آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ١٧ - أكتوبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
غاية النّبل أن تسامح من يظلمك وهو يرى نفسه على حق بينما هو ظالم فى الحقيقة.
هذه هى الدرجة العليا من الإحسان فى القرآن الكريم ، أن ترد السيئة ليس بالحسنة ولكن بما هو أحسن ، قال جل وعلا : (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾ فصلت ).
حكمت إحدى المحاكم الأمريكية بإدانة سفاح قتل الكثير من الفتيات. وجاء أهل القتلى كل منهم يوجه خطابا إنتقاميا للقاتل ، وهو ينظر اليهم بلا مبالاة بل يبدو مفتخرا بظلمه. اتى رجل قتل السفاح إبنته فأخذ يعدّد مناقب إبنته ثم قال للقاتل : إننى أسامحك يا سيدى. ) عندها إنهار القاتل باكيا .
هذا الرجل النبيل خاطب الجانب الخيُر فى نفس السفاح. كل منا فيه جانب الخير وجانب الشّر. المحسن هو الذى يغلّب جانب الخير. الأكثر إحسانا ونُبلا هو الذى لا يكتفى بالعفو عمّن ظلمه بل يُحسن اليه بالأحسن. وهذه درجة لا يصل اليها إلا كل ذى حظ عظيم كما قال رب العزة جل وعلا.