كتبت منذ فترة في مقالة بعنوان "صديقي لا يزال" موجزاً ما عانيته مع صديقي ورفيق عمري ودربي ،وكيف وصل بنا الحال الى أن لا نتعرض الى ما أقول وأعتقد، لكي نحافظ على ما تبقى لنا، احتراماً لماضٍ عشناه سوياً.
إلا أنه أمْر كان مؤقتاً، وذلك لأننا نسينا أن الذي جمعنا كان الدين!
فما لبث صديقي إلا أن خاض متسائلاً، ففوجئ بغير أيمن الذي يعرف، وكان آخر ما فاجأه تشهدي في صلاتي، فعزم ألا يكمل مع كافر مثلي، فببساطة نفذ صبره، وضاق صدره، ولم يعد يحتمل أكثر ، لأنه وكما قال العفاسي "إلا صلاتي" ، فكيف أخالف الصلاة التي لطالما سمعها وتعلمها من والده ومن أستاذه في المدرسة ومن شيوخ المساجد أصحاب الكهنوت أولي اللِحا والخطب الرنانة،وكيف أخالف ما وجدناه عند آبائنا الأولين؟
أخي ،أبي، أمي، أصدقائي ،الى الجميع ، أحببت أن أوضح لكم صلاتي في هذه المقالة، حتى لا يتفاجئ أحد بعد هذا.
أفتتح صلاتي وقبل التكبير بقول:{ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ}
وكما قال سبحانه : {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً(110) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً} [الإسراء : 111]
لا ألتزم بوضع اليدين على صدري أو بجانبي.
فأقراء مستفتحاً بالفاتحة دونما ذِكر لكلمة "آمين" -والتي تعني بالنسبة لي نوعاً من الجهل -،وأقراء ما يتيسر لي من القرءآن الكريم، فلا أجهر بصوتي ولا أخافت بها، ويكون هذا في جميع الركعات، وأسبح في السُجود والركوع، وأما تشهدي، فأتلو التشهد الوحيد المذكور القرءآن الكريم والذي تشَهَد به رب العالمين في سورة [آل عمران : 18]
{ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }.
وأسلم بعد الإنتهاء.
ببساطة هذه هي صلاتي وببساطة أوجهها لله وحدة، فلا أصلي لبشر حتى يرفضها، أوحتى يعلق عليها دونما (دليل مبين)، فهذا ما فهمته، وما اترك الحكم فيه لربي وحده لكي يحاسبني عليه يوم الحساب،فأراها وسيلة للإتصال مع الله وطلب منه الهداية ،ولا أعتبرها غاية أبداً.
ولا أحب أدائها في المساجد التي قلّما يُذكر فيها الله مقارنة بذِكر من هُم دونه ،والله يقول :{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [الجن : 18]
فأصبحت للأحاديث ولذكر فضائل الصحابة والأولياء والصالحين ،
كما أني لا أصلي الجُمَع ،لما أرفضه من جَهل قد أسمعه ولا أستطيع انكاره!!.
لا تتعجبوا فهذا ديني ،ولكم دينكم ولي دين.
كم يحزنني فراق الأحباب ولكني لن أرضخ أو أتهاون ولن أتنازل .
فأرجوكم لا تُنصبوا أنفسَكم مكان الله ،فهو الذي وهبني حريتي وهو الذي سيُحاسبني عليها، وليس من حق بشر أن يسلبني اياها.
أنا أعلم بأن طريقي وعِرَة ،ما سلكه إلا وقد طاله أذى،إلا أني أصر على الإستمرار متحدياً عازماً ومتوكلاً على الله.
{وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ} [هود : 93]