توجه برفقة جاره إلى قسم شرطة "الوايلي" ليكون عونًا له ويشهد شهادة حق لعلها تكون سببًا في استرداده "دكانه"، بعد بطش أصحاب المنزل به وأرغموه على مغادرته.
وقف فؤاد محمد سائق تاكسي، أمام رئيس المباحث وهمّ قائلاً: "والله العظيم أقول الحق، حاتم جاري مظلوم وصحاب البيت اللي ضربوه وخدوا منه المحل مع أنه إيجار قديم من سنة 90"، عاد الرجل الأربعيني إلى منزله دون أن تصيبه ذرة خوف، يملأ قلبه يقين شديد بأنه فعل الصواب، مضى يومين وانقلبت شهادة "فؤاد" ضده ليصطدم ببعض أمناء الشرطة، انقضوا عليه بمنزله وانهالوا عليه بالضرب والسب ثم اصطحبوه إلى قسم الشرطة ووضعوه بالحجز دون إرفاق اسمه بدفتر المحاضر.
"روحت مع جاري القسم وشهدت أنه مظلوم وأن صحاب البيت هما اللي ضربوه، بعد كده عملوا محضر ليه، وصاحب البيت علشان ينتقم مني جاب أمناء شرطة ضربوني وشتموني من قسم الوايلي وخدوني وقعدوني في الحبس 10 أيام وأنا اسمى مش في دفتر المحاضر أصلاً، وكل ده علشان أتنازل عن القضية مع جاري حاتم".
يؤكد فؤاد أنه ذهب لأحد لواءات الشرطة ليستنجد به فأجابه: "مش هحبس حد من رجالتي"، ثم توجه صوب رئاسة الوزراء ليقدم شكوى ضد أمناء الشرطة الذين اعتدوا عليه: "كتبوا الشكوى وخدوا صورة البطاقة وركنوا الورق وشكراً على كده، وصاحب البيت بيهدنني وعاوزني أتنازل عن المحضر".
لم يتمالك "فؤاد" نفسه وانهمر باكيًا عندما تذكر الأيام التي قضاها في الحبس ويؤكد أن الثورة لم تغير شيئ والفساد لا زال متفشيًا في وزارة الداخلية: "أنا لا إخواني ولا إرهابي، أنا راجل بتاع ربنا عايش فى البلد دي زي أي حد وأخرتها اتهان علشان لسه في رشوة وفساد، مش بيقولوا الشرطة في خدمة الشعب، أنا اتضربت واتعورت علشان قولت كلمة وصاحب البيت دفع فلوس لأمناء الشرطة وحبسني، أنا عاوز أقابل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء عاوز حقي".
ويضيف والدموع تملأ وجنتيه: "يشوفوا بتوع المخدرات والدعارة، جاين على الغلبان اللي بيقول كلمة حق، ضربوني في دماغي واتعورت، خدوني زى الكلب جرجروني على القسم، ومعرفش تهمتي إيه، مسجلوش محضر ومعايا شهود بكده أتحبست زى الشوال، وأنا راجل عندي السكر، ولما بنتي جابت ناس دخلوا للمأمور قالهم الراجل ده مش مكتوب في دفتر المحاضر، الظابط اتكهرب وقالي روح، أنا عاوز حقي بالقانون، ولو حقي مجاش أنا بقى هولع في نفسي، زي الكافر، علشان أنا راجل شارب المرار".