تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 23
بسم الله الرحمن الرحيم
1- فى حلقة اليوم من التساؤلات, نتعرض الى بعض أيات التحريم من سورة النساء, ففى الآيات 22, 23, ولا تنكحوا ما نكح أباؤكم....... الآية, ثم حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم وإخواتكم......الآية, والسؤال هو, الم تكن تلك المحرمات محرمات من قبل ان ينزل القرآن, هل كان من الاشياء العادية التى لا تثير سؤالا ان ينكح ( أى يتزوج) الرجل من زوجة أبيه او من امه او من إبنته او من أخته كما حددت الأيتين فى تحريم ذلك النوع من النكاح؟, ام كانت تلك حالات شاذه فى المجتمع ولكنها رغم شذوذها لم تكن محرمة فى المجتمع الجاهلى اللادينى. وهل حرمت الكتب السماوية السابقة على المسيحيين واليهود ما جاء فى القرآن عن تلك الزيجات, فإن كانت قد حرمتها, فقد جاء القرآن متفقا معها, وإن لم تكن قد حرمتها, فلماذا لم تحرمها كما حرمها القرآن.
2- اعرف ان موضوع تعدد الزوجات قد قتل نقاشا من قبل, ولكنى اود ان اطرح آيتين من سورة النساء لمناقشتهما من وجهة نظر محدودة جدا وهو ما يبدو من التعارض الواضح بين الآيتين, وليس للمناقشة التقليديه عن ميزات او عيوب تعدد الزوجات, فقط فى ما يبدو من تعارض المعنى التى تحويه الآيتين , فى الآيه رقم 3 من سورة النساء, حلل الله الزواج من أربعه ولكنه فى نهاية نفس الآيه حذر الرجال من ذلك بقوله , فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا, ثم تأتى الآيه رقم 129 لتقول بشكل واضح لا لبس فيه ولا إختلاف ولا إساءة فهم او تفسير (وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا )
لن تستطيعوا ان تعدلوا ,تعنى لن تسطيعوا ان تعدلوا, ليس لها اكثر من معنى او اكثر من مفهوم, لن معناها إستحالة المقدرة الأن وفى المستقبل, إذا, كيف نوفق بين السماح بزواج أربعة , ثم الإفادة بأن العدالة بينهم ( لن تحدث ) هل العدالة بين النساء مجرد طلب أو أقتراح قابل للإستجابه او الرفض, ام ان العدالة بينهم أمر لا مناقشة فيه ؟ أم نفهم ان تحليل الزواج من أكثر من إمرأة واحدة له شروط ومواصفات يجب ان يتأهل لها الرجل قبل إقدامة على الزواج من أكثر من واحدة وليس فقط لأنه مقتدرا ماليا ويستطيع ان يتزوج أكثر من واحدة.
3- فى الآية رقم 136 من نفس السورة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا) , الآيه موجهه الى الذين أمنوا, وليس للكفار او المشركين, والذين أمنوا لا يمكن ان يوصفوا بهذا اللقب إلا ان كانوا قد أمنو فعلا وحقا بالله ورسوله والكتاب الذى نزل على رسوله, هذا منطقى, لكن الآيه تضيف بالأمر بالإيمان بالكتاب, لاحظ انه لم يقل الكتب, ولكن الكتاب مفردا, الذى أنزل من قبل, ثم تستطرد الآيه وتذكر بعض صفات الكقر, بان من يكفر بالله وملائكته وكتبه ( وهنا تأتى كتبه فى صيغة الجمع ) فكيف نفسر ذلك, كيف نؤمن بالكتاب الذى أنزل من قبل, هل الإيمان مجرد الإعتراف بالشيئ ام أن الإيمان يقتضى اكثر من ذلك, هل الإيمان معناه ان نقرأ وأن نجتهد وان نحاول ان نفهم ما جاء فى ذلك الكتاب الذى أنزل من قبل بالإضافة الى القرآن , وكيف يمكن ان نتحقق من ذلك الكتاب إن كان المقصود به الإنجيل او التوراه او كلاهما, كيف نتحقق انه هو النسخة الإصلية التى يقصدها المولى عز وجل فى هذه الآية, وماذا نفعل ان وجدنا بذلك الكتاب او تلك الكتب ما لا يتفق مع القرآن.
4- ختاما فى الآيه رقم 176 من نفس السورة (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) , فى اول الآيه الأخت لها النصف مما ترك, فإن كانتا اثنيتن فلهما الثلثين, عظيم, ماذا يحدث للنصف الأخر ان كان له اخت واحدة , او الثلث الأخر ان كان له اختين, هل يعطى ذلك لبيت المال, ولماذا لا ترث الأخت الواحدة كل ما تركه اخاها كما يرث الأخ الواحد كل ما تركته اخته.
خالص الشكر والتحية لكل من ساهم من قبل ولكل من سيساهم فى تدبر تلك الأيات .