اليوم أمريكا وغدا مصر .. التغيير قادم رغم أنف دعاة التوريث والتزوير والفساد
اليوم أمريكا وغدا مصر .. التغيير قادم رغم أنف دعاة التوريث والتزوير والفساد

في الأربعاء ٠٥ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لم يكن احد قبل شهور قليلة يمكن أن يتخيل نتيجة ما حققه المرشح الديمقراطي باراك أوباما من فوز ساحق على خصمه الجمهوري ماكين، قطع الطريق على من خططوا للتشكيك في هذا الفوز، بعد أن هالهم الإقبال الغير مسبوق والفارق الضخم في النتائج، وحصول أوباما على دعم شرائح مختلفة وكان على رأسها الشباب على اختلاف خلفياتهم العرقية.
ما حدث في أمريكا كان ثورة ديمقراطية بكل المقاييس قادها الشباب الذين صوتوا لأول مرة بهذه الكثافة ونظموا حملة انتخابية كانت الأكثر تنظيما في تاريخ الانتخابات الأمريكية، استهدفت إنقاذ أمريكا من الوضع المزري الذي قادها إليه جورج بوش وإدارته اليمنية المتطرفة والحمقاء والتي أدخلت أمريكا والعالم في مواجهات دموية وحروب حمقاء خاسرة بعد أن قسم العالم واستند على الأكاذيب في عدوانه وسياساته.
وبغض النظر عن الآمال التي ربما يبالغ فيها البعض عن التأثيرات المرتقبة لهذا الفوز على السياسات الخارجية الأمريكية، ولا سيما استمرار أمريكا في دعم النظم البوليسية القمعية كنظام مبارك الجاثم على صدر مصر منذ 28 عاما على حساب القيم الإنسانية والحقوق والحريات السياسية للشعب المصري، إلا أن ثورة شباب أمريكا الديمقراطية التي قادها أوباما وإصرارهم على صنع التغيير سيفتح آفاقا أخرى وآمال في العالم أجمع والعالم العربي تعطي الأمل للشعوب وللشباب بقرب وصول رياح الحرية والتغيير أيضا لبلادنا.
إننا إذ نهنئ الشعب الأمريكي على هذه الثورة الديمقراطية التي قادت للمرة الأولى في التاريخ ابن مهاجر كيني اسود جاء من خارج كل الدوائر التقليدية الأمريكية للبيت الأبيض، ليصنع حلما جديدا للملايين ممن أيدوه، في مشهد أعاد الاعتبار إلى حد كبير لصورة أمريكا كمجتمع قادر على تصحيح مساره ومعاقبة حكامه والانتصار على كل العوائق العرقية والعنصرية البائدة.
اليوم في أمريكا وغدا في مصر .. والتغيير قادم رغم أنف كل دعاة التوريث والجمود والتزوير والفساد

اجمالي القراءات 4136