قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْب
بحث فى الشفاعة بين القرءآن الكريم والتراث الموروث

محمد صادق في الثلاثاء ٢٩ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

                بحث فى الشفاعة بين القرءآن الكريم والتراث الموروث
                             ___________________

تبويب البحث:
1- مقدمة
2- خلط فى معانى آيات الشفاعة
3- الشفاعة فى العهد الجديد
4- الشفاعة عند علماء المسلمين
- آراء وأقوال العلماء حول مفهوم الشفاعة
- التوسل على المذاهب الأربعة و التوسل والاستغاثة ليس شركا
5- روايات الشفاعة في الصحاح وغيرها
6- تعريف معنى الشفاعة
7- الآيات التى وردت فيها كلمة شفع ومشتقاتها
8- تقسيم آيات ال&Ociشفاعة إلى مجموعات متفقة فى المعنى
9- أقوال من الماضى والحاضر وتفسيرات متضاربة
10- تشابه بين معتقدات أهل الكتاب ومعتقدات المسلمين
11- شروط الشفاعة
12- الخلاصة
المراجع:
----------------------------------------------------------
1- المقدمــــة
هذا البحث تم بالإشتراك مع الأستاذ الكاتب إبراهيم دادى
        بحث مبدئى عن الشفاعة بين القرءآن الكريم والتراث الموروث
 ومقارنة بين الشفاعة فى أديان المسلمين الأرضية ونظائرها لدى المسيحية وغيره.


بسم اللــــه الرحمــن الرحيــــم

قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ {50} وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {51} الأنعام

2- الخلط فى معانى الشفاعة
يعتبر مفهوم الشفاعة من المفاهيم التي شابها كثير من الأغلاط عند كثير من الناس. لقد كان طلب الشفاعة أظهر ما يتشبث به المشركون السابقون في تبرير شركهم بالله تعالى الأصنام والأوثان، والشمس و القمر، وكل ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم، ظانين بالله تعالى ظن السوء أن لا يجيب لهم دعاء، إلا بتوسيط أولئك الشفعاء المزعومين. فدعوا غير الله، وصلوا لغيره، وذبحوا ونذروا لغيره، وتوكلوا على غيره وقربوا لهم القربان، وصرفوا أنواعا من العبادة لغيره سبحانه وتعالى بحجة الشفاعة التي غابت عنهم معانيها الحقيقية، وصارت قرينة الجهل والضلال.
وفي كتاب الله تعالى وصف لتلك الحال التي كانوا عليها، فما يكاد يذكر شركهم بالله تعالى إلا وتذكر معه تلك الحجة الداحضة التي يتشبثون بها باسم الشفاعة، كما في قوله تعالى:(ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )، وقوله تعالى: ( وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء )،( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى) وغير ذلك من الآيات.

ولقد كان مفهوم الشفاعة من أظهر المفاهيم التي أوضحها كتاب الله تعالى غاية الإيضاح، ففصل بين حقها وباطلها، وفُرّق بين مثبَتها ومَنفيها، فلم تبق لمبطل حجة يتشبث بها. وإن المتأمل لواقع كثير من المسلمين اليوم، ليرى أن الخلط في مفهوم الشفاعة قد أحدث كثيرا من التغيرات العقدية والعملية، تصغر وتكبر على قدر ذلك الخلط، حتى بلغ الأمر إلى عَوْدٍ إلى ما كان عليه أهل الجاهلية، وبالحجة نفسها التي كان أهل الجاهلية يجادلون بها المرسلين عليهم الصلاة والسلام. وأصبح مفهوم الشفاعة الخاطئ عند المسلمين متكأ لهم ليعملوا ما شاءوا معتمدين على الدين الأرضي الذي وعدهم بالشفاعة العظمى من خاتم الأنبياء والمرسلين تقولا عليه، فتكون بعد أن يطلبوها من الرسل والأنبياء السابقين عليهم السلام ويعتذروا جميعهم على عدم قدرتهم على الشفاعة بدعوى أن لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، فلو كان المؤمنون يتدبرون القرآن لعلموا أن الشفاعة لن تكون إلا بعد إذن المولى تعالى لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون.

3- الشفاعة فى الأديان الأخرى
- الشفاعة فى العهد الجديد
إن شفاعة القديسين حقيقة كتابية عاشت بها الكنيسة منذ أيام أبينا إبراهيم، وإستخدمها فى الكتاب المقدس آباؤنا القديسون إبراهيم واسحق ويعقوب وداوود وطوبيا، وسجلها ربنا يسوع المسيح فى العهد القديم وإستخدمتها كنيسة العهد الجديد فى صلواتها وعبادتها واختبرها المؤمنون فى حياتهم ومشكلاتهم العامة والخاصة. والذين ينكرون شفاعة القديسين إنما يضيعون على أنفسهم بركاتها، وايضا يعترضون على كلمات الكتاب المقدس معتمدين على تفكيرهم العقلى فوق أوامر اللــه فى الكتاب المقدس وأوامر الآباء القديسين الأوائل.
ويستندون فى تفكيرهم على قول القديس يوحنا "....وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب، يسوع المسيح البار، وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لكل العالم أيضا" 1 يوحنا 1:2
ويقول المتحدث بإسم الكنيسة لتوضيح هذا المعتقد فيقول:
الواقع أنهم يخلطون بين نوعين من الشفاعة، والحقيقة أن هناك فالقا أساسيا كبيرا بين شفاعة المسيح وشفاعة القديسين:
1- شفاعة المسيح شفاعة كفارية... بمعنى أن المسيح يشفع فى مغفرة خطايانا باعتباره الكفارة التى نابت عنا فى دفع ثمن الخطيئة. وهكذا يقف وسيطا بين اللــه والناس. ونفس المعنى أيضا يحمله قول بولس الرسول عن السيد المسيح بإعتباره الوسيط بين اللــه والناس فيقول فى ذلك " وسيط واحد بين اللــه والناس، الانسان يسوع المسيح، الذى بذل نفسه فدية لأجل الجميع " 1تيموثاوس 5:2
ويقول: هذا اللون من الشفاعة لا نقاش فيه مطلقا، إنه خاص بالمسيح وحده أما شفاعة القديسين فى البشر فلا علاقة لها بالكفارة ولا بالفداء.
2- الشفاعة التوسلية أو شفاعة القديسين... المقصود بها مساعدة القديسين لنا فى الصلاة والكتاب المقدس يأمرنا بها ويوافق عليها إذ يوافق: " صلوا بعضكم لأجل بعض لكى تشفوا. طلبة
البار تقتدر كثيرا فى فعلها " يعقوب 16:5 . والقديسون أنفسهم كانوا يطلبون صلوات الناس عنهم. فالقديس بولس يقول لأهل تسالونيكى " صلوا لأجلنا " 2 تسالونيكى 1:3.
فإن القديسون يطلبون صلواتنا، أفلا نطلب نحن صلواتهم؟ وإن كنا نطلب الصلاة لأجلنا من البشر الأحياء، أفلا نطلبها من القديسين الذين أكملوا جهادهم وانتقلوا إلى الفردوس، يحيون فيها مع المسيح. وهل هؤلاء قَلت مكانتهم بعد إنتقالهم من الأرض إلى الفردوس بحيث يجوز لنا ان نطلب صلواتهم وهم على ألأرض، وأصبحت صلواتهم محرمة وهم قريبون من اللــه فى الفردوس.
وهناك العديد من أمثلة الشفاعة فى العهد الجديد لم أذكرها لعدم الإطالة...
ويقول القديس سيرافيم ساروف "الأرثوذكسى"
فى الكتاب المقدس نجد شواهد وآيات كثيرة تعلمنا أن الملائكة القديسين يشفعون بالبشر، فى سفر أيوب الصديق من العهد القديم فى الآيتين 23،33 . ايضا قصة الملاك روفائيل فى سفر طوبيا فى الآيات 12،120،3،80،8، 5 .
ونجد فى الرؤيا الأولى من سفر زكريا الآيتين 12، 1
ويذكر الكتاب المقدس مرات كثيرة أن الأبرار أيضا يشفعون بالناس والآيات والحوادث هي أكثر من أن تحصى.

4- الشفاعة عند علماء المسلمين
الشيعة
يكاد يجمع علماء المسلمين على وجود الشفاعة وأنها تنال المؤمنين.. لكن بعضهم ناقش في سعة المفهوم وضيقه، ففيما يجمع أغلب أئمة الفرق والمذاهب الاِسلامية على أنّ الشفاعة تنفع في دفع الضرر والعذاب.
أولاً: آراء وأقوال العلماء حول مفهوم الشفاعة:
1 ـ قال الشيخ المفيد محمد بن النعمان العكبري (ت 413 هـ:
إتفقت الاِمامية على أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشفع يوم القيامة لجماعة من مرتكبي الكبائر من أُمته الترمزى ج4 ص 625، سنن أبى داود ج4)، وأنّ أمير المؤمنين عليه السلام يشفع في أصحاب الذنوب من شيعته، وأنّ أئمة آل محمد عليهم السلام كذلك، وينجي الله بشفاعتهم كثيراً من الخاطئين.
وقال في مكان آخر: ويشفع المؤمن البرّ لصديقه المؤمن المذنب فتنفعه شفاعته ويشفّعه الله. وعلى هذا القول إجماع الاِمامية إلاّ من شذّ منهم.
2 ـ وقال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ) في تفسيره التبيان: حقيقة الشفاعة عندنا أنْ تكون في إسقاط المضار دون زيادة المنافع، والمؤمنون عندنا يشفع لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيشفّعه الله تعالى ويسقط بها العقاب عن المستحقين من أهل الصراط لما رُوي من قوله عليه السلام: إدّخرتُ شفاعتي لاَهل الكبائر من أُمتي.
والشفاعة ثبتت عندنا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكثير من أصحابه ولجميع الاَئمة المعصومين وكثير من المؤمنين الصالحين.
3 ـ وقال العلاّمة المحقق الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548 هـ:
وهي ثابتة عندنا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولاَصحابه والاَئمة من أهل بيته الطاهرين عليهم السلام ولصالح المؤمنين وينجّي الله بشفاعتهم كثيراً من الخاطئين.
4 ـ ويقول العلاّمة الشيخ محمدباقر المجلسي (ت 1110 هـ:
أما الشفاعة فاعلم أنّه لا خلاف فيها بين المسلمين بأنّها من ضروريات الدين وذلك بأنّ الرسول يشفع لاُمته يوم القيامة، بل للاُمم الاُخرى، غير أنّ الخلاف هو في معنى الشفاعة وآثارها، هل هي بمعنى الزيادة في المثوبات أو إسقاط العقوبة عن المذنبين ؟
والشيعة ذهبت إلى أنّ الشفاعة تنفع في إسقاط العقاب وإن كانت ذنوبهم من الكبائر، ويعتقدون بأنّ الشفاعة ليست منحصرة في النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة عليهم السلام من بعده، بل للصالحين أن يشفعوا بعد أن يأذن الله تعالى لهم بذلك.
ما تقدم كان نماذج من أقوال علماء الشيعة الاِمامية حول الشفاعة معنىً وحدودا.

ًثانيا: علماء المذاهب الاِسلامية الاُخرى
أما علماء المذاهب الاِسلامية الاُخرى فقد أقرّوا بالشفاعة والاِيمان بها، وننقل فيما يلي نماذج من آراءهم وأقوالهم.
1 ـ الماتريدي السمرقندي (ت 333 هـ :
عند تفسيره لقوله تعالى : وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ، وقوله تعالى: وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى.
إنّ الآية الاُولى وإن كانت تنفي الشفاعة، ولكن هنا شفاعة مقبولة في الاِسلام وهي التي تشير إليها هذه الآية ويقصد بها الاَية 28 من سورة الأنبياء .

2 ـ أبو حفص النسفي (ت 538 هـ:
يقول في عقائده المعروفة بـ (العقائد النسفية): الشفاعة ثابتة للرُسُلِ والاَخيار في حق الكبائر بالمستفيض من الاَخبار.
3 ـ ناصر الدين أحمد بن محمد بن المنير الاسكندري المالكي:
يقول في الانتصاف وأما من جحد الشفاعة فهو جدير أن لا ينالها، وأما من آمن بها وصدّقها وهم أهل السُنّة والجماعة فاُولئك يرجون رحمة الله، ومعتقدهم أنّها تنال العصاة من المؤمنين وإنّما ادُخرّت لهم.
4ـ القاضي عياض بن موسى (ت 544 هـ :
مذهب أهل السُنة هو جواز الشفاعة عقلاً ووجودها سمعاً بصريح الآيات وبخبر الصادق، وقد جاءت الآثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين، وأجمع السلف الصالح ومن بعدهم من أهل السُنة عليها. وقد ذهب الكثير من علماء المسلمين إلى حقيّة وجود الشفاعة مما لايسع في هذا البحث الموجز حصره من أقوالهم وآرائهم لضيق المجال. ويتضح مما تقدم، أنّ الشفاعة ـ واعتماداً على نصوص القرآن الكريم الصريحة والاَحاديث الشريفة المتواترة المنقولة عن النبي الاَكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل البيت عليهم السلام ـ هي من القضايا المقبولة عند أغلب الفرق والمذاهب الاِسلامية، مع وجود من يناقش في معنى الشفاعة.
فقد رفض المعتزلة الشفاعة وناقشوا فيها.. حيثُ يقول أحد أعلامهم وهو أبو الحسن الخياط وهو يفسر قوله تعالى: أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ العَذَابِ أفأنْتَ تُنْقِذُ مَنْ في النَّارِ " اِنّ الاَية تنص على أنّ من استحق العذاب لا يمكن للرسول أن ينقذه من جهنم، وفي ردّ ذلك يقول الشيخ المفيد رضي الله عنه: إنّ القائلين بالشفاعة لا يدّعون بأنّ الرسول هو المنقذ للمستحقين النار وإنّما الذي يدّعونه إنّ الله سبحانه ينقذهم منها إكراماً لنبيّه والطيبين من أهل بيته عليهم السلام.
هذا من جهة، ومن جهة اُخرى، فإنّ المفسرين يذهبون إلى أنّ الذين حقت عليهم كلمة العذاب هم الكفار، وإنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يشفع لهم ومن هنا يكون هذا الاِحتجاج بالآية الشريفة الآنفة على نفي الشفاعة احتجاجاً غير صحيح .
قال ابن عبد الهادي – رحمه الله -:
" من قال: إن مخلوقاً يشفع عند الله بغير إذنه فقد خالف إجماع المسلمين ونصوص القرآن"
والذين قالوا بذلك: هم القبوريون...
وحجتهم: قياس شفاعة أوليائهم الأموات عند الله على الشفاعات الدنيوية المعروفة بين الناس وذلك من حيث لزومها وتحقق وقوعها لهم عند الله إذا استشفعوا بها، كما كان يفعله المشركون مع أصنامهم، والنصارى من رهبانهم...

قال ابن تيمية مبينا ذلك:
"فالمشركون كانوا يتخذون من دون الله شفعاء من الملائكة والأنبياء والصالحين، ويصورون تماثيلهم فيستشفعون بها ويقولون:هؤلاء خواص الله، فنحن نتوسل إلى الله بدعائهم وعبادتهم ليشفعوا لنا، كما يتوسل إلى الملوك بخواصهم لكونهم أقرب إلى الملوك من غيرهم، فيشفعون عند الملوك بغير إذن الملوك، وقد يشفع أحدهم عند الملك فيما لا يختاره فيحتاج إلى إجابة شفاعته رغبة ورهبة"
ويمكن إجمال الرد عليهم بما يلي: (ابن تيمية)
أن القياس الذي احتجوا به قياس فاسد؛ لأنه قياس مع الفارق...فالشفاعة عند الله لا تكون إلا بشرطين:
- الإذن من الله. - رضاه عن الشافع والمشفوع له.
**( هذه شروط الشفاعة لديهم والتى تخالف ما جاء فى القرءآن الكريم )
وقد بين ابن تيمية – رحمه الله – هذه الفروق فقال:
"فشفاعة المخلوق عند المخلوق تكون بإعانة الشافع للمشفوع له، بغير إذن المشفوع عنده ، بل يشفع إما لحاجة المشفوع عنده إليه ، وإما لخوفه منه ، فيحتاج أن يقبل شفاعته . والله تعالى غني عن العالمين وهو وحده سبحانه يدبر العالمين كلهم، فما من شفيع إلا من بعد إذنه، فهو الذي يأذن للشفيع في الشفاعة وهو يقبل شفاعته، كما يلهم الداعي الدعاء، ثم يجيب دعاءه، فالأمر كله له.
فإذا كان العبد يرجو شفيعا من المخلوقين، فقد لا يختار ذلك الشفيع أن يشفع له، وإن اختار فقد لا يأذن الله له في الشفاعة، ولا يقبل شفاعته".

ثانيا - التوسل على المذاهب الأربعة اعلم أنه لا دليل حقيقي يدل على عدم جواز التوسل بالأنبياء والأولياء في حال الغيبة أو بعد وفاتهم بدعوى أن ذلك عبادة لغير الله، لأنه ليس عبادة لغير الله مجرد النداء لحيّ أو ميت، ولا مجرد الاستغاثة بغير الله، ولا مجرد قصد قبر وليّ للتبرك، ولا مجرد طلب ما لم تجر به العادة بين الناس، ولا مجرد صيغة الاستغاثة بغير الله تعالى، أي ليس ذلك شركا، لأنه لا ينطبق عليه تعريف العبادة عند اللغويين، لأن العبادة عندهم الطاعة مع الخضوع. مجرد التوسل والاستغاثة ليس شركا.

الحنفية يجيزون التوسل
قال نور الدين ملا علي القاري في شرح المشكاة ما نصه: قال شيخ مشايخنا علامة العلماء المتبحرين شمس الدين بن الجزري في مقدمة شرحه للمصابيح: إني زرت قبره بنيسابور (يعني مسلم بن الحجاج القشيري) وقرأت بعض صحيح علي سبيل التيمن و التبرك عند قبره ورأيت ءاثار البركة ورجاء الإجابة في تربته.ا.هـ. المالكية يجيزون التوسل
قال الإمام مالك للخليفة المنصور لما حج وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأل مالكاً قائلاً: يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعوا أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ولِم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك ءادم عليه السلام الى الله تعالى ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله. ذكره القاضي عياض في كتاب - الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/92-93). وساقه بإسناد صحيح، والسيد السمهودي في خلاصة الوفا، والقسطلاني في المواهب اللدنية وابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم، وغيرهم.
قال ابن الحاج المالكي المعروف بإنكاره للبدع في كتابه المدخل (28) ما نصه: فالتوسل به عليه الصلاة والسلام هو محل حط أحمال الأوزار وأثقال الذنوب والخطايا لأن بركة شفاعته عليه الصلاة والسلام وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب، إذ إنها أعظم من الجميع، فليستبشر من زاره ويلجأ إلى الله تعالى بشفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام من لم يزره، اللهم لا تحرمنا من شفاعته بحرمته عندك ءامين يا رب العالمين.
وفي ضمن كلام الوانشريسي أن عمل المسلمين جرى على التبرك بزيارة القبور المباركة عكس عقيدة التيميين، فتبين بذلك أنهم شاذون عن الأمة في نحلتهم المعروفة وهي محاربة التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأولياء ومحاربة زيارة القبور بقصد التبرك، وقد أسفر الصبح لذي عينين.


الشافعية يجيزون التوسل
وفي فتاوى شمس الدين الرملي ما نصه:" سُئل عما يقع من العامة من قولهم عند الشدائد: يا شيخ فلان، يا رسول الله، ونحو ذلك من الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين فهل ذلك جائز أم لا؟ وهل للرسل والأنبياء والأولياء والصالحين والمشايخ إغاثة بعد موتهم ؟ وماذا يرجح ذلك؟
فأجاب: بأن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين جائزة، وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم، لأن معجزة الأنبياء وكرامات الأولياء لا تنقطع بموتهم، أما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغاثة منهم معجزة لهم، وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق على أنه يقع من الأولياء بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم"ا.هـ.

الحنابلة يجيزون التوسل
وذكر المرداوي الحنبلي أيضا في كتاب الإنصاف تحت عنوان فوائد ما نصه:" ومنها( أي ومن الفوائد) يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب وقيل يستحب" اهـ. فماذا يقول هؤلاء عن المذهب الحنبلي الذي قرر أن التوسل بالنبي بعد موته سنة على رأي، وجائز فقط على رأي فهل يكفرون الحنابلة؟ وما معنى اعتزاز هؤلاء بأحمد مع أن أحمد في واد وهم في واد ءاخر؟ وقد قال الإمام أحمد للمروالروذي:" يتوسل- أي الداعي عند القحط وقلة المطر أو انقطاعه – بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعائه" اهـ.

احاديث في اثبات جواز التوسل..وهى لا تعد ولا تحصى فنكتفى بهذا القدر...
قد روى البيهقي في دلائل النبوة:عن عمر رضي الله عنه قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لما اقترف ءادم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي، فقال الله عز وجل: يا ءادم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه، قال: لأنك يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمدا رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك" الحديث، ورواه الحاكم وصححه، ووصفه السبكي بأنه جيد، وأخرجه الطبراني في الأوسط الصغير.

البخاري يروي حديثا في جواز التوسل
وروى البخاري في كتاب الأدب المفرد عن عبد الرحمن بن سعد قال:" خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك فقال: يا محمد، فذهب خدر رجله" ا.هـ.

وفي كتاب الحكايات المنثورة للحافظ الضياء المقدسي الحنبلي، أنه سمع الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي يقول: إنه خرج في عضده شىء يشبه الدمّل فأعيته مداواته، ثم مسح به قبر أحمد بن حنبل فبرئ ولم يعد إليه وهذا الكتاب بخط الحافظ المذكور محفوظ بظاهرية دمشق.

روايات عن السلف في جواز التوسل ينقلها الحافظ البغدادي قال الحافظ البغدادي وهو الذي قيل فيه: إن المؤلفين في كتب الحديث دراية عيال على كتبه، ما نصه: " أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الأسترباذي، قال: أنبأنا أحمد بن جعفر حمدان القطيعي قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال يقول: ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحبّ.

حافظ الشام ابن عساكر ينقل عن مشايخه جواز التوسل
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر:" حدثني الشيخ الصالح الأصيل أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر الصفار الإسفرايني أن قبر أبي عوانة بإسفرين مزار العالم ومتبرك الخلق ".اهـ.

وفي هذا مع ما حصل من بلال بن الحرث من قصد قبر الرسول للتبرك والاستعانة به بيان لما كان عليه السلف والخلف من قصد قبور الأنبياء والصالحين للتبرك، وأنهم كانوا يرون ذلك عملا حسنا، وفي ذلك نقض زعم ابن تيمية و ابن قيم الجوزية أن زيارة القبر للتبرك شرك، وفي ذلك أيضا بيان واضح أن هذا كان عمل المسلمين بلا نكير، إنما التشويش على المتبركين جاء من ابن تيمية وأتباعه، ولو تتبعنا شواهد ذلك من كتب المحدثين وغيرهم لطال الكلام جدا، وهذا الحافظ ابن عساكر كانت في عصره شيخ المحدثين في بر الشام كله.

5- روايات الشفاعة في الصحاح وغيرها

1- باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار 184 وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب قال أخبرني مالك بن أنس عن عمرو بن يحيى بن عمارة قال حدثني أبي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم يدخل الله أهل الجنة الجنة يدخل من يشاء برحمته ويدخل أهل النار النار ثم يقول انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون منها حمما قد امتحشوا فيلقون في نهر الحياة أو الحيا فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية 185 وحدثني نصر بن علي الجهضمي حدثنا بشر يعني بن المفضل عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل فقال رجل من القوم كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية. صحيح مسلم ج 1 ص 172 قرص 1300.
"أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ " الزمر 19
2 - باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم 7071 حدثنا يوسف بن راشد حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا أبو بكر بن عياش عن حميد قال سمعت أنسا رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثم إذا كان يوم القيامة شفعت فقلت يا رب أدخل الجنة من كان في قلبه خردلة فيدخلون ثم أقول أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء،

"قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِير" سبــأ 22
"وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ" غافر18
"فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" الزلزلة 7، 8

فقال أنس كأني أنظر إلى أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم 7072 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال ثم اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره فوافقناه يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة فقال يا أبا حمزة هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشفاعة فقال حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا إلى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله فيأتون موسى فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله وكلمته فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيأتونني فأقول أنا لها فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقال انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل فلما خرجنا من ثم أنس قلت لبعض أصحابنا لو مررنا بالحسن وهو متوار أبي خليفة فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك فأتيناه فسلمنا عليه فأذن لنا فقلنا له يا أبا سعيد جئناك من ثم أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة فقال هيه فحدثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع فقال هيه فقلنا لم يزد لنا على هذا فقال لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا قلنا يا أبا سعيد فحدثنا فضحك وقال خلق الإنسان عجولا ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم حدثني كما حدثكم به وقال ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثم أخر له ساجدا فيقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله. البخاري ص 2727 ج 6 قرص 1300.
"فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ *
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" يونس 17،18

3- قال ابن أبي حاتم قد روي عن سهيل بن بيضاء مرسلا وابن عباس متصلا وعن أبي موسى رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي نفر من قومي فقال أبشروا وبشروا من وراءكم أنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة فخرجنا من ثم النبي صلى الله عليه وسلم نبشر الناس فاستقبلنا عمر رضي الله عنه فرجع بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا رسول الله إذا يتكل الناس فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة قال قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء قال فخرجت لأنادي بها في الناس فلقيني عمر فقال ارجع فإن الناس إن علموا بهذه اتكلوا عليها قال فرجعت فأخبرته صلى الله عليه وسلم فقال صدق عمر رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وإسناد أحمد أصح وفيه ابن لهيعة وقد احتج واحد وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه إذ حضر قال ادخلوا على الناس فأدخلوا عليه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لقي الله وهو لا يشرك به شيئا جعله الله في الجنة وما كنت أحدثكموه إلا ثم الموت والشهيد على ذلك عويمر أبو الدرداء فانطلقوا إلى أبي الدرداء فقال صدق أخي وما كان يحدثكم به إلا ثم موته رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أن أبا صالح لم يسمع من معاذ بن جبل وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله رواه أحمد والبزار وفيه انقطاع بين شهر ومعاذ وإسماعيل بن عياش روايته عن أهل الحجاز كمال وهذا منها وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يؤذن في الناس أنه من شهد أن لا إله إلا الله نوحده لا شريك له مخلصا دخل الجنة فقال عمر يا رسول الله إذا يتكلوا فقال دعهم رواه أبو يعلى والبزار .
مجمع الزوايد ج 1 ص 16 القرص.

4- وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبد العزيز وهو بن رفيع عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال ثم خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده ليس معه إنسان قال فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد قال فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال من هذا فقلت أبو ذر جعلني الله فداءك قال يا أبا ذر تعاله قال فمشيت معه ساعة فقال إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا قال فمشيت معه ساعة فقال اجلس ههنا قال فأجلسني في قاع حوله حجارة فقال لي اجلس ههنا حتى أرجع إليك قال فانطلق في الحرة حتى فلبث عني فأطال اللبث ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول وإن سرق وإن زنى قال فلما جاء لم أصبر فقلت يا نبي الله جعلني الله فداءك من تكلم في جانب الحرة ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا قال ذاك جبريل عرض لي في جانب الحرة فقال بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فقلت يا جبريل وإن سرق وإن زنى قال نعم قال قلت وإن سرق وإن زنى قال نعم قال قلت وإن سرق وإن زنى قال نعم وإن شرب الخمر. مسلم ج 2 ص 688 قرص 1300.

" لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا " النساء 123
6- تعريف معنى الشفاعة
ففي معنى الشفاعة جاء في لسان العرب لابن منظورما يلي : شَفَعَ؛ الشَّفْعُ خلاف الوَتْر، وهو الزوج. تقول: كان وَتْراً فَشَفَعْتُهُ شَفْعاً. و شَفَعَ الوَتْر من العدد شَفْعاً: صيَّره زوجاً. وتقول: إنَّ فلاناً لَيَشْفَعُ لي بعَداوةٍ أي يضادُّني. وشفع لي يَشْفَعُ شَفَاعةً وَتَشَفَّعَ: طَلَبَ. والشَّفيع: الشَّافع، والجمع شفعاء، واستشفع بفلان على فلان وتَشَفَّع له إليه فشفَّعَه فيه وقال الفارسي: استشفعه: طلب منه الشفاعة، أي قال له كن لي شافعاً.
الشفاعة فى اللغة العربية... هى التوسط بالقول فى وصول شخص إلى منفعة دنيوية، وفى كتاب التعريفات للجرجانى هى سؤال التجاوز عن الذنوب من الذى وقعت منه الجناية.
وفي التنزيل : "من يَشْفَعْ شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها" وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم. أو لجلب منفعة دنيوية.

وأما التعريف الاصطلاحي فلم يخرج عن الدلالة اللغوية كثيراً، إذ الشفاعة هي: السؤال في التجاوز عن الذنوب أو هي عبارة عن طلبه من المشفوع إليه أمراً للمشفوع له.

هناك تقارب فى بعض الكلمات التى ذكرت فى القرءآن الكريم والتى تؤدى إلى خلط فى المفهوم بينهم بدون تدبر ودراسة لمعنى هذه الكلمات حسب ورودها فى كتاب اللــه عز وجل، مثل الشفاعة، الدعاء، والإستغفار. هناك كلمات أخرى يستخدمها المتكلمين والدعاة مثل ألفاظ التوسل والقنوط والخشوع ولكن الذى يهمنا فى هذا المقام هو الشفاعة، الدعاء والإستغفار.
فالدعاء مطلوب والإستغفار واجب ولكن لا يجوز أن نخلط بينهما وبين الشفاعة حسب ورودها فى القرءآن الكريم ومثال لذلك الآية الكريمة التى تقول: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا " النساء (64)
فهذه الآية لاتمت بصلة إلى تحليل لإثبات شفاعة الرسول الكريم كما يزعم بعضهم وفى هذا البحث سنجد أن هذا الزعم باطل بنص القرءآن. وكذلك نجد أن القرءآن يحث على كثرة الدعاء منها للوالدين وللمؤمنين ولأنفسنا بالعفو والطمأنينة والسلام النفسى والروحى وكل ذلك يؤيده القرءآن ولا غبار عليه ولكن لا يجب الخلط بين الدعاء واالإستغفار بطريقة تخلط المعنى والذى يؤدى بقائلها إلى الشفاعة.
والبعض يقوم بخلط معانى هذه الكلمات إما عن عدم فهم دقيق أو هناك سبب فى نفس يعقوب... فيقول أحدهم فشفاعة النبي عليه السلام أو غيره عبارة عن دعائه الله تعالى لاَجل الغير وطلبه منه غفران الذنب وقضاء الحوائج، فالشفاعة نوع من الدعاء والرجاء. السؤال هنا لماذا القائل بهذا القول إستخدم كلمة الشفاعة فى أول الكلام ثم قام بتفسيرها على أنها دعاء ورجاء فالأحرى والأدق لعدم الخلط أن يقول " دعاء أو رجاء النبى أو غيره عبارة عن دعاء اللــه تعالى لأجل الغيربالرجاء لغفران الذنب " فهذا لا غبار عليه بصريح القرءآن.
" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " غافر (60)
فقد جاء لفظ الدعاء صريحا فى هذه الآية، الدعاء يحدث دائما فى الحياة الدنيا ولكن الشفاعة التى نحن بصددها فى هذا البحث يكون محلها يوم القيامة.

 
7- الآيات التى ورد فيها كلمة شفع ومشتقاتها

1 -" بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ " 2:47, 48

2-" يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ " 2:122, 123

3-" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ " 2:254

4-"...مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء..." 2:255

5-" مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا " 4:85

6-" قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ * وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " 6:50, 51

7-" وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ " 6:70

8-" الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ * وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء " 6:93,94

9-" هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ " 7:53

10-" إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ " 10:3
11-" فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ * وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ..." 10:17,18

12-" وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا *لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا " 19:86,87

13-" وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا * يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا " -11020:108

14-" وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُون " :26-2821

15-" وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ * وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ " 30:12,13

16-" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ " 32:4

17-" قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ * وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ...." 34:22,23

18-" أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ" 36:23

19-" أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ * قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " 39:43,44

20-" الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ " 40:17-18

21-" وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" 43:86

22-" وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى" 53:26

23-" وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ " 48-74:45

24-" وَالْفَجْرِ {1}وَلَيَالٍ عَشْرٍ {2}وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ -3 89:1

تكررت كلمة " شفع " ومشتقاتها 31 مرة فى 24 سورة:
كلمة يشفع تكررت 3 مرات      شفاعتهم 2
شافعين 2                             الشفع 1
شفيع 5                              يشفعوا 1
شفعاء 3                            يشفعون 1
شفاعة 11                         شفعاءكم 1 
                                     شفعاؤنا 1
                                __________
                                         31

8- تقسيم ءايات الشفاعة إلى مجموعات متفقة فى المعنى

المجموعة الأولى: نفى الشفاعة
1- وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ..." 2:48، 2:123
2- "...مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ...." 2:254
3- " ... لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ..." 6:51
4- "... أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا...." 6:70
5- " ... مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ " 32:4
6-" قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا..." 39:44

المجموعة الثانية: الشركاء شفعاء شفاعتهم غير مقبولة
1- "... وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء " 6:94
2- "... فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ " 7:53
3- " وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ..." 10:18
4- " وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ " 30:13
5- "... إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا ..." 36:23
6- "... مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ" 40:18
7- " فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ " 74:48

المجموعة الثالثة: شروط قبول الشفاعة
1- " ...مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ..." 2:255 (الملائكة)
2- " لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا " 19:87 (الملائكة)
3- " * يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا " 20:109 (الملائكة)
4- "... وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى..." 21:28
5- " وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" 43:8 (الملائكة)
6- " * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا " 78:38 (الملائكة)

المجموعة الرابعة: الشفاعة فى الدنيا بين البشر
" مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا " 4:85
المجموعة الخامسة والتى تقرر نفى الشفاعة ولكن بإسخدام كلمات من مشتقات معنى الشفاعة
مثال : ولى ونصير = شفيع
1- إ" ِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ(8)يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ(9)فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِر "ٍ(10).الطارق
2- " اولئك الذين حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة وما لهم من ناصرين ".آل عمران 22.
3- " اولئك الذين حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة وما لهم من ناصرين " . آل عمران 91.
4- " وقال انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا وماواكم النار وما لكم من ناصرين." العنكبوت 25.
5- " وقال انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا وماواكم النار وما لكم من ناصرين." الجاثية 34.

9- أقوال من الماضى والحاضر وتفسيرات متضاربة

- يقول الدكور نصر فريد واصل مفتى الديار المصرية سابقا، انه لا خلاف حول موضوع الشفاعة فهى حق اللــه كما جاء فى قوله تعالى: " قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " الزمر 44، غير أن اللــه تعالى يعلم أزلا أن صاحب الذنب سيرجع عن ذنبه ويتوب إلى اللــه توبة نصوحا ويعمل صالحا فى دنياه، فهذا هو الذى يأذن اللــه لرسوله والملائكة أن يشفعوا له ويطلبوا له من اللــه العفو والمغفرة لقوله تعالى:
" إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" الفرقان 70

تعليق: لكى نتكلم عن هذه الآية التى ذكرها سيادته فلا بد أن نبدأ بآيتين 68,69 والذى تقول:
"وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)
هنا تتضح الصورة ويمكن أن أقول أن الشخص الذى إعتاد أن يدعو مع اللــه إلاه آخر ويقتل النفس التى حرم اللــه وكان يمارس فعل الزنا فعذابه الضعف يوم القيامة ويخلد فى النار ولكن من رحمة اللــه الذى فتح ابواب التوبة للجميع أوضح بعدها مباشرة الوسيلة لكسب رحمة اللــه التى وسعت كل شئ فقال عز من قائل " إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) فهذا من إختصاص اللــه سبحانه ولا دخل فيها لأى شبة بتدخل الرسول الكريم بالشفاعة، فهذا القول من د.نصر فريد باطل من أساسه.

ويقولون فى تفسيرهم لبعض الآيات لتقود السامع إلى شفاعة الرسول الكريم يوم القيامة وعلى سبيل المثال آية فى سورة الجن 26, 27 " عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27). فالآية وإن كانت تتحدث عن الغيب مبينة أن الغيب للــه وحده إلا انه قد يطلع بعض خلقه على مالم يطلع غيره عليه معجزة له ودلالة على صدق نبوته - الرسول محمد عليه السلام – الذى يطلعه اللــه على الغيب ومن هنا تتدرج المعلومة إلى إمكانية شفاعة الرسول وليس فقط الرسول ولكن زادوا فى التفسير وأعطوا حق الشفاعة يوم القيامة لبعض المؤمنين ايضا ولم يصرحوا لمن من المؤمنين الذى تستوجب شفاعتهم.
تعليق: أولا وقبل الدخول فى الكلام عن الآية الكريمة، أقول أن كل شئ عند اللــه هو شهادة بمعنى أنه سبحانه ليس عنده غيب فكل شئ معلوم لديه. فإذا تدبرنا هذه الآية نجد أن كامة " غيبه " غيبه هو- والهاء هنا للملكية بمعنى أن اللــه سبحانه له غيب يخصه هو والذى يريد أن يطلعنا عليه وبمعنى آخر ان الغيب نوعان غيب يريد اللــه أن يطلعنا عليه ولا يمكن معرفته إلا عن طريق الرسالات، وغيب لا يريد ذلك فهنا الآية تتكلم على الغيب الذى يريد اللــه أن يطلعنا عليه، فكيف يكون هذا نجده فى المقطع الثانى الذى يقول: " إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ " فهنا كلمة رسول تشير إلى الرسالة - القرءآن - وليس الرسول محمد عليه السلام، وإذا كان المقصود أشخاص فكان من الأولى - واللــه أعلم - أن يقول إلا من إرتضى من عباد.

10- تشابه فى معتقدات أهل الكتاب ومعتقدات المسلمين
العهد القديم
في سفرالعدد تظهر قوة صلاة موسى علانية فبصلاته برئت مريم من برصها (عدد 14, 13, 20) ثم أيضاً تأثير صلاته للرب يغفر الرب خطايا شعبه (عدد 14, 13, 20) ونتذكر هنا منها الآيات الأخيرة أي صلاة موسى واستجابة الرب فيقول موسى: "فاغفر إثم هذا الشعب بحسب عظيم رحمتك.....فقال الرب ها قد غفرت بحسب قولك (طلبك). حي أنا ! ومجد الرب يملأ الأرض كلها...".
والعهد الجديد
إن كان الملائكة يشفعون فلم لا يشفع القديسون, وإن كانوا قد ماتوا بالجسد فهم أحياء والله إله أحياء إله إبراهيم وإسحق ويعقوب وليس إله أموات؟! على كلٍّ الكتاب المقدس نفسه يورد ذلك. أن الراقدين الأموات بالجسد والأحياء بالروح يشفعون أيضاً, كالأبرار الأحياء بالجسد, بإخوتهم المجاهدين على الأرض.
سفر الرؤيا صريح بذلك, فيذكر في الفصل السادس عند فتح الختم الخامس حيث رأى تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله (شهداء راقدين قديسين) ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم "وصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى أيها السيد القدوس والحق..." (رؤيا 6, 9-11) إذن الرؤيا تظهر لنا القديسين يعانون معنا نحن المجاهدين على الأرض ويرفعون صلوات وصرخات وتضرعات من أجلنا.
فالقديسون الراقدون أيضاً يصلون من أجل الأحياء وبالتالي نطلب صلواتهم من أجلنا أي شفاعتهم لنا كما نطلب شفاعة وصلوات أي أخ أو بار حي بالجسد أيضاً.
فالمسيحيون الأول آمنوا بفاعلية شفاعة القديسين وبالشفاعة.
فكل من يؤمن باقتدار القديسين ويطلب شفاعتهم وصلواتهم لأجله باستحقاق وتخشع ينال هباتهم وعضدهم. "ما أعظم إقتدار قوة الشهداء ..إنها لا تنغلب ورهيبة على الملوك وعلى الشياطين لا بل عند رئيس الشياطين ذاته" يقول القديس يوحنا الذهبي الفم(عظة له عن الشهيد بابيلا رقم 23 في PG.50,570-572.
أيضاً القديس يوحنا الدمشقي إنظر (PG. 95,312C) و (PG.32,11008) إن القديسين يشفعون بنا إلى الرب يسوع فيساعدون إذن في خلاصنا. المجمع المسكوني السابع الأرثوذكسي يعاقب ويفصل من الكنيسة من لا يؤمن أن القديسين يتمتعون بدالة وكرامة خاصتين أمام الله. وأن أجسادهم, هي كريمة لدى الرب.

شفاعة المسيح شفاعة كفارية... بمعنى أن المسيح يشفع فى مغفرة خطايانا باعتباره الكفارة التى نابت عنا فى دفع ثمن الخطيئة. وهكذا يقف وسيطا بين اللــه والناس. ونفس المعنى أيضا يحمله قول بولس الرسول عن السيد المسيح بإعتباره الوسيط بين اللــه والناس فيقول فى ذلك " وسيط واحد بين اللــه والناس، الانسان يسوع المسيح، الذى بذل نفسه فدية لأجل الجميع " 1 تيموثاوس 5:2
ويقول: هذا اللون من الشفاعة لا نقاش فيه مطلقا، إنه خاص بالمسيح وحده أما شفاعة القديسين فى البشر فلا علاقة لها بالكفارة ولا بالفداء عند المسلمين شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب:


النوع الأول: وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه: "ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ " رواه البخاري ( 4343 ) ومسلم ( 287 ).

النوع الثاني: الشفاعة العامة، وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين.
وقد أستدل على شفاعته بقوله تعالى فى سورة الإسراء: " وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا "79
تعليق: هذا التشابه فى المعتقدات يدل على ان ما قاله علماء المسلمين لا يخرج عما قاله علماء الأديان السابقة لنزول القرءآن الكريم، وليس فى تحليلاتهم عن شفاعة الرسول أى ادلة يقينية من القرءآن ولكن جميعها عبارة عن أقوال ظنية، وليس الرسول فقط ولكن إمتدت إلى أصحاب الرسول وإلى فاطمة وعلى وهذا ما تقوله الأديان الأخرى عن شفاعة القديسين حتى بعد موتهم. أما بالنسبة إلى الآية الكريمة التى يستدلون بها على شفاعة الرسول العظمى.
فلنقرأ المقطع الذى جائت فيه هذه الآية وما سبب ورودها فى هذا المكان من السورة: سورة الإسراء
" وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً {76} سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً {77} أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا {78} وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا {79} وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا " {80}
هذا المقطع الذى يضم 5 آيات متتالية يجب أن تُدرس مجتمعة مع بعضها، فنجد ان الآية 76 إقرار حالة المشركين بأنهم يحاولون اسفزاز الرسول ليخرجوه من أرضه، وبعده أراد اللــه ان يلفت نظره إلى عدم الإكتراث بما يفعلون فجاء يحثه على تجاهل هذا الفعل والتمسك بالصلاة والتى من فوائدها الصبر على ما يكره، وأضاف سبحانه وتعالى إلى ذلك تشجيع الرسول ومكافئته على الصبر فى اذى المشركين فأعطاه الأمل فى أن يكون له مقام محمود عند بارئه وحدد له ما هو مطلوب منه عمله لينال هذا المقام، وفى نهاية المقطع أمره ربه بالدعاء للــه  بحسن الختام. لآ اجد – واللــه أعلم – أى إشارة فى هذه الآيات الكريمة لتدل على علاقة ذلك بالشفاعة التى يحاولوا إثباتها.
الخلود فى الجنة:
" وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
" البقرة (82)
أنّ مفهوم الشفاعة يعني غفران الذنب ورفع العقاب المستتبع له، فكيف يمكن الجمع إذن بين صفة الاِيمان بالله واليوم الآخر وبين صفة ارتكاب الذنب و المعصية ؟
وللجواب على ذلك نقول: إنّ للمؤمنين درجاتٌ بما امتلك كل مؤمن من الصفات، وقد أشار القرآن الكريم في مواضع عديدة إلى حقيقة التفاوت والدرجات بين المؤمنين، مثل قوله تعالى": لا يَستَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المؤمنِينَ غَيرُ أُولي الضَّررِ وَالمجاهِدُون في سَبيلِ اللهِ بأموالِهِم وأنفُسِهِم فَضَّل اللهُ المجاهِدِينَ بأموالِهِم وَأنفُسِهِم عَلى القاعدِين دَرَجةً وكُلاًّ وَعَد اللهُ الحُسنَى وفَضَّل اللهُ المجاهِدِينَ على القَاعدِينَ أجراً عَظِيما." إنَّ المؤمن يذنب لكنه يستغفر الله ويتوب،
" وَسَارِعُوا إلى مَغفرةٍ مِّن رَّبِّكُم وَجَنّةٍ عَرضُها السَّمواتُ وَالاَرضُ أُعدِت لِلمُتَّقين * الَّذينَ يُنفِقُونَ في السّرّآءِ والضّرّآءِ وَالكاظمِينَ الغَيظَ وَالعافِينَ عَنِ النَّاسِ واللهُ يُحبُّ المحسِنينَ * وَالَّذِينَ إذَا فَعَلُوا فاحِشةً أو ظَلَمُوا أنفُسَهُم ذَكرُوا اللهَ فاستَغفرُوا لِذُنُوبِهِم وَمَن يَغفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ اللهُ وَلَم يُصرُّوا عَلى مَا فَعَلُوا وَهُم يَعلمُونَ * اُولئِكَ جَزآؤهُم مَّغفِرةٌ مِّن رّبِّهِم وَجنَّاتٌ تَجرِي مِن تَحتِها الاَنهارُ خَالِدِينَ فِيها وَنِعمَ أجرُ العَامِلينَ. " نجد في هذه الآيات الشريفة هو التصريح بأنّ الذين يستغفرون الله لذنوبهم بعد فعل الفاحشة أو ظلم النفس ولم يصرّوا على الاستمرار على ذلك الفعل فإنَّ الله وعدهم جنات تجري من تحتها الاَنهار خالدين فيها.. ويتضح إنَّ عدم الاِصرار على الذنب ومن ثم الاستغفار والتوبة هي من صفات المؤمنين ؛ لاَنَّ الله لا يعدُ أحداً بالجنة والنعيم إنْ لم يكن مؤمناً مرضيّاً عند الله سبحانه وتعالى .

الخلود فى النار:
" وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) قد تكرر الوعد الاِلهي في القرآن الكريم لعدة أصناف من الناس بأن يكونوا خالدين في النار لا تنالهم شفاعة الشافعين. (82) سورة البقرة
فقد جاءت كلمة (خالدون) في العذاب أو النار أو جهنم في 38 آية 28 سورة قرآنية.
ومع أنّ البحث في هذهِ الآيات ليس من مهمة هذا البحث المختصر، إلاّ أنّ إلقاء نظرة على بعض مدلولاتها تنفعنا في التأكيد على عدم صحة الخروج من النار، و أنّ بعض المؤمنين يقعون داخل إطار الذين وعدهم الله سبحانه وتعالى بأن يكونوا من الخالدين في النار. وفيما يلي نستعرض بعض الآيات التي تحدثت عن الخالدين في النار، حسب الصفات التي وصفهم الله سبحانه وتعالى بها في قرآنه الكريم:

1 ـ " وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذّبُوا بِايَاتِنا اُولئِكَ أصحَابُ النَّارِ هُم فِيها خَالِدُونَ " البقرة 39 .
2 ـ " إنَّ الَّذِينَ كَفرُوا وَمَاتُوا وَهُم كُفَّارٌ اُولئِكَ عَلَيهِم لَعنةُ اللهِ والملئِكةِ وَالنَّاسِ أجمعِين * خَالدِينَ فِيها لا يُخفّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَلا هُم يُنظَرُونَ " البقرة161 ـ 162
3ـ " إنّ اللهَ لَعنَ الكَافِرينَ وأعدَّ لَهم سَعِيراً * خَالدِينَ فِيها أبَداً لا يَجِدُونَ وَليّاً وَلا نَصِيراً "
الاحزاب 33: 64 ـ 65 .وبالمناسبة فى هذه الآية، ختمها اللــه تعالى ب "لايجدون وليا ولا نصيرا " فإن ولى ونصير تعنى شفيع.
الآيات الثلاثة السابقة ما هى إلا بعض آيات فى القرءآن التى تشير بصفة العموم إلى من ينطبق عليه كلمة الكفر. ولكن إذا نظرنا إلى أقوال المفسرين وغيرهم، نجد أنهم حصروا هذا المعنى " الكافرين " على فئة معينة من البشر وعلى وجه الخصوص هم اليهود والنصارى، ولكن اللــه لم يحدد من هم الكافرين فيكون الأحرى أن هذه الكلمة تشمل أى إنسان ينطبق عليه معنى الكفر سواءا كان يهوديا أو نصرانيا أو مسلما أو مهما كانت عقيدته.
ولننظر إلى الآية التى تقول:
" إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أهلِ الكِتَابِ وَالمُشرِكينَ في نارِ جَهَنَّم خَالدِينَ فِيها أُولئِكَ هُم شَرُّ البَريَّةِ " البينة 98: 6 .
ولكن إذا نظرنا إلى هذه الآية نجد أن اللــه حدد فيها من هم الكفار والمشركين الذين يخلدون فى النارمن أهل الكتاب ولا يدخل فيها أى أشخاص آخرين غير الذى ذكرهم اللــه تعالى. وهذه آية أخرى يحدد فيها اللــه سبحانه وتعالى نوع آخر من الذين ينطبق عليهم الخلود فى النار فقال عز من قائل:
" وَعَدَ اللهُ المنَافِقِينَ وَالمنافِقاتِ وَالكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّم خَالدينَ فِيها هِيَ حَسبُهُم وَلَعَنَهُم اللهُ وَلَهم عَذَابٌ مُّقِيمٌ " التوبة 9: 68 .هنا اضاف اللــه نوع آخر من الخالدين فى النار وهم المنافقين والمنافقات، وكذلك لا يصح هنا أن نقصر معنى المنافقين والمنافقات على أى إنسان فى الوجود عدا المسلمين، ولكن كلمة المنافقين والمنافقات جائت بصفة العموم فيمكن أن يكون يهوديا أو نصرانيا أو مسلما... منافق. فالأمثلة على ذلك كثيرة فى القرءآن الكريم.

11- شروط الشفاعة
الشفاعة فى مفهومنا الدنيوى هى ببساطة شديدة " الواسطة " والتى يكون فيها وسيط بين شخصين ومنها الحسنة ومنها السيئة. وليست هذه الشفاعة المقصود بها فى هذا البحث المختصر. ولكن الشفاعة التى نتكلم عنها هنا هى الشفاعة يوم القيامة.
هل حدد القرآن الكريم الشفعاء ؟ وهل أخبر عن اسمائهم أو عن صفاتهم ؟
إنّ التدبر في آيات القرآن الكريم يوّضح أنّ الله سبحانه وتعالى لم يحدد في الآيات القرآنية الشريفة وفي آيات الشفاعة اسم أحد من الشافعين، لكن القرآن الكريم أشار إلى مجموعة من الصفات التي إن توفرت في أحد فهو من الشفعاء بعد أن يأذن الله له في ذلك.
ملخص الشروط:

1- الإذن، 2- العهد، 3- رضي له القول، 4- ارتضى(للمشفوع فيه)، 5- شهادة الحق، 6- العلم بأعمال المشفوع فيه، 7- الشافع يقول الصواب.

 نجد أن شروط الشفاعة 7 شروط وليس مجرد شرطين " الإذن والرضى " كما يقولون، فإذا فهمنا شروط الشفاعة كما جائت فى القرءآن الكريم فليس هناك مجال للخلط فى المعانى التى تؤدى إلى الحياد عما ذكره اللــه ولايوجد أدنى شك فى من له أن يشفع أمام اللــه فى يوم عسير ويوم مشهود فالأمر كله للــه العلى القدير.
وردت مادة الشفاعة في القرآن الكريم بعدة معاني نفياً وإثباتاً، فقد بلغ مجموع الآيات الشريفة التي تحدثت بصورة مباشرة عن هذا المفهوم واحد وثلاثون آية توزعت على 24 سورة.
والشفاعة الواردة في القرآن الكريم تتعرض كلها إلى جانب المعنى الاصطلاحي وهو رفع العقاب عن المذنبين، وليس تخفيف العقاب أو دخول النار لفترة ثم الخروج منها وليس علو الدرجة والمقام فى الثواب.
في موضوع الشفاعة يتجه النص القرآني إلى ثلاث إتجاهات،
الاَول: الذين لا تنالهم الشفاعة.
الثاني: الاتجاه الذي يُحدد الشفعاء.
الثالث: الذين تنالهم الشفاعة.

والقرآن إذ يُحدد ذلك فإنّه يحددهم موضوعياً من خلال طبيعة السلوك العام للاَفراد في الحياة الدُنيا ..
1- أمثلة للذين لا تنالهم الشفاعة
" إنَّ الَّذِينَ كَفرُوا وَمَاتُوا وَهُم كُفَّارٌ اُولئِكَ عَلَيهِم لَعنةُ اللهِ والملئِكةِ وَالنَّاسِ أجمعِين * خَالدِينَ فِيها لا يُخفّفُ عَنهُمُ العَذابُ وَلا هُم يُنظَرُونَ " البقرة2: 161 ـ 162 .
" وَالَّذِينَ كَفَرُوا وكَذّبوا بآيَاتِنا أُولئِكَ أصحابُ النَّارِ خَالدِينَ فِيها وبِئسَ المصِيرُ " التغابن 64: 10 .
" وَعَدَ اللهُ المنَافِقِينَ وَالمنافِقاتِ وَالكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّم خَالدينَ فِيها هِيَ حَسبُهُم وَلَعَنَهُم اللهُ وَلَهم عَذَابٌ مُّقِيمٌ التوبة 9: 68
" وَمَنَ يَرتدِد مِنكُم عَن دِينِه فَيمُت وَهُو كَافِرٌ فَاُولئِكَ حَبِطت أعمالُهُم في الدُّنيَا وَالآخرةِ واُولئِكَ أصحَابُ النارِ همُ فِيها خَالدونَ "البقرة 2: 217
" وَقَد آتينَاكَ مِن لّدنَّا ذِكراً * مَّن أعرَضَ عَنهُ فإنَّهُ يَحمِلُ يَومَ القِيمةِ وِزْراً * خَالِدينَ فيهِ وَسَآءَ لهُم يَومَ القيمةِ حِمْلاً " طه 20: 99 ـ 101 .
هذه 5 أمثلة من الكثير فى القرءآن، وعلى نفس السياق يمكننا معرفة صفات الذين لا تنالهم شفاعة الشافعين.
2-الإتجاه الذى يحدد الشفعاء ( هذا هو الفيصل بين القرءآن وما يزعمون من أقوال أخرى ) لنضرب مثال يحدث دائما وأبدا فى مجتمعاتنا كل يوم، إذا أراد شخص أن يلتحق بوظيفة معينة وهناك العشرات من المتقدمين، فيحاول هذا الشخص أن يجد من يتوسط له عند صاحب هذا العمل، نتوقع أن الذى سيقوم بدور الوساطة إذا سُئل عن سلوكيات وأخلاقيات هذا المتقدم للوظيفة أن يكون على علم كافى لكى يقدمه لصاحب الأمر حتى تُقبل وساطته وإن وجد صاحب الأمر أن الوسيط لا يعلم عن أخلاقيات المتقدم للوظيفة وما يفعل فى سلوكياته اليومية فالمتوقع أن صاحب الأمر سوف لا يقبل هذا الوسيط ويفشل المتقدم للعمل فى الحصول لما يرغب.
إن اللـــه سبحانه وتعالى قد أوضح لنا هذا فى القرءآن الكريم فى آيتين توضح ذلك، ولكن الفرق بين ما يحدث فى الدتيا وما يحدث فى يوم القيامة هو أمكان الوسيط فى الدنيا أن يزيف على صاحب العمل بأكاذيب وإختلاقات ليشد عضد هذا الذى يطلب الوظيفة حتى لوكان غير صادق فى شهادته، أما فى يوم القيامة فلا وساطة ولا إدعائات كاذبة ولا تحايل لإنقاذ المراد إنقاذه، و لنقف وقفة تدبر مع الآيتين الكريمتين حيث يقرر اللــه سبحانه أهم صفات قبول الشفاعة ومن الذى تنطبق عليه هذه الشروط :
1- " وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" 43:86
2- " وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُون – 13 82:10
• الملائكة الكرام هم الكاتبين الذين يشهدون بالحق ويعلمون ما تفعلون ( المطلوب لهم الشفاعة) بعد توافر الشروط السابق ذكرها، وأولا بإذن اللــه ورضاه، فهؤلاء الذين يشفعون - إن شاء اللــه - سبحانه وتعالى. وهؤلاء الذين هم علينا حافظين، طيلة حياتنا الدنيوية، كراما كاتبين والذين يعلمون ما نفعل وهم الذين تتغير وظيفتهم يوم الحساب إلى سائق وشهيد، فهذا الشهيد هو الذى يعلم أفعال الشخص، من تسجيلاتهم عن أفعالنا فى ما يسمى بكتاب الأعمال، الذى وجبت فيه الشفاعة وهو الذى يمكنه أن يشفع إذا شائت مشيئة اللــه سبحانه بذلك.

3- الذين تنالهم الشفاعة
لقد وضح اللــه سبحانه وتعالى هذا الموقف فقال:
"... وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى..." 21:28
فهنا يتضح أن المطلوب له الشفاعة لابد أن ينال رضا اللــه سبحانه وتعالى فى المقام الأول.

12- الخلاصة 1- الشفاعة بمفهومها القرءآنى هى فى يوم الحساب فقط.
2- الوساطة فى الدنيا لمصالح بين البشر ولا وساطة فى يوم الحساب.
3- لا شفاعة لبشر مهما كان من الأنبياء والرسل ولا الأولياء ولا المؤمنون الصالحون.
4- لا شفاعة لبعض من البشر الذى حددهم القرءآن وقد سبق أن ذكرنا أمثلة لهؤلاء.
5- الدعاء والإستغفار والتوسل والخضوع للــه وحده يكون فى الدنيا فقط.
6- التوبة النصوحة الخالصة للــه وحده يجب التركيز عليها قبل أن نتكل على من سيشفع.
7- أعمال الإنسان فى هذه الدنيا هى التى – بعد مشيئة اللــه وإذنه – تكون هى الشفع له والذى تُقدم بواسطة الملك الكريم – الشهيد – الذى كان يلازم هذا الإنسان طيلة حياته.
8- يجب توافر الشروط المذكورة سابقا خلال هذا البحث فى كل من الشافع والمشفع فيه.

أولا وأخيرا الأمر كله للــه العلى القدير ولا يشرك فى حكمه أحدا ولنقرأ سويا هذا المقطع من القرءآن الكريم من سورة الفرقان:


" وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا {25} الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا {26} وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا {27} يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا {28} لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا {29} وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا {30} وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا {31}                                                  إنتهى..واللــه أعلم

المراجع:
1- القرءآن الكريم   3- صحيح مسلم     5- مجمع الزوايد     7- من اقوال ابن تيمية
2- المعجم المفهرس 4- صحيح البخارى 6- سنن أبى داود


لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " 

 

اجمالي القراءات 35015