحض ما ورد في تلك الكلمة والسعي إلى تفاهم مشترك أفضل.
ودعا البيان المشترك الذي يحمل شعار "كلمة سواء" إلى حوار يستند إلى المبادئ المشتركة لحب الله وحب الجار، وقال البيان وهو يصف المحادثات بأنها دافئة "نعلن أن الكاثوليك والمسلمين مدعوون لأن يكونوا أدوات حب وانسجام بين المؤمنين وللبشرية جمعاء، وأن ينبذوا أي قمع وعنف عدواني وإرهاب وخاصة ما يرتكب باسم الدين وتعزيز مبدأ العدل للجميع".
وقال البيان إن الأقليات الدينية يجب أن "يسمح لها بأماكن عبادة خاصة بها وعدم تعريض الشخصيات المؤسسة والرموز التي تراها مقدسة لأي تهكم أو سخرية"، فيما يبدو أنه إشارة إلى أحداث عام 2006، عندما نشرت صحيفة دنمركية رسوما كاريكاتورية للنبي محمد، وهو ما أثار احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي.
ويدافع الفاتيكان منذ فترة طويلة عن الأقليات المسيحية في بعض البلدان العربية؛ حيث لا يمكنها ممارسة العبادة علانية وحث على سلامة المسيحيين في العراق، ويقول مسلمون في الدول الغربية إنهم يواجهون تمييزا وشكوكا من جانب الغالبية.
وفي وقت سابق، قال البابا بنديكت إن المسلمين والمسيحيين يشتركون في قيم أخلاقية ويجب أن يدافعوا عنها معا، وقال البابا بنديكت الألماني المولد "يوجد مجال رحب وكبير يمكننا أن نتحرك فيه معا للدفاع والترويج للقيم الأخلاقية التي هي جزء من تراثنا المشترك"، وأضاف "وهكذا يجب أن نعمل معا لتشجيع الاحترام الحقيقي لكرامة الإنسان وحقوق الإنسان الأساسية"، وأضاف "دعونا نصمم على التغلب على التحيزات السابقة وأن نصحح الصور التي شوهت غالبا عن الآخر والتي يمكن أن تخلق اليوم مصاعب في علاقاتنا".
وقال الأسقف بول هيندر الذي مقره أبوظبي إنه بحث مع مندوبين مسلمين رغبة الفاتيكان في بناء كنائس في السعودية للعمال المهاجرين الكاثوليك هناك، وأضاف قائلا للصحفيين "إنني لا أعتقد أننا سنحصل على أية حقوق على الفور لكن الأشياء تتغير".
وقال البابا بنديكت إن "المنتدى الكاثوليكي الإسلامي"، وهو الاسم الرسمي لهذا الحوار، الذي من المقرر أن يعقد كل عامين "يخطو بثقة الآن خطواته الأولى".
وضم الوفد الكاثوليكي مسؤولين من الفاتيكان وباحثين كاثوليك في الإسلام، وأساقفة يرأسون الأقليات في العراق وسوريا وباكستان والدول الخليجية، بينهم 3 نساء.
أما الجانب الإسلامي فمثلته مجموعة "كلمة سواء"، هي اتحاد مستقل للمفكرين الإسلاميين، أرسلت زعماء دينيين من السنة والشيعة وعلماء دينيين من الشرق الأوسط وإفريقيا وأسيا ودول غربية بينهم امرأتان.