حل لغز جثث شواطئ مطروح.. مهرب بشر يكشف عن عصابة مصرية ترتكب مجازر في المتوسط.. الانتقال بسفينة مجهزة في عرض البحر لقتل اللاجئين والحصول على أعضائهم مقابل 15 ألف دولار.. ونيابة صقلية تحقق في المعلومات

بعد غرق مراكب الهجرة غير الشرعية وتحول البحر المتوسط إلى أكبر مقبرة في العالم، فجر مهرب بشر معلومات غاية في الخطورة متعلقة بعصابة مصرية تتاجر في الأعضاء البشرية، تنتقل عبر سفن خاصة إلى عرض المتوسط لاصطياد الضحايا من المهاجرين وقتلهم وتشريح جثامينهم بهدف الحصول على أعضائهم البشرية والعودة بها محفوظة داخل عبوات مخصصة لنقلها في درجة حرارة تضمن حفظها.

هذه المعلومات التي أدلى بها تاجر البشر من الجنسية الإريترية، تحل لغزا كبيرا حول ظاهرة العثور على جثث متحللة على شواطئ مطروح خلال الفترة الماضية، وتثير الشكوك حول ارتباط تجار الأعضاء البشرية بهؤلاء الضحايا الذين وقعوا عرضة لجريمة مروعة في قلب المتوسط، وتم إلقاء جثامينهم في البحر بعد الصحول على المستهدف من العملية الإجرامية.

عصابة مصرية
واعترف كبير مهربي بشر، يدعى "نور الدين عطا وهابربي"، لأعضاء النيابة العامة في صقلية، أن المهاجرين الذين لم يتمكنوا من دفع ثمن الجزء الثاني من رحلتهم عبر البحر المتوسط، يتم بيعهم لتجار الأعضاء مقابل 15 ألف دولار أمريكي.

وادعى "عطا"، من إريتريا، أن عصابة إجرامية مصرية تقتل المهاجرين غير الشرعيين وتستخدم أعضاءهم في عمليات زرع غير قانونية.

وتابع مهرب البشر: "قيل لي إن أولئك الذين لا يستطيعون الدفع يتم تسليمهم لبعض المصريين الذين يقتلونهم ويعيدون بيع أعضائهم بعد قتلهم".

وأكد: "يصل المصريون مع معداتهم لاستخراج الأعضاء ونقلها في حافظات باردة".

ونوهت الصحيفة إلى أن تلك المزاعم الجديدة ظهرت عندما أمرت النيابة العامة في صقلية باعتقال 38 عضو من عصابة متهمة بارتكاب جرائم متعلقة بالإتجار بالبشر.

وقرر "عطا"، ألقى القبض عليه عام 2014 لدروه في التجارة في البشر، أن يكون شاهدًا بعد مقتل 800 شخص في البحر المتوسط في أبريل 2015.

جثث مطروح
وعثر أهالي محافظة مطروح والأجهزة الأمنية بالمحافظة، خلال الأيام الماضية، على 11 جثة جديدة، قذفتها الأمواج على شواطئ وسواحل المحافظة، خلال أوقات وبأماكن متفرقة.

وكانت عثرت الأجهزة الأمنية بمطروح على 3 جثث أخرى الخميس الماضي، قذفتهم الأمواج على الشواطئ داخل قريتين ساحليتين بالساحل الشمالي، حتى وصل عدد الجثث المعثور عليها خلال الأسبوع الماضي إلى 14 جثة مجهولة الهوية.

فضلًا عن عثور الأجهزة الأمنية بمطروح على 26 جثة أخرى مجهولة الهوية خلال أوقات متفرقة وأماكن مختلفة بالمحافظة خلال الشهر الماضي، قذفتهم الأمواج على شواطئ قبالة رأس الحكمة والضبعة والعلمين والحمام؛ ليصل عدد الجثث المعثور عليها بشواطئ وسواحل محافظة مطروح خلال شهرين إلى 40 جثة، وجميعهم مجهولو الهوية ومتحلل أجزاء من أجسامهم، وملامحهم مختفية.

وأكد اللواء هشام لطفي، مدير أمن مطروح، أن المعلومات الواردة ترجح أن سبب ظهور عدد من الجثث المتحلل بعضها على شواطئ محافظة مطروح، نتيجة غرق أحد المراكب التي كانت تستقل مجموعة من المصريين والأفارقة في طريقهم إلى الهجرة غير الشرعية عبر السواحل المصرية، مشيرًا إلى احتمالية ظهور وانتشال جثث أخرى مماثلة لتلك الجثث بسبب الحادث.