كاتبة سعودية تقترح إضافة مادة الموسيقى في المدارس بالمملكة
كاتبة سعودية تقترح إضافة مادة الموسيقى في المدارس بالمملكة

في السبت ٢٥ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

اقترحت كاتبة سعودية إضافة مادة الموسيقى ضمن قائمة مواد الفنون وتدريسها للطلاب والطالبات في مدارس المملكة في خطوة من المتوقع أن تثير غضب رجال الدين المتشددين الذين يقولون بأن الاستماع إلى الموسيقى يخالف تعاليم الشريعة الإسلامية. وقالت حليمة مظفر إن الدراسات العلمية أثبتت ما للموسيقى من فوائد في تعزيز التوازن الوجداني النفسي وتقوية الذاكرة وقدرة الاستذكار.

واستغربت مظفر في مقال لها بعنوان "حصة مدرسية للموسيقى.. لمَ لا؟" نشرته صحيفة "الرياض" السعودية عدم إضافة الموسيقى كمادة في مدارس المملكة حتى الآن بالرغم من ادعاءات تطوير المناهج وطرق التعليم التي تروج لها وزارة التربية والتعليم، بحسب تعبيرها.

وأوضحت الكاتبة أنها عند مطالبتها بإضافة مادة الموسيقى لا تقصد تلك الموسيقى "المفلسة الصاخبة" وإنما الراقية كموسيقى بتهوفن والعبقري موزارت أو موسيقى عبد الوهاب وحليم وغيرهم.

وذكرت مظفر أن تعليم الموسيقى "يربي الذوق الرفيع والأدب والإحساس بالقيم الجمالية في الأشياء من حولنا مهما كانت متواضعة، وهو ما نفتقده كثيرا في حياتنا وممارساتنا السلوكية اليومية في البيت والشارع وحتى العمل".

وأعربت الكاتبة عن أسفها من توتر علاقة المجتمع السعودي بالفنون جميعها وألقت باللوم في ذلك على "التطرف الديني الذي ساد المجتمع لفترة طويلة، وما يزال"، وقالت مظفر "ولهذا نحتاج موقفا جادا لتصحيح ذلك".

وأشارت الكاتبة إلى أن آذان الطلاب والطالبات تتعامل مع الموسيقى بشكل يومي سواء من خلال القنوات الفضائية والغنائية خاصة، أو عن طريق المواقع الغنائية على الانترنت وأن محلات بيع الأشرطة والأقراص الغنائية المرخصة من الدولة تملأ الشوارع، وذكرت أيضا مهرجان "الجنادرية" السنوي الذي ترصد له الدولة الملايين لاقامة حفلات غنائية موسيقية ضخمة يغني فيها كبار المطربين.

وانتقدت الكاتبة حرمان وزارة التربية الطلاب والطالبات من حصص الموسيقى بذريعة أن الاستماع إليها "حرام"، وقالت "إن مسألة تحريم الموسيقى (فقهية خلافية)، ومن بابها ضاق الجدول المدرسي بحصة واحدة على الأقل للموسيقى". وعبرت الكاتبة عن تعجبها بالقول "وأتعجب: كيف سيقتنع الطالب بحرمانيتها وهو يسمعها في سيارة والده وأخيه ويشاهدها في قنواته الوطنية؟". لكنها استدركت بالقول إنها "أنفلونزا الازدواجية".

واختتمت الكاتبة مقالها بالتذكير على أنها اقترحت إضافة حصة لتعليم الموسيقى في المدارس كحصة اختيارية لا إجبارية احتراما لمن يؤمن بحرمانيتها ولا يرغب بها، في عام 1424 – 2004 في إحدى جلسات النقاش الثقافي بملتقى المثقفين السعوديين الأول الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام، وقالت "والآن أعيد اقتراح ذلك على وزارة التربية والتعليم، احتراما لواقعنا الذي يعيشه أبناؤنا وبناتنا، وارتقاء بذوقهم الجمالي وحماية لهم من "الضوضاء" الموسيقية التي تحاصرهم، وتنحط بسلوكياتهم وتفقدهم ذاكرتهم".

اجمالي القراءات 5968