أراضٍ بالمليارات تم تخصيصها لرجال المخابرات بالتجمع الخامس دون معرفة ثمنها.. وإهدار الملايين ببيع 45 فدانا خصصها "عبد الناصر" للبحث العلمى بالإسكندرية كشف المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات السابق، عن واقعتي إهدار للمال العام طالتا جهتين رسميتين في الدولة كان الجهاز المركزي للمحاسبات قد رصدهما خلال توليه رئاسته، مدللاً بذلك على أن قرار إعفائه من منصبه لم يكن بسبب تصريحات مغلوطة عن حجم الفساد، تضر بالأمن العام أو تكدر السلم كما يروج عنه وإنما لأنه أصر على كشف الفساد الذى اقترنت وقائعه بأشخاص "ممنوع الاقتراب" منهم، بحسب وصفه. وقال جنينة في حديثه أمام هيئة المحكمة خلال جلسة المرافعة المنعقدة اليوم بمجلس الدولة لنظر الطعن على قرار إعفائه من منصبه بقرار جمهورى، إنه تعرض للتهديد والتنكيل وأعفى من منصبه بسبب إصراره على أداء دوره فى كشف الفساد ومحاربة اللوبى الخاص به دون أى اعتبارات بعيدة عن صالح الوطن والشعب، وضرب جنينة مثالين على ذلك بكشف الجهاز عن بيع 45 فدانا كان قد خصصها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للبحث العلمى الزراعى وزراعة النباتات النادرة فى المعمورة بالإسكندرية، بثمن بخس لم يتجاوز 200 جنيه للمتر وبقرار وزارى من وزير الزراعة شابه فساد إدارى وإهدار للمال العام. كما كشف جنينة عن تخصيص أراضٍ بالتجمع الخامس لرجال المخابرات لبناء فيلات خاصة بهم، متسائلاً: هل كان للجهاز أن يفصح عن ذلك أو يسأل عن هذه الأراضى وقيمتها مليارات.. كم دفع للدولة مقابلها؟ وكان المستشار هشام جنينة قد حضر بنفسه اليوم جلسة المرافعة فى طعنه على قرار عزله من منصبه أمام الدائرة الأولى حقوق وحريات فى مجلس الدولة، وقد حجزت الدعوى للحكم فى الخامس والعشرين من أكتوبر المقبل.