انقسم الإعلاميون المؤيدون للنظام المصري الذي يقوده عبد الفتاح السيسي في تناولهم للمجزرة التي تشهدها مدينة حلب السورية منذ نحو أسبوع، بين مستغل لها لتخويف المصريين من معارضة عبد الفتاح السيسي، وبين منكر لوجود مجزرة من الأساس.
وأكد عدد من الإعلاميين أن الصور ومقاطع الفيديو التي يتناولها الإعلام لضحايا القصف على حلب هي صور قديمة، بينما طالب فريق آخر المصريين بأن يحمدوا الله على نعمة السيسي الذي يوفر لهم الأمان في مصر!.
وتجددت يوم السبت الغارات الجوية على حلب لليوم التاسع على التوالي، حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد 20 غارة جوية على المدينة، دون أن يحدد هوية الطائرات التي نفذت القصف وما إذا كانت تابعة للنظام السوري أم روسيا.
صور قديمة لمجازر ارتكبها الإسلاميون
وقال الإعلامي يوسف الحسيني، إن الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عن حلب قديمة وتعود لمجازر ارتكبتها جماعات الإسلام السياسي في المدينة.
وأضاف الحسيني عبر “فيس بوك”: “أغلب الصور التي روجت عن حلب ما هي إلا صور قديمة بعضها يصل الى 2012، فلماذا الخلط المتعمد؟! وما هو المقصود به؟!”.
واستطرد فى زعمه المكذوب: “ما يدعو فعلا للاندهاش هو ليس اندفاع البعض لنشر الصور باعتبارها دليلا على مجزرة وإنما أن يتفاجأ البعض بأن حلب بها كارثة!، ألم يعلموا أن حلب كانت تعاني منذ 4 سنوات من مجازر الإسلام السياسي وفروع القاعدة وتحديدا الجبهة الإسلامية وجبهة الأصالة والتنمية وجيش المجاهدين وجبهة النصرة؟. وفق ما ذكرته صحيفة الشعب المصرية.
وتابع الحسيني، مقدم برنامج “السادة المحترمون” على قناة “أون تي في”: “ألم تصل إلى أسماعهم صرخات نساء يغتصبن وأطفال تنتهك برائتهم ورجال يذبحون، هل سينتبه الجميع إلى أن الحروب التي يطلق عليها صفة القداسة بين طائفة وأخرى أو مذهب وآخر ما هي إلا أحط المنتوجات البشرية، مضيفا أن المسألة ليست في الدفاع عن بشار أو في إدانة بشار.. المسألة في حجم إدراك الواقع بشكل متأخر يصل لأعوام وفي حالة العرب يصل لقرون!!”.
أما الإعلامي عزمي مجاهد فنفى وجود مجزرة في مدينة حلب السورية من الأساس، مؤكدا أن كل الصور ومقاطع الفيديو التي تتناقلها وسائل الإعلام الغرض منها إسقاط الدولة المصرية!.
وأكد مجاهد، أن الحديث عن وقوع ضحايا من المدنيين الأبرياء في حلب ما هو إلا مؤامرة خارجية على قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ومحاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد.
وتساءل مجاهد، في برنامجه “الملف” على قناة “العاصمة”، لماذا تحول الفيس بوك فجأة للحديث عن حلب التي تحترق وسقوط الضحايا؟ مضيفا أن أهل الشر هم من ينشرون هذه الأكاذيب والشائعات لإحداث حالة من الشك وعدم اليقين بين المصريين.
اتعظوا يا مصريين من مجزرة حلب
من ناحية أخرى، استغلت الإعلامية مروة صبري مجزرة حلب لنفاق السيسي وتخويف المصريين من التظاهر ضده، فقال إنها تأثرت بدشة بالمشاهد المروعة التي رأتها للمجزرة التي أسفرت عن مقتل مئات الأطفال والنساء في حلب، إلا أنا حمدت الله على أنها تعيش في مصر.
وأضافت صبري، في برنامجها على قناة “تن” صباح السبت، “الناس اللي مش عاجبهم الرئيس السيسي ومعترضين على الأوضاع الاقتصادية في مصر وانتشار البطالة وبيخروجوا للتظاهر ضده بقولهم كفاية إنكو عايشين في بلد مقفول علينا وحاسين بالأمن والأمان، وبنام في بيوتنا وإحنا مرتاحين.
وتابعت: “المفروض يا مصريين تتعظوا من اللي انتوا شايفينه في سوريا وتبوسو إيدكو وش وضهر على نعمة الجيش ونعمة الشرطة ونعمة السيسي، مضيفة الحمد لله إننا عايشين فى أمان بفضلهم”.
بشار مثلكم الأعلى!
واكتفى الشيخ محمد حسان، الداعية السلفي، بالتعليق على مجزرة حلب بقوله إن الدم السوري النازف سيظل دليلا علي ظلم العالم الغربي وضعف العالم الإسلامي”.
وأضاف حسان، عبر “فيس بوك”، “في كل محنة لا يبقي للمقهورين والمظلومين إلا أن يمدوا يد الضراعة إلى الرب جل وعلا، وعلى المسلمين جميعاً أن يتذللوا إلى الله بذل وإنكسار أن يرحم ضعفهم وأن يحقن دمائهم وأن يفرج كربهم وأن ينتقم من ظالميهم وقاتليهم إنه ولي ذلك ومولاه”.
من جانبه شن الإعلامي الساخر باسم يوسف، هجوما لاذعا على مؤيدي الانقلاب، بسبب طريقة تناولهم لمجازر مدينة حلب السورية، قائلا إنهم يعتبرون الرئيس السوري بشار الأسد مثلهم الأعلى!.
وأضاف يوسف عبر “فيس بوك”: “بيقولوا بلاش نبقى زي سوريا والعراق، بس ممكن نأيد القمع والنظام الفاشي اللي بيقتل الناس في سوريا، مشيرا إلى أن اللي بيقصف المستشفيات في حلب مش داعش ولا التحالف الدولي، ده النظام المستقر اللي بيحمي البلد”.
وتابع: “اللي ييتصور سيلفي مع الجثث مش داعش ولا التحالف الدولي، دول ممثلين إعلام النظام اللي بيأسس للقمع عشان الاستقرار، (…) السيسي لما لقوا ان عندهم فائض تـ(…) بقوا يصدروه بره عشان يأيدوا واحد سفاح زي بشار، واضح دلوقتي مين مثلكم الأعلى”.