بسم الله الرحمن الرحيم
سألني أحد المفكرين الإسلاميين مُستغربا .. ثلاثة أسئلة جوهرية أقترنها من كتاباتي في الفكر الإسلامي, وهي تتلخص بالتالي:
1- هل أهل الكتاب مُسلمين ؟؟
2- هل أهل الكتاب هم من أمة الرسول محمد ( عليه السلام ) ؟؟
3- وهل تعتبر من يدعي أن لله ولدا من أهل الكتاب مسلما موحدا ؟؟
أقول متواضعا:
أسئلتكم الكريمة هذه هي من الأسئلة الجوهرية والمحورية والتي أجبت عليها في كتابي ( حوار الأديان والحضارات ) في 520 صفحة والذي رُفض نشره في جميع دور النشر العربية , آ&IcIcirc;رها مكتبة المدبولي بوسط القاهرة الذي أعتذر صاحبها آسفا بسبب ممانعة الأزهر الشريف !!! بحجة إن تشريعهم في الأزهر ليس القرآن الكريم فقط !! والكتاب بحسب قولهم يُنكر بالآيات القرآنية الأديان الأرضية الوضعية والمذاهب ( السُنية والشيعية ), بحيث أنكروا ورفضوا الكتاب كليا بحجة ( الهرطقة بتكفير المذهبين السُني والشيعي )!!!؟؟؟
على كل حال سأجيب على السؤال الأول ( هل أهل الكتاب مُسلمين ) !! والإجابة على السؤال إختصارا هي كالتالي:
الإسلام هو دين السموات والأرض ... لقوله تعالى:
أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {83} آل عمران
وقد بينت لكم بوضوح الآيات الكريمات في الدراسة ( مفهوم الإسلام في القرآن الكريم ) على الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=88410
حول جميع الرسُل والأنبياء والذين هم جميعهم مسلمين على ملة أبينا إبراهيم , وهو الذي سمانا بالمسلمين من قبل ... فالتوراة الكريم هي رسالة سماوية , كلف الله بها سيدنا موسى ( عليه السلام ) وهي تقوم على الإسلام ( التوحيد ) وعلى ملة أبينا إبراهيم , والإنجيل الكريم هي رسالة سماوية , كلف الله بها سيدنا عيسى ( عليه السلام ) وهي تقوم على الإسلام ( التوحيد ) وعلى ملة أبينا إبراهيم , والقرآن الكريم هي رسالة سماوية , كلف الله بها سيدنا محمد ( عليه السلام ) وهي تقوم على الإسلام ( التوحيد ) وعلى ملة أبينا إبراهيم.
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( 161 ) الأنعام
وللإجابة بإستفاضة على سؤالكم الكريم أرجوا العودة إلى دراستنا بعنوان ( اليهودية , النصرانية , الإسلام ) ثلاث مرادفات لمعنى التوحيد على الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=89740
إتباعا لقوله تعالى:
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 19 ) فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ( 20 ) آل عمران
وفي تدبرنا للآية الكريمة أعلاه , فالدَين كما وضحت مفهومه في الدراسة أعلاه يعني ( دين الله ) , ودين الله يعني ( الرسالات السماوية المُنزلة من عند الله وحده لا شريك له .. وهي الرسالات السماوية الثلاث ... التوراة والإنجيل والقرآن ) وهي كلها جميعها تدعوا إلى الإسلام ( التوحيد ). وبينت لكم إن موسى وعيسى ومحمد ( عليهم السلام ) كلهم بلغوا رسالات ربهم القائمة على الإسلام ( التوحيد لله وحده لا شريك له – للعبادة والإستعانة بتشريعات الله والتوكُل على الله وحده لا شريك له ).
- إقصاء أهل الكتاب من كونهم مسلمين , هذا يعني أن نكفر وننكر رسالاتهم السماوية ورسلهم وأنبيائهم المسلمين جميعهم... وهذا لم ينزل الله به من سلطان في القرآن الكريم.
نأتي إلى السؤال التالي وهو ( هل أهل الكتاب هم من أُمة سيدنا محمد ) , في الحقيقة أنا سبق أن رديت على هذا السؤال والذي يؤكد بالآيات القرآنية إن الرسول محمد ( عليه السلام ) هو الوحيد بين الرسُل والأنبياء والتي نزلت رسالته السماوية مهيمنة على باقي الرسالات السماوية الأخرى ( التوراة والإنجيل ) كون الرسول محمد ( عليه السلام ) رسالة الله إليه جاءت أُمَية ( لجميع الأُمم من الجن والإنس – رحمة للعالمين ) ولكافة الناس بشيرا ونذيرا ... على غير باقي الرسُل والأنبياء والذين جاءت رسالاتهم السماوية على أقوامهم وعلى لسان أقوامهم فقط ... فالرسالة السماوية ( القرآن الكريم ) هي رسالة ورحمة لجميع أمم الجن والإنس بمن فيهم أمم اليهود والنصارى وحتى تقوم الساعة بإذن الله.
راجع دراستي بعنوان ( الرسول الأُمَي لا تعني الجاهل للقراءة والكتابة ) والمنشور في العديد من المواقع الألكترونية على الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=89142
فستجد إن أمم الإنس جميعهم بمن فيهم أمم اليهود والنصارى هم كلهم جميعهم من أمَة سيدنا محمد ( عليه الصلاة والسلام ) ويتبعون رسالة الإسلام ( التوحيد ) مثلهم مثلنا تماما. ولا يحق لنا نحن البشر أن نحكم على الآخرين بالإيمان أو الكُفر !! لأن هذه العلاقه تحديدا هي الصلة أو الرابط بين العبد وخالقه فقط ونحن لسنا طرفا فيها... وقد أوضحت ذلك بوضوح في دراستي بعنوان ( الفرق بين الرسول والنبي ) والمنشور في العديد من الموقع الألكترونية... على الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=125635
أما سؤالكم الكريم :
هل تقصد بأن أهل الكتاب الموجودون اليوم هم مسلمون موحدون؟؟ أم تقصد أن أهل الكتاب الذين آمنوا مع موسى وعيسى عليهما السلام في أزمانهم؟؟.
وإذا كنت تقصد أهل الكتاب الموجودون اليوم فهل تعتبر من يكفر منهم بالقرآن وبرسالة ونبوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام هل تعتبره مسلما كذلك أم ماذا؟؟
وهل تعتبر من يدعي أن لله ولدا من أهل الكتاب مسلما موحدا ؟؟
فأقول متواضعا:
عندما وعدتكم بإرسال الدراسة أعلاه ( الفرق بين الإسلام والإيمان في القرآن الكريم ) , أعتقدت إنني أجبت على سؤالكم كاملا ... فكما أسلفت , فإن الإسلام هو الدَين الذي فطر الله الناس عليه ... فمثلا تجد جميع خلق الله في السموات والأرض كلها أسلمت وجوهها إلى الله دونما إختيار ( طوعا وكرها ) ... فالجبال مسلمة والسموات مُسلمة والبحار والمحيطات مسلمة والشجر والدواب وباقي الخلق جميعهم .. ماعدى الجن والإنس ... وبالحديث عن الإنس , فقد أقترن الإيمان والكُفر بخلق الإنسان مباشرة ... بمعنى آخر إن الإنسان وقد ميزه الله جل جلاله على جميع خلقه المُسلمة في السموات والأرض بالإختيار بين الخير والشر ... بالإختيار بين الإيمان والكُفر ... وكلها بالعقل والفكر والتدبُر في آيات الذكر في الرسالات السماوية ... بمعنى آخر إن الإنسان يكفر بعد إسلامه ويكفر بعد إيمانه .. فالعلاقة بين الإيمان والكُفر هي مقرونة تحديدا بالإنسان نفسه, فستجد إن من أمم اليهود والنصارى والأميون ( الأميون دلالة على أمم غير أمم اليهود والنصارى ) ... منهم المسلم المؤمن ( الموحد إيمانا وإحتسابا ) ومنهم المسلم الكافر ( المشرك المُنكر الكافر ) .. ولهذا أنزلت الرسالات السماوية ليسلم الإنسان وجهه خالصا لوجه الله ( إيمانا وإحتسابا بالعمل الصالح ) إرضاءا لوجه الله وحده لا شريك له ليفوز بالجنة من أمم الجن والإنس وماعدى ذلك فمئواهم جهنم وبئس المصير... وهذا ينطبق علينا جميعا ... وبالعودة إلى الروابط أعلاه فستجد إن الصورة ستتضح لكم أكثر بإذن الله.