في واقعة ليست بجديدة، تناول الإعلام الروسي الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا حول سوريا، بلغة استحقارية وازدراء شديدين لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، موضحة كيف حاول الأسد أن يظهر نفسه وكأنه “السيد” الممسك بزمام الأمور في البلاد، وأنه موافق على بنود الاتفاق، فيما هو مجرد شخص يمثل نظاما متهالكا، لم يكن ليستمر لولا دعم موسكو وطهران العسكري له.
وقالت صحيفة “غازيتا” الروسية في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان: “سوريا قسمت إلى قسمين”، أن ساعات التفاوض الطويلة التي استمرت 14 ساعة في آخر جولة بين روسيا والولايات المتحدة، حتى تم التوصل إلى اتفاق، هي في الحقيقة ثمرة جهود سنوات من التفاوض الأميركي الروسي، وليس ثمرة الساعات الأخيرة فقط.
وأوضحت الصحيفة أن النظام السوري ملزم بما ألزمه الروس، حسب الاتفاق، وخصوصا التوقف عن شن الغارات الجوية، لتخلص إلى القول: “على أي حال فقد حاول بشار الأسد مرارا استعراض مواقفه العلنية غير التموافقة مع توجهات القيادة الروسية، لاسيما فيما يخص الحل العسكري للأزمة، إن الرئيس السوري الذي يتلقى دعما عسكريا من موسكو وطهران يحاول أن يظهر أمام جمهوره الداخلي وكأنه سيد الموقف”.
وكانت وسائل إعلام روسية، قد شنت في شباط/ فبراير الماضي هجوما حادا ومتزامنا على بشار الأسد، أوضحت له حجمه الحقيقي في عيون موسكو، فقد قامت صحيفة “كوميرسانت” المقربة من الرئيس الروسي “بوتين” بتشبيه بشار بـ”ذيل الكلب”، مذكرة إياه أنه ليس سوى تابع عليه تنفيذ الأوامر، وذلك تعقيبا على تصريحات لبشار أكد فيها إصراره على خيار القتال لآخر رمق، خلافا للقيادة الروسية التي كانت حينها تركز على ما تسميه “الحل السياسي”.
وبعد “كوميرسانت” جاء الدور على قناة “روسيا اليوم” الرسمية في نسختها العربية، لتوجه رسالة إنذار شديد لبشار، عبر مقال “متى ستقول موسكو: كش”، مرفقا بصورة رقعة شطرنج عليها “ملك” منتصب وآخر ساقط على أرض الرقعة.