شقيقتان ترويان وقائع تحرش ضباط بهما في قسم شرطة العمرانية واقعة غريبة شهدها قسم شرطة العمرانية أمس، دخلت فتاة مع شقيقتها لإثبات مذكرة حررها لهما مقدم بالمرور، اتهمت فيها سائقاً بالتحرش الجنسي بها، أثناء نزولها بشارع فيصل، فخرجت شقيقتها متهمة بالاعتداء علي ضابط شرطة وتمزيق ملابسه بعد احتجازهما من العاشرة مساء حتي صباح اليوم التالي ومنعهما من الدخول إلي دورة المياه، وقالت الفتاة إن القائمين علي قسم الشرطة رفضوا استدعاء سيارة إسعاف لشقيقتها بعد أن فاجأتها آلام في معدتها.. الواقعة تحقق فيها نيابة العمرانية، تحت إشراف المستشار حمادة الصاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة. «المصري اليوم» التقت شيماء عبدالرحمن عارف ٢٨ سنة التي روت قصة تحرش أحد سائقي الميكروباص بها أثناء نزولها في شارع فيصل، وقصة الساعات الست التي قضتها مع شقيقتها والتي وصفها بأنها كانت وصلات من التعذيب والإهانة والسب والشتائم البشعة بسبب رفض ضباط «نوبتجية العمرانية» ورئيس المباحث إثبات المذكرة التي حررتها في نقطة مرور بشارع فيصل. قالت شيماء: ركبت «سيارة ميكروباص» من منطقة كوبري الخشب في بولاق الدكرور في طريقي إلي فيصل، حتي أصل بها إلي منطقة المطبعة بفيصل، حيث أعيش مع أسرتي، وأثناء نزولي من السيارة فوجئت بالسائق يقوم بحركات خارجة في أجزاء حساسة من جسدي، فأسرعت بالنزول وقلت له: «إنت إنسان زبالة» واحتفظت برقم السيارة، وذهبت بها إلي العقيد أيمن السيد بنقطة مرور بشارع فيصل الذي أمر ضباطه بسرعة ضبط السائق، وبالفعل نجح في إحضاره بعد ساعة ونصف الساعة من الواقعة، وسألني عن الموقف الذي تعرضت له فقلت له إنني لا أعرف السائق ولم أتشاجر معه، وإنه قام بارتكاب أفعاله دون سابق معرفة، كما أنه سبني بعد نزولي. أضافت أن العقيد بنقطة المرور عاملها معاملة حسنة، وحرر لها مذكرة بالواقعة، مؤكداً لها أنها يجب أن تأخذ حقها من مثل هذه التصرفات السيئة، وطلب منها الذهاب إلي قسم شرطة العمرانية لتحرير محضر بالواقعة، وتفريغ ما جاء بالمذكرة. وقالت: اتصلت بشقيقتي هبة ٢٥ سنة، وطلبت منها الحضور للذهاب معي إلي قسم الشرطة لتحرير المحضر، وحضرت في العاشرة مساء، وتوجهنا إلي القسم، حيث فوجئنا بمجموعة من الضباط داخل «النوبتجية» عرضنا عليهم المذكرة، إلا أن الضابط طلب منا بعد أن تفحص المذكرة أن نسرد له ما حدث له بالتفصيل، مبرراً ذلك بأنه لا يفهم معني كلمة «تحرش» أو «هتك عرض»، وقال لنا: «تعالوا معايا إلي مكتب المأمور». وأضافت شيماء: طلبت من الضابط أن يقرأ المذكرة، التي توضح أن السائق تعدي علي بإشارات ولمس أجزاء حساسة من جسدي، إلا أن الضابط طلب مني أن أشرح له، وعندما تدخلت شقيقتي هبة، كان رده: «إيه البنت اللي عايز تاخد «قلمين» علي وشها دي». وأوضحت أن شقيقتها هبة كانت تعاني من آلام في القولون ولا تستطيع الوقوف علي قدميها لإصابتها بالتهاب في الأعصاب، فطلبت من أحد الضباط «كرسياً» للجلوس عليه، فكان رده: «كرسي إيه يا....، إيه البنت العبيطة دي»، وانهال عليها بسيل من الشتائم. وقالت هبة لـ«المصري اليوم» إنها كانت تتعامل بمنتهي الهدوء مع الضابط الذي حاول أن يمسك جسدها، وأزاحها فأوقعها خلف باب «النوبتجية»، بعد أن طلبت «كرسياً» للجلوس عليه، وأضافت «قال لي: إنه سيؤدبني لأنني «بنت ....»، إلا أنني طلبت منه أن يتعامل معي بشكل محترم، وأن يثبت في المحضر مذكرة عقيد المرور الخاصة بشقيقتها، فقال: «إنتي هتعرفيني شغلي يا بنت الـ...»، وتناول كوباً فارغاً وألقاه في وجهي، وحاول التعدي علي بالصفع علي وجهي، إلا أن زملاءه قاموا بتهدئته لكن الضابط أشهر سلاحه في وجهي، قائلاً: «أنا هقتلك يا....». سيطرت علي هبة حالة من البكاء وقالت: «بكيت للضابط وقلت له أنا أخطأت، لا أريد عمل محضر، وطلبت مقابلة رئيس المباحث، وقلت له نحن متنازلين ومش عايزين نعمل محضر، ثم قام باصطحابنا إلي مكتب المأمور الذي طلب مني إثبات الشخصية، وعندما قلت له إنني نزلت مسرعة إلي شقيقتي وتركتها في المنزل فقام المأمور بنفسه بشد حقيبة يدي، وفتحها وأخرج منها «كارنيه» مستشفي الشرطة الخاص بطليقي الذي يعمل ضابطاً بالشرطة، و«كارنيه» خاص بمكتبة جريدة الأهرام، قائلاً: «آه إنتي صحفية بقي، هاتي رقم زوجك بسرعة، أنا محترمك علشان هو ضابط»، فقلت له: «لست صحفية، وطليقي كان ضابطاً، وأنا بعمل دراسات عليا وعلشان كده أتردد علي جريدة الأهرام». أضافت هبة أنه قام بإلقاء الحقيبة في وجهها، وعندما حاولت الاتصال بوالدها سحب منها التليفون المحمول، وحاول الاعتداء عليها بالضرب، وتابعت: التف الضباط وحاول كل منهم أن يلمس جسدي، وقال المأمور: «إنتي مش هتمشي يا ماما، إنتي ضربتي ضابط شرطة، ومزقتي ملابسه، ومش هتمشي من هنا غير لما تكوني شايلة قضية. وأضافت الشقيقتان أنهما بقيتا في قسم شرطة العمرانية في محاولة لتحرير محضر منذ العاشرة مساء الخميس حتي الثانية من صباح أمس، إلي أن جاء لواء من مديرية أمن الجيزة وطلب منهما الهدوء، مشيراً إلي أنه تم إخطاره بالواقعة، وأشار إلي أحد الأشخاص الذي حضر إليه مسرعاً قائلاً لهما: «قبل ما اسمع أي حاجة.. لازم تشوفوا ده هيقول إيه» وسأله: «إنت جاي هنا تعمل إيه»، قال: «جاي أشهد يا باشا إن البنت دي، وأشار إلي هبة، ضربت الباشا الضابط وألقت في وجهه كوباً من الشاي، أثناء حضوري للقسم». أوضحت هبة أنها قالت للواء: «أنا غلطت ياباشا وعايزه أمشي، حتي محضر السائق الذي تحرش بشقيقتي متنازلين عنه»، وقال لها اللواء: «تنازل إيه يا بنتي.. إنتي متنازلة لكن الضابط مش متنازل، إنتي ضربتي الضابط وقطعتي هدومه وحاولتي تاخدي سلاحه الميري، ما أقوالك فيه».. قلت له «لن أقول كلمة واحدة سوي أمام النيابة». وطلبت منه الكارنيهات التي احتفظ بها المأمور، ثم انصرف في الثالثة فجراً، تاركا إيانا في «النوبتجية» وعندما حضر والدي والمحامي رفض أمن القسم دخولهما ولم يسمحوا بسيارة الإسعاف التي طلبها المحامي لنا، وسمحوا للمسعف بالدخول للاطمئنان علي، ثم طلب منهم المسعف نقلي إلي المستشفي لكنهم رفضوا. وقال ياسر الرفاعي، محامي الشقيقتين إنه منع من الحضور أو الاطلاع علي المحضرين الخاصين بالتحرش والمحضر الذي حرره ضابط القسم ضد موكلته هبة، كما رفضوا السماح لسيارة الإسعاف باصطحاب هبة إلي أقرب مستشفي مما دفع السيارة إلي إثبات ذلك في محضر الانتقال وأنه لم يطلع علي المحضر حتي عرضه علي النيابة. أضاف أن الشقيقتين تعرضتا لأبشع أنواع الإهانة والظلم إلا أنه يثق في عدالة النيابة العامة التي تنصفهما.
كتب يسري البدري وفاروق الدسوقي ١/ ١١/ ٢٠٠٨