بين نمر الارهاب والحاكم الظالم

محمد منصور في الثلاثاء ١٠ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

عندما مر كونفيشيوس وبعض تلاميذة على مقربة من جبل (تاى) أبصر امرأة تقف إلى جانب أحد القبور وهى تبكى بمرارة وحرقة فبعث اليها بتلميذه ( تسى – لو) يسألها "أنك تبكين يا امرأة وكأنك احتملت الأحزان فوق الأحزان" فردت المرأة "وذلك الأمر،ففى هذا الموقع قتل نمر أبى منذ زمن وبالأمس القريب قتل زوجى واليوم قتل نفس النمر إبنى" فقال المعلم "ولماذا لم تتركوا هذا المكان ؟!" فردت المرأة" ليس هنا حاكم ظالم" فاستدار كونفيشيوس إلى تلاميذه قائلا " نعم أن الحاكم الظالم أشد فظاعة من النمر "
تبادرت إلى ذهنى هذه القصة حينما وقعت أحداث شرم الشيخ الإرهابية وبسرعة توزعت الأدوار فالنمر الذى يضرب كل فترة هوالإرهاب والتطرف ونحن الضحايا والحاكم العادل هوما نفتقده فحكامنا الظالمون أوقعوا علينا كل المظالم بإسم الشعب وكنتيجة مباشرة لفسادهم وتسلطهم صنعوا لنا أعداء فى الخارج –إسرائيل – وفى الداخل –التطرف- وبإسم المصلحة العامة ألغيت كل حرية للشعب بحجة أنه لا حرية لأعداء الشعب وبإسم الأمن أنشئت أجهزت الرعب وكنتيجة طبيعية لتقوية النظام لأجهزته الأمنية على حساب المؤسسات المدنية أصبحنا بين شقى الرحى يهاجمنا النمر الداخلى أو الخارجى من ناحية ويقيدنا وويقمعنا حكامنا من ناحية أخرى ، وما نخافة الأن أن ينتهز مبارك الفرصة ليكبلنا بمزيد من القيود لإسكات الأصوات التى تردد أن فرض الأمن لا يستدعى تطبيق حالة الطوارىء لأكثر من ربع قرن فالكارثة الناتجة عن غياب القوانين تساوى بالضبط الكارثة الناتجة عن طغيان الدولة أن ما خسرته مصر إقتصاديا وبشريا على أيدى نظامها المستبد يفوق وبمراحل ما فقدته على أيدى الإرهابيين وما حدث فى شرم الشيخ لا يزيد عن أحداث يوم الإستفتاء إننا هنا لا نبرر ما حدث ولكن نحاول وضع الأمورفى نصابها الصحيح فالتطرف والفساد والديكتاتورية مترادفات مترابطة وكما قال العلامة ابن خلدون " إن الظلم مؤذن لخراب العمران "
اجمالي القراءات 11991