ارتفع عدد ضحايا الفيضانات التي شهدتها المحافظات الشرقية لليمن إلى 72 قتيلا ومفقودا, فيما وصل عدد المنازل التي تهدمت إلى نحو ألف وسبعمائة منزل, في الوقت الذي لقي فيه 17 شخصا مصارعهم نتيجة فيضانات مماثلة بالمغرب.
وقالت مصادر أمنية يمنية إن الفيضانات شردت أكثر من أربعة آلاف وثلاثمائة عائلة بسبب مياه السيول التي غمرت محافظتي حضرموت والمهرة جنوبي شرقي البلاد.
وتسببت الأمطار الغزيرة في خسائر مادية كبيرة سواء في مشاريع البنية التحتية والخدمات أو في الممتلكات الشخصية للمواطنين, فضلا عن جرف الأراضي الزراعية وإتلاف المئات من السيارات والمركبات ونفوق عدد كبير من المواشي والأغنام.
وأوضح مراسل الجزيرة بصنعاء أحمد الشلفي أنه من المحتمل ارتفاع أعداد الخسائر البشرية والمادية, مشيرا إلى أن عناصر الجيش والمنظمات الأهلية لا تزال غير قادرة على الوصول إلى المناطق المتضررة, بل تقتصر في عملها على استخدام المروحيات.
العاصمة صنعاء تعرضت لأمطار غزيرة لكنها لم تصل لحد الكارثة (الفرنسية)
صعوبات الإغاثة
وفي وقت سابق أفاد محافظ حضرموت سالم الخنبشي بأن تقارير ترددت بشأن وقوع خسائر في مناطق كثيرة بالمحافظة, غير أن البيانات الدقيقة عن تلك الخسائر لم تجمع بعد بسبب صعوبة الوصول لكافة المناطق المتضررة.
وأوضح الخنبشي أن من بين المناطق المتضررة بلدتي تريم وشبام التاريخيتين الكبيرتين. مضيفا أن المروحيات العسكرية أرسلت للمناطق الأكثر تضررا للمساعدة في عملية الإنقاذ.
وقال مسؤول أمني إن مدينة تريم التاريخية هدم منها 250 منزلا, فيما قال مواطنون إنهم لم يشهدوا مثل هذه الكارثة منذ ثلاثين عاما.
وقد غادر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح العاصمة صنعاء متوجها إلى المكلا عاصمة حضرموت للإشراف على عمليات الإغاثة. كما شكلت لجنة حكومية للتنسيق في جهود الإنقاذ بعد إعلان حضرموت والمهرة مناطق كوارث.
خسائر مغربية
الفيضانات تسببت في هدم نحو عشرين منزلا بمنطقة الناضور (الجزيرة نت)
وفي المغرب قتل 17 شخصا نتيجة الفيضانات التي ضربت عدة مناطق في البلاد.
فقد لقي 11 شخصا مصارعهم في منطقة الناضور بشمال المملكة, كما أعلن رسميا عن انهيار عشرين منزلا بالمنطقة.
وفي وجدة شرقي البلاد قتل أربعة أشخاص, فيما توقفت الدراسة في طنجة بسبب نفس الفيضانات التي قتلت شخصين, فيما حاصرت المياه آلاف العمال بالمنطقة الصناعية.
وقال رجال أعمال كبار في طنجة إن كل المصانع في المنطقة الصناعة التي يعمل فيها نحو ثلاثين ألف عامل أغلقت وإنها ستحتاج إلى ما بين أربعة أسابيع إلى ثلاثة أشهر لاستئناف العمل.
من جهته قال مراسل الجزيرة إن السكان لا يحملون الأحوال الجوية السيئة المسؤولية في كل تلك الخسائر فحسب, وإنما يحملون الشركات المسؤولة عن تشييد البنية التحتية التي لم تصمد أمام تلك الفيضانات.
ولقي أكثر من 25 شخصا مصارعهم في عدة مدن بالمغرب خلال الأسبوعين الماضيين في فيضانات سببتها الأمطار الغزيرة.
وقال مسؤولو الأرصاد الجوية بالمغرب إن الأمطار التي تساقطت على البلاد في الفترة ما بين 17 سبتمبر/أيلول و23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري سجلت أعلى منسوب منذ 35 عاما.