ازدراء الأديان.. تهمة تلاحق القرآنيين

في الجمعة ٣١ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

تقرير كتبته ماجدة سالم

الجمعة 31 اكتوبر 2008
إنكار السنة وشفاعة الرسول.. وازدراء الأديان.. تهم مكررة يأتى ذكرها كل مرة، حينما يتم اعتقال أى عضو من جماعة "القرآنيين".. قرارات اعتقالهم يصدرها وزير الداخلية وتنفذها قوات أمن الدولة، وهذا يعنى اهتماما كبيرا وخاصا بتلك الفئة التى أوشكت على الانقراض بسبب حركات الاعتقالات المستمرة .

قوات أمن الدولة كالعادة راحت تعتقل رضا عبد الرحمن ابن عم أحمد صبحى منصور "الأب الروحى للقرآنيين" بقرية أبو حريز مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية صباح الاثنين الماضى، حيث اقتحمت المنزل بطريقة همجية وكالعادة صادرت جهاز الكمبيوتر الخاص بالمعتقل وبعض الكتب والأسطوانات، وتم الاعتقال دون ذكر الأسباب أو حتى المكان المرحل إليه رضا وحتى كتابة هذه السطور لا يعلم أهل المعتقل مكانه، إلا أن محامى المعتقل ويدعى عادل رمضان ممثل المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، رجح وجوده فى أحد مبانى أجهزة مباحث أمن الدولة.

تلقت المبادرة شكوى من أهل المعتقل بعد ساعات من اعتقاله، وبناء عليه تقدم المحامى عادل رمضان ببلاغ لمكتب النائب العام يوم 29 من أكتوبر الجارى، يطالبه بإلزام وزارة الداخلية بالإعلان عن مكان اعتقال رضا وتوضيح ما إذا كان قرار الاعتقال قد صدر من وزير الداخلية بموجب قانون الطوارئ وسبب اعتقاله، وما هى التهم المنسوبة إليه والسماح لأهل المتهم ومحاميه بزيارته، ثم أرسل المحامى تلغرافا إلى وزير الداخلية مطالبا فيه بإنهاء اعتقال رضا والإفراج عنه، لأنه لا يجوز اعتقال أحد بسبب معتقداته الدينية، بينما أبدت أخته السيدة هبة عبد الرحمن مخاوفها من استمرار اعتقال شقيقها والذى لا تعرف مكان اعتقاله أو أى معلومات عنه، وعندما سأل شقيقها الأكبر الضابط الذى اعتقل رضا عن سبب اعتقاله، قال له "اسكت أنت أحنا مباحث أمن الدولة"، وأضافت "متأكدة أن السبب الرئيسى فى اعتقاله هو درجة القرابة بينه وبين الدكتور أحمد صبحى منصور، لأن عائلتنا اعتادت على ذلك، كل فترة تستدعى مباحث أمن الدولة لفرد من العائلة للتحقيق معه ويعود فى نفس اليوم، إلا أن هذه المرة الحالة مختلفة لأن رضا لم يعد حتى الآن"، وأشارت هبة إلى محاولاتهم فى العثور على مكان أخيها سواء مع مباحث أمن الدولة أو نيابة كفر صقر، إلا أن أحد معارفهم والذى يعمل فى مركز الشرطة أكد وجود رضا بداخل مركز شرطة كفر صقر.

وأكد المحامى عادل رمضان أن أسباب الاعتقال التى ستعلنها وزارة الداخلية كالمعتاد هى ازدراء الأديان استنادا إلى المادة 98 من قانون العقوبات، والتى تعد مادة غير دستورية بالمرة، حيث إن حرية الدين والعقيدة حق لكل مواطن، وأضاف أن التهمة الحقيقة هى عدم السير على الصراط المستقيم الذى وضعته الداخلية والذى يعد جريمة فى مجتمعنا يعاقب مرتكبها بالاعتقال. ومازال المحامى فى انتظار نتيجة البلاغات التى تقدم بها وفى حالة رفض طلبه، وفقا لقانون الطوارئ، فسيكون بإمكانه التظلم أمام محكمة أمن الدولة بعد مرور ثلاثين يوما من تاريخ اعتقال موكله.

ويذكر أن المعتقل رضا عبد الرحمن (32عاما) يعمل أخصائيا اجتماعيا فى معهد أبو حريز الإعدادى الأزهرى، والذى سبق وتم التحقيق معه بواسطة إدارة الأزهر بصفتها جهة العمل الخاصة به فى 17 من يوليو الماضى، بسبب مقالاته وأفكاره على الإنترنت من خلال مدونته الخاصة "العدل..الحرية..السلام" أو من خلال موقع أهل القرآن.

هذه الواقعة تكررت العام الماضى مع خمسة من أفراد جماعة القرآنيين، حيث صدر قرار بحبسهم من نيابة أمن الدولة العليا، وأيضا بضم الأب الروحى لجماعة القرآنيين إلى المتهمين الخمسة المقبوض عليهم بتهمة ازدراء الأديان، واعتباره متهماً أول فى القضية، كما ضمت الدكتور عثمان محمد على محمد وهو أحد أقرباء منصور كمتهم ثان فى القضية، رغم عدم وجوده فى مصر أيضاً، ودارت التحقيقات كلها حول عقائد المتهمين وأفكارهم، ورأيهم فى حد الردة وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما إذا كانوا يؤدون صلاة السُنّة، وفى النهاية، وبعد التحقيقات التى أجرتها معهم نيابة أمن الدولة، تم إخلاء سبيلهم من مقر النيابة.

ساندت عدة مراكز حقوقية جماعة القرآنيين، أبرزها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ومركز الأندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، وأدانت حملات الاعتقال الخاصة بهم. شاركت لجنة أمريكية معنية بمراقبة الحريات الدينية تدعى "اللجنة الأمريكية الدولية للحريات الدينية" فى حملة مساندة القرآنيين.

لمعلوماتك..
أبو "القرآنيين" الروحى
أحمد صبحى منصور أستاذ سابق بجامعة الأزهر، تم فصله عام ١٩٨٧ بسبب إنكاره للسنة النبوية، وسافر إلى الولايات المتحدة لبعض الوقت، عاد بعدها إلى القاهرة ليصبح أحد أركان مركز ابن خلدون، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد تعرض مركز ابن خلدون إلى بعض المشكلات القضائية عام 2000، عمل مدرساً فى جامعة هارفارد لعام واحد بعد هجرته، وهو لاجئ حاليا فى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إنشائه مركزا خاصا به تحت اسم "المركز العالمى للقرآن الكريم".

اجمالي القراءات 6315