واشنطن بوست: السعودية ينتظرها مستقبل قاتم والفكر الوهابي ينخر في جسدها

في الإثنين ١٢ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

وطن – ترجمة خاصة”-

نشر ، مستشار وزميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والمساعد الخاص للرئيس أوباما خلال الفترة من 2009-2011 مقالا في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية حول مستقبل المملكة العربية ، مؤكدا أنه اليوم من الصعب أن نكون متفائلين حول أي شيء في بشكل عام والمملكة على وجه التحديد.

وأضاف روس في مقال ترجمته “وطن” أنه بعد أن زار المملكة العربية السعودية رجع بشعور يفيض منه قتامة مستقبل المملكة، حيث هناك الواقع يبدو متناقضا للغاية، والصراعات تشتد سواء كانت داخل العائلة الحاكمة أو باقي الدوائر المحيطة بها، أو من ناحية الصراع الديني خاصة في ظل نشر حيث يعمل التمويل السعودي للمدارس دوليا على نشر نمط غير متسامح للغاية من الإسلام، معتبرا أن ما وصلت إليه المملكة اليوم يؤكد أن الأيام المقبلة ستكون أكثر صعوبة على حكامها والمواطنين.

ولفتت الواشنطن بوست إلى أن المملكة العربية السعودية تشهد صراعا مكتوما خلال الفترة الراهنة، والأمر يبدو وكأنه ثورة متنكرة في زي الإصلاح الاقتصادي على الرغم من أن التغيير السياسي قد لا يكون في المستقبل القريب، مضيفة أن الشباب السعودي والمرأة من أبرز فئات المجتمع التي تتطلع إلى الفجر الجديد المشرق بعيدا عن ذلك الفكر الوهابي الذي ينخر في جسد المملكة ويسمم باقي الدول الخاضعة لهذا الفكر المتطرف.

واستطرد روس أنه عمليا، خطط السعوديين للتحول طموحة، وتهدف إلى تنويع الاقتصاد، ووضع نهاية للاعتماد المفرط على النفط، والحفاظ على رأس المال في البلاد للاستثمار المحلي، وتعزيز الشفافية والمساءلة لا سيما في ظل الوضع الاقتصادي المتأزم الذي تعيشه المملكة اليوم، وهذا ما دفع الأمير محمد بن سلمان، نائب ولي العهد إلى نشر خطة التحول الوطني التي تعرف باسم رؤية عام 2030، والتي تشمل ثلاثة أضعاف الإيرادات غير النفطية بحلول عام 2020، وبناء صندوق الاستثمارات العامة لاستغلال المعادن الأخرى، وتعزيز البتروكيماويات السعودية وتطوير صناعات السياحة ومراكز الترفيه المنزلية.

وأكدت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية لا يمكنها تحقيق هذه الأهداف، إما بسبب الثقافة التقليدية التي تحد من عمل النساء كثيرا، كما أن القوى العاملة تفتقر إلى المهارات التعليمية الأساسية أو لا يمكنها مقاومة المؤسسة الدينية المحافظة، كما أن النساء يتطلعن إلى العمل في وظائف جميع القطاعات كما أن نحو 70 في المئة من الشعب السعودي تحت  سن الثلاثين عاما، وهؤلاء الشباب ينتظرون التغيير ويبحثون عنه.

وأشارت صحيفة إلى أن الواقع الاقتصادي السعودي خلال هذه المرحلة يعاني من ضربات قاسية، فبعد العجز الذي حدث في الموازنة، لا تزال تنفق المليارات على الحرب الخاسرة في ، كما أن حلفائها في منطقة الشرق الأوسط لا زالوا ينتظرون منها تقديم المزيد من الدعم المادي، أضف إلى هذا كله ما يستنزفه نشر الفكر الوهابي في مختلف الدول الإسلامية من موازنة الدولة وقوة هذا التيار ونفوذه داخل العائلة الحاكمة، وبخلاف كل هذا فإن جبهات المواجهة مع في المنطقة أصبحت متعددة بدءا من سوريا مرورا بلبنان وصولا إلى والعراق.

وأوضحت الصحيفة أن لها مصلحة في نجاح عملية التحول السعودية. وبصرف النظر عن ضمان الاستقرار في المملكة، يمكن أن يخلق نجاحها وجود قيادة عربية قادرة على إعادة تشكيل مجتمعها من الداخل، دون اضطرابات رهيبة. معتبرة أن الإدارة الحاكمة  القادمة في الرياض ينبغي أن تقدم المساعدة التقنية مع الاكتتاب في شركة أرامكو وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية بشكل عام لأن السعوديين لديهم أولويتان هما التحديث محليا والتصدي للمغامرة الإيرانية خارجيا، لذا على حاكمها القادم أن يفتح حوارا استراتيجيا وكذلك التخطيط للطوارئ والتعامل مع التهديدات الأمنية.

اجمالي القراءات 3111