وطن- ترجمة خاصة”-
نشر موقع “نيوز وان” الاسرائيلي تقريرا عن الحالة المصرية مشيرا فيه إلى أن الاسبوع الحالي هو الأصعب على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث شهد واحدا من أهم الاختبارات بالغة الأهمية لاستقرار نظامه، منذ الإعلان عن نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية.
وأضاف الموقع العبري في تقرير ترجمته وطن أن المعارضة المصرية تمكنت من تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة في محافظات القاهرة والإسكندرية والجيزة ضد السيسي والمملكة العربية السعودية خلال يوم الأثنين الماضي.
ولفت موقع نيوز وان إلى أنه في وقت لاحق أدرك السيسي خطأ قراره الخاص بنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، لكنه لا يستطع سحب قراره الآن، مضيفا أن السيسي يدرك تماما أن هذا الخطأ هو الأبرز استراتيجيا منذ وصوله إلى السلطة.
وقال الموقع العبري إن الرئيس المصري لم يهتم بإعداد الرأي العام في مصر، لاتخاذ قرار بشأن نقل السيادة على الجزيرتين إلى المملكة العربية السعودية حتى عبر إجراء استفتاء.
وأشار نيوز وان إلى أن تخلي السيسي عن السيادة على جزيرتي تيران وصنافير هو الآن رأس الحربة في مصر لإدانة نظام السيسي وتقويض حكمه، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب وانتهاكات حقوق الإنسان واعتقال آلاف السجناء السياسيين، والتقارب الأمني مع إسرائيل وحصار قطاع غزة.
وأوضح التقرير العبري أن الانتقاد القاسي على الرئيس السيسي بعد قرار التنازل عن الجزر لم يأت من المعارضة فقط، بل كانت هذه المرة الأولى التي يسمع فيها انتقادات من طبقات المجتمع المصري التي ساندته وساعدته في الوصول إلى السلطة. كما كان الانتقاد الأقوى والأشد خطورة من قاعدة الدعم الرئيسية للرئيس السيسي ألا وهي الجيش المصري.
وذكر الموقع أن قرار السيسي حول جزيرتي تيران وصنافير أغضب قيادات الجيش المصري، ورغم أنه لا يوجد حاليا أي محاولات أو ضغوط من الجيش لتعطيل تنفيذ الاتفاق مع السعودية بشأن نقل السيادة على الجزيرتين، لكن هناك قلق بين كبار القادة العسكريين من أن احتجاج الجمهور المصري على قرار السيسي الذي هو أيضا قائدا بالجيش، ما قد يؤدي إلى وقوع اشتباكات بين الجنود والمتظاهرين ضد السيسي خلال الأيام المقبلة.
وفي محاولة لتهدئة الرأي العام، لا يزال الرئيس السيسي يقدم نفسه من خلال وسائل الإعلام الرسمية كمحارب عظيم ضد الإرهاب الذي يهدد مصر من الإخوان المسلمين وداعش وكشخص يعمل بلا كلل في محاولة لدعم الاقتصاد المصري عبر مساعدة دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية.
وشدد نيوز وان على أن الرئيس المصري يسعى إلى تعزيز دعمه في الجيش المصري، حيث أنه يشعر بالقلق بشأن تراجع شعبيته في الجيش. ووفقا لمصادر مصرية يعتزم السيسي منح الجيش صلاحيات إضافية تمكنه من السيطرة على المجالات الاقتصادية المختلفة في البلاد، مقابل مواصلة دعم الرئيس السيسي.
وأوضح الموقع العبري أن نقل السيادة على الجزيرتين إلى المملكة العربية السعودية، جعل الغضب يتخلل كل مستويات المجتمع المصري، وأصبح قنبلة موقوتة ضد حكم السيسي لا يعرف أحد متى ستنفجر. ولذلك، فإن التحدي الرئيسي أمام الرئيس المصري الآن هو الاستمرار في الحفاظ على استقرار حكمه، وألا يتخذ قرارات متسرعة والتصرف بطرق أكثر ذكاءً والجرأة في قمع الغضب بين صفوف الشعب المصري، مضيفا أنه إذا استطاع السيسي أن يفعل ذلك بشكل صحيح سوف يستمر حكمه، وإلا سيكون مصيره مثل سابقيه مبارك ومرسي.