لماذا يحرض القرءان المسلمين على ضرب نسائهم؟
وَاضْرِبُوهُنَّ 1-3

احمد ابراهيم في الثلاثاء ١٢ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

وَاضْرِبُوهُنَّ 1-3

 

 لماذا يحرض القرءان المسلمين على ضرب نسائهم؟

إهداء الى بناتى

 

بعد رجوعنا من الأجازة كان فى أستقبالنا انجالى من زيجة سابقة فسألتنى دونهم ابنتى سمر, بعد أن أقسمت يمينا بأنها لن تتركنا نذهب ثانية الى مصر ب أو بدون أخواتها الصغار, فبادرة مستفسرة:

 

 لماذا يحرض القرءان المسلمين على ضرب نسائهم؟

فقلت لها أنا لا أعتقد ذلك وللأسف النسخ الالمانية التى يمكنك الاطلاع عليهم ترجموا وفقا لشطحات مفسرين أعتقد أنهم ما كانوا مؤمنون. لاننى أعرف أن القرءان

1.    ساوي بين الذكور والاناث فى الخلق

)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)

2 . ساوى بين الذكور والاناث فى التعليم

)خَلَقَ الْأِنْسَانَ) (الرحمن:3)

)عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) (الرحمن:4)

 

3. جعل لكل فرد استقلاليته

)بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (القيامة:14)

 )وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً) (الاسراء:13)

 

4. الضرب لا يعنى المعاشرة بالمعروف التى الزم الله بها عباده

وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً

 

 

 

ولذا وعدت ابنتى بالبحث فى هذا الموضوع ومن ثم ترجمته لها ولاخواتها

فلنبدأ بمحاولة فهم ما طمسه المفسرون

 

أولا: ما معنى كلمة قَوَّامُ التى أنزلت فى الآيات: النساء 34 و 135 والمائده 8 و الفرقان 67

 

ثانيا: وهل يوجد سبب لنزول النساء 34؟

 

)الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) (النساء:34)

 

 

 

أولا: ما معنى كلمة قَوَّامُ التى أنزلت فى الآيات: النساء 34 و 135 والمائده 8 و الفرقان 67

 

هل قوام تعني مسلط كما ذهب تفسير الجلالين ؟

{ الرِّجال قوَّامون } مسلطون { على النساء } يؤدبونهن ويأخذون على أيديهن { بما فضَّل الله بعضهم على بعض } أي بتفضيله لهم عليهن بالعلم والعقل والولاية وغير ذلك

كيف عرف المفسرون كلمة قوام فى مواضع قرءانية آخري؟

 

في النساء:135

القرطبى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ: ليتكرر منكم القيام بالقسط

بينما ابن كثير والجلالين تجنبا تعريف كلمة قوامين واكتفيا بذكر قوامين بالقسط أي قوامين بالعدل

 

في المائدة:8

الجلالين: قَوَّامِينَ لِلَّهِ أي  قائمين { لله } بحقوقه

أبن كثير:تجنب التعريف وقال  قَوَّامِينَ لِلَّهِ أي كونوا قوامين بالحق للّه عزّ وجلّ لا لأجل الناس والسمعة

القرطبى: قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين} الآية تقدم معناها في [النساء]. والمعنى : أتمم عليك نعمتي فكونوا قوامين لله، أي لأجل ثواب الله؛ فقوموا بحقه،

 

 

نجد من سرد المفسرين السابق ما يلى:

إن التفسير لم يتم وفقا لقاعدة عقلانية حيادية أى قرآنية ولكن تم حسب مزاج المفسر وجنسه والبيئة التى نشأ فيها وهذا نسببه بالتالى

1.  ففى حين  ذهب الجلالين الى إختراع تعريف قوام بمعنى مسلط  فى النساء 34 فأنه تجنب تعريفها فى النساء  134 حتى لا يقع فى محصور المنطق وهو إن المسلط عادل   بل وذهب وناقض نفسه فى المائدة 8 عندما أقترب من التعريف الحقيقى لقوامين  بتعريف قوامين لله قَوَّامِينَ لِلَّهِ أي  قائمين { لله } بحقوقه لانه لايمكنه ان يقول مسلطين لله بحقوقه وإلا اتهم بالزندقة والكفر

     لو كان كاتب الجلالين مؤمن لصاغ  الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ كما يلى وفقا لتعربفه: قائمين على حقوق النساء وما كان وقع فى الاخطاء السابقة

2.  نفس الشئ يصدق على ابن كتير الذي حرف الكلم عن موضعه ولوي اعناق الآيات :

إنه قد عرف قوام بمعنى هو رئيسها وكبيرها وا&">قَوَّامون لِلَّهِ كبراء لله أي  كبراؤه

قَوَّامِينَ لِلَّهِ حاكمين لله  أي حكامه

قَوَّامِينَ لِلَّهِ مؤدبين لله أي  مودبيه

اليس هذا كفرا إن اتبعنا تفسير ابن كثير لكلمة قوام؟؟؟؟

أما كلمة أعوج فهذه وفقا لما سبق شاهدة أيضا على اعوجاج ابن كثير

 

 

 

فلنبحت عن المعني القرآني لكلمة قوامين:

  )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً) (النساء:135)

 قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ أي ملتزمون باحقاق العدل

 

)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:8)

 

قَوَّامِينَ لِلَّهِ أي ملتزمون بحقوق الله

 

 

فإذا تدبرنا مع الآيات السابقه الآيتين التاليتين وحاولنا ان نقتبس معنى محايد

)فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية230)

 

يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ: يلتزما بحدود الله أي يلتزما بالحقوق التى حددها الله

 وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا &a"> 

ولذا أننا نجد أن المعنى لن يخرج عن الآت:

قوام:أي ملتزم بحقوق وامينها وصائنها

قوام على: ملتزم بحقوق وامينها وصائنها قبل شخص أو شئ ما

 

وهنا

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ: الرجال ملتزمون بالحقوق التى فرضها الله عليهم قبل النساء مثل حمايتهن والزود عنهن بما فضلهم الله عليهن فى البناءه الجسمى و الأنفاق من أموالهم الخاصة على اسرهن 

 

 

 

 

 

 

ثانيا: وهل يوجد سبب لنزول النساء 34؟

 

فهل نزلت حسب القرطبي وآخرين(بالاضافة الى ذلك توجد رويات عديدة متضاربة ولا تنم عن شئ غير الكذب على الله ومن ثم بطلان القصد)  فى سعد بن الربيع عندما لطم

زوجته وذهب أبوها يشكوه الى الرسول النبى فقال ص" لتقتص من زوجها" ثم عدل عن ذلك بسبب نزول جبريل ب {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه : 114]؟ 

 

1.  تناقض ادعاء القرطبي وآخرين مع القرءان

لان

لان فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (طـه:114)

مؤولة بالآيات التالية

 

لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) (القيامة:16)

 )إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) (القيامة:17)

 )فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (القيامة:18)

بمعنى أن الرسول عند سماعه الآيات  كان يستعجل  , قبل  أن ينتهى الوحى من تحفيظه,  ويعيد قرأتها على الوحى حتى لاينساها

)لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) (القيامة:16

وذلك لسبب منطقى وهو أن الرسول كان خائف أن يتعرض القرءان للنسيان والضياع مثل الكتب السابقة عليه ومن ثم طمأن الله الرسول وتعهد بجمعه وبحفظه

)إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) (القيامة:17)

 وبالتالى فإذا تم أكتمل تحفيظه فأنه يكون قرآن يقرأ ويجب على الرسول قرأته

)فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (القيامة:18)

 

ومن هنا فان قصة  سعد بن الربيع وزوجته ملفقة لا ختلاق سبب نزول غير حقيقى لتبرير تأويل كاذب ما أنزل الله به من سلطان

 

2.  الافتراء علي الرسول الكريم الذي لايمكنه أن يتقول على الله أو يشرع من تلقاء نفسه

)وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ) (الحاقة:44)

 )لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) (الحاقة:45)

)وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (لأعراف:203)

 

 

أحمد إبراهيم

 

 

اجمالي القراءات 44943