إسقاط الجنسية
إسقاط الجنسية عن بعض الأشخاص هو الذي يسيء إلى سمعة مصر، وفي البداية لا أحد يرغب أو يستغني أو يتخلى عن جنسية بلده مهما كان السبب أو الضغوط التي تمارس ضده، وخاصة إذا كان يحمل الجنسية المصرية، هذا بالنسبة لنا كمصريين نعتز ونفتخر بأننا نحمل اسم مصر في الوثائق الشخصية المتعلقة بنا، ولكن حين تسقط الدولة الجنسية عن بعض الأشخاص بداعي أن هؤلاء يشوهون في سمعة مصر على حد زعمهم فهذا خطأ فادح أيضاً من الدولة، بل أن مثل ذلك هو الذي يشوه في صورة الوطن أمام العالم، ومن المفترض أن يقاس حب وكراهية المواطن إلى بلده على قدر ما يمتلك من أموال، فمن هنا سوف نكشف من هم الذين يحبون مصر ومن هم الذين يكرهون مصر يا شعب مصر.
باعتقادي أن الطبقة الفقيرة التي ترضى بأقل القليل هي التي تحب مصر أكثر من أصحاب الملايين والمليارات، لأن هؤلاء الناس أصحاب الملايين والمليارات لا هم لهم بمصر ولا شعب مصر إلا أن يجمعوا الأموال فقط، هذا هو الشيء الوحيد الذي يربط علاقتهم بمصر، ولا علاقة لهم بسمعة مصر كما يدعون، ولو كانوا مهتمين كما يدعون، لماذا وصلت نسبة (40%) من السكان في مصر لا دخل لهم في اليوم إلا عشرة جنيهات فقط، أي الفقر والجوع والحرمان هو الذي يشوه في صورة البلاد، ولا شيء غيره، أما حين يغتنم الفرصة أصحاب الأنفس المريضة ويتهمون الدكتور سعد الدين إبراهيم وأمثاله بأنهم يشوهون في سمعة مصر بحضور المؤتمرات في الخارج ومنع المستثمرين الأجانب أن يستثمروا في مصر، أو يحث أمريكا على تخفيض المعونة عن مصر، هذا كلام فارغ ولا يدل إلا على إحباط من يرددون هذا الكلام ليعلقوا عليه خيبتهم، وإن مصر ليست بحاجة إلى مستثمرين أجانب ولا إلى منح من أمريكا ولا غيرها، وإنما تحتاج إلى أن يصحوا الضمير فقط، عند الأغنياء والفقراء، وأن يحس الأغنياء بحرمان الفقراء، هذا هو الشيء الوحيد الذي إذا حدث من الممكن أن نعيد ما كانت مصر وتاريخ مصر، إذا كنتم مهتمين بالفعل، أو تهمكم سمعة مصر كما تقولون، أما إذا كان إسقاط الجنسية عن بعض الأشخاص أو عن الشعب بأكمله هو الذي سوف يظهر صورة الوطن كما تريدون لا أحد يمنعكم من ذلك، حتى حين يظهر الفقر والجوع والحرمان بين ملايين الأشخاص ويراه العالم يكون لديكم الرد أن هؤلاء الفقراء والمحرومين من كل شيء أسقطنا عنهم جنسيتهم كمصريين، أي في تعداد الأموات وهم أحياء، وبالتالي لا أحد يسأل عن الأموات، فمن الذي يسيء إلى مصر غير الذين جعلوها في هذه الصورة؟!.. وبالرغم من كل ذلك النقد والمعارضة لم تؤثر على النظام، فلو تخيلنا أن لا أحد ينقد أو يعارض ما الذي كان سيحدث لهذا الشعب؟!.. أعتقد لقاموا بحرق الفقراء أو بحرق المستضعفين كما فعل هتلر باليهود من قبل.
رمضان عبد الرحمن علي