نص وثيقة مكة
* ضمت وثيقة مكة المكرمة في الشأن العراقي، والتي وقعت مساء يوم الجمعة (20/10/2006) على مشارف البيت الحرام بمكة المكرمة، عشرة بنود شملت عناصر الفتنة في العراق.
وجاء في الوثيقة «أنه بناء على ما آلت إليه الأوضاع في العراق من إهدار للدماء، وعدوان تحت دعاوى تتلبس بالإسلام والإسلام بريء منها، نعلن نحن علماء العراق من السنة والشيعة، بأننا اجتمعنا في مكة المكرمة، واصدرنا هذه الوثيقة الآتي نصها:
البند الأول: المسلم من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وبهذه الشهادة يعصم دمه وماله، ويدخل في ذلك الشيعة والسنة جميعا، وأن القواسم المشتركة بين المذهبين أضعاف مواضع الخلاف وأسبابه، والاختلاف بين مذهبين هو اختلاف نظر وتأويل، وليس اختلافا في أصول الإيمان ولا أركان الإسلام، ولا يجوز لأحد من المذهبين أن يكفر الآخر، ولا يجوز شرعا إدانة مذهب بسبب جرائم بعض أتباعه.
البند الثاني: دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرام، فلا يجوز التعرض لمسلم شيعي أو سني بالقتل أو الإيذاء أو الترويع أو العدوان على ماله، أو التحريض على شيء من ذلك، وإجباره على ترك بلده أو محل اقامته، او اختطافه أو أخذ رهائن من أهله بسبب عقيدته أو مذهبه.
البند الثالث: لدور العبادة حرمة، وتشمل المساجد والحسينيات وأماكن عبادة غير المسلمين، فلا يجوز الاعتداء عليها أو مصادرتها، أو اتخاذها ملاذا للأعمال المخالفة للشرع.
البند الرابع: إن الجرائم المرتكبة على الهوية المذهبية، ما يحدث في العراق، هي من الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه وحرمه، وليس اعتناق مذهب أيا كان مسوغا للقتل أو العدوان ولو ارتكب بعض اتباعه ما يوجب عقابه.
البند الخامس: يجب الابتعاد عن إثارة الحساسيات والفوارق المذهبية والعرقية والجغرافية واللغوية، كما يجب الامتناع عن التنابذ بالألقاب وإطلاق الصفات المسيئة لكل طرف على غيره.
البند السادس: مما يجب التمسك به الوحدة والتلاحم، والتعاون على البر، وذلك يقتضي مواجهة كل محاولة لتمزيقها، والاحتراز من محاولات الافساد بينهم.
البند السابع: المسلمون من السنة والشيعة عون للمظلوم، ويد على الظالم، ومن أجل ذلك، يجب إنهاء المظالم واطلاق سراح المختطفين والأبرياء والرهائن من المسلمين وغير المسلمين، وارجاع المهجرين إلى أماكنهم الأصلية.
البند الثامن: يذكر العلماء الحكومة العراقية بواجبها في بسط الأمن وحماية الشعب العراقي بجميع فئاته وطوائفه، وإقامة العدل بين أبنائه، ومن أهم وسائل ذلك إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وتقديم من تقوم عليه أدلة جنائية إلى محاكمة عاجلة عادلة وتنفيذ الحكم عليه.
البند التاسع: يؤيد العلماء من السنة والشيعة جميع الجهود والمبادرات الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في العراق.
البند العاشر: المسلمون السنة والشيعة يقفون بهذا صفا واحدا للمحافظة على استقلال العراق ووحدته وسلامة أراضيه وتحقيق الإرادة الحرة لشعبه، ويساهمون في بناء قدراته العسكرية والاقتصادية والسياسية، ويعملون من أجل إنهاء الاحتلال، واستعادة الدور الثقافي والحضاري العربي والإسلامي والإنساني في العراق.
إن العلماء الموقعين على هذه الوثيقة، يدعون علماء الاسلام في العراق وخارجه إلى تأييد ما تضمنه البيان والالتزام به، وحث مسلمي العراق على ذلك.
ويسألون الله، وهم في بلده الحرام، أن يحفظ على المسلمين كافة دينهم، وأن يؤمن أوطانهم وأن يخرج العراق من محنته، وينهي أيام ابتلاء أهله بالفتن.
من جانبه أكد البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، في كلمة ألقاها أمس أمام المجمتمعين «أن هذا يوم مشهود من أيام الله، تبارت للوصول إليه ثلة من المسلمين الخيرين للتوافق على ما يحقن الدماء المراقة، ووقف إزهاق الأرواح البريئة والقضاء على الفتن وصد تيار المحن التي ابتلي بها العراق».
وأضاف أوغلي الذي تلا وثيقة مكة قائلا «إننا رأينا في منظمة المؤتمر الإسلامي، ونحن نستشعر مسؤولياتنا أمام الله والأمة، أن ننهض بجهد خالص في سبيل مجابهة تيار الفتن في العراق». وبين أوغلي «لما كان أحد أسباب الفتنة في العراق مرده ترويج أفكار دينية مغلوطة ومدسوسة على الدين الإسلامي الحنيف بتكفير المسلمين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، كان من الواضح أن رجال الدين هم أولى الناس بالتصدي لهذه الافتراءات وتكذيبها، وتنبيه من وقعوا في شباكها إلى مغبة أعمالهم.
وشدد على أن الوثقة حظيت بقوبل كبار رجال الدين والسياسة في العراق وغيره «لإيقاف نزف الدماء وازهاق الأرواح والافساد في الأرض، وملء العراق بعشرات الآلاف من اليتامى والثكالى والأرامل».
ودعا أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي المرجعيات والعلماء القيام بمساهمة كبيرة في نشر هذه الوثيقة من خلال المساجد والحسينيات ووسائل الاعلام.