التدين المغشوش'.. شيزوفرينيا تكشفها الإحصائيات | |||||
|
|||||
العرب [نُشر في 22/03/2016، العدد: 10222، ص(19)] | |||||
وتصدرت دولة باكستان الترتيب كأكثر دولة تشاهد الأفلام الإباحية، فيما حلت مصر في المركز الثاني واحتلت إيران المركز الرابع في الترتيب، تلاها المغرب خامسا، والسعودية في المركز السابع، فيما حلت تركيا ثامنا. وسخر مغرد مصري “صدمني (التفوق) الباكستاني! يؤسفني سماح العرب بترك الصدارة لإخواننا الباكستانيين!”. يذكر أن نحو 30 بالمئة من محتوى الشبكة العالمية هي مواقع بورنو، تقوم بعرض نحو 4.4 مليار صفحة شهريا. وتأتي مواقع البورنو “في المرتبة الرابعة بين المواقع التي تحقق أكبر عدد من الزيارات، بعد مواقع التسوق الإلكتروني والمقامرة والألعاب. وتحصد مواقع البورنو شهريا عدد زيارات أكثر من مواقع تويتر وأمازون ونتفليكس مجتمعة، وبإضافة زيارات مستخدمي الهواتف المحمولة، يرتفع عدد الزوار إلى نحو مئة مليون يوميا. هذه الأرقام الضخمة تسمح لتلك المواقع بتمويل نفسها من خلال الإعلانات، وتحقق أرباحا خيالية لمالكيها. وتتصدر الصين قائمة العائدات من هذه الصناعة في العالم، فتحقق 27 مليار دولار سنويا، ما يشكل 28 بالمئة من إجمالي العائدات في العالم. أما النسبة المتبقية فتقوم بإنتاجها الولايات المتحدة الأميركية، كندا، الفليبين، تايوان، ألمانيا، فنلندا، روسيا، البرازيل وهولندا. وجميعها ليست في قائمة الدول الأكثر استهلاكا للبورنو، إنما تصدره للشعوب والثقافات الأخرى الأقل انفتاحا على الجنس كالشعوب العربية، الهندية، الفارسية، الباكستانية، والتركية وغيرها. يذكر أن الدول العربية والإسلامية تحافظ منذ وقت طويل على مواقع ريادية بين الدول المستهلكة للمنتجات الجنسية ومتابعة مواقع البورنو، إلا أن القيود الاجتماعية والدينية، التي تفرضها المجتمعات، تسبب نوعا من الازدواجية في التعامل مع الموضوع. وكغيره من الصناعات، تكتفي الشعوب العربية بالاستهلاك، باستثناء أسماء قليلة جدا دخلت في هذا المجال، ولم تصرح غالبا عن أسمائها الحقيقية. والاستثناء الأشهر لتلك القاعدة هو اللبنانية ميا خليفة التي حققت شهرة كبيرة على الشبكات الاجتماعية العربية. العالم العربي تسوده ظاهرة شديدة التناقض تتمثل في تزايد أعداد المتدينين، وفي نفس الوقت، انتشار ممارسات الانحلال الأخلاقي وانتشرت حول ظاهرة ميا خليفة نظريات وشائعات كثيرة، منها أنها “مجندة من قبل إسرائيل للإساءة لسمعة العرب”، خصوصا أنها تتعمد ارتداء الحجاب في بعض أدوارها، أو لأنها تملك وشما يحمل مفردات النشيد الوطني اللبناني. ويسخر مغردون “كثيرا ما نسمع عبارة ‘شعب مصر متدين بطبعه’ ونصدقها ونرددها، لكن الكذبة نسفت من أساسها”. وتهكم بعضهم على شيزوفرينيا (انفصام) الذات العربية. وانتقد معلق الازدواجية كمرض اجتماعي عربي متجذر، فالمواطن العربي يعاني منها فكريا وسلوكيا ويمارسها بوعي أو دونه. وقالت معلقة “طالما أبهرتني القدرة العربية الإسلامية على العيش بوجهين، في العلن يتشدد العربي المسلم في تغطية “إناثه”، يتحكم في حركتهن، فلا يتحدث إلا مقتبسا من القرآن، ولا يتكلم إلا مساندة للشرع، في سره فقد كشفته الإحصائيات العالمية”. وتسود العالم العربي الإسلامي ظاهرة شديدة التناقض تتمثل في تزايد أعداد المتدينين، وفي نفس الوقت، انتشار ممارسات الانحلال الأخلاقي مثل التحرش الجنسي والرشوة والغش والفساد بكل أشكاله. ويقول بعضهم “لا عجب أن الجنس سيّد الموقف وهو في كلّ مكان وزمان وتحديدا بعد الموت. فالجنّة المأهولة بحور العين هي من مواضيع الدعاة الأثيرة”. ويحلم الجهاديون مثلا بلقاء “الحوريات في الجنة”، ويقول خبراء إن “هؤلاء تعرضوا لغسيل دماغ نوعي”. وانتشرت تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر انتحاريين عربا وأجانب ينشدون الأناشيد لحورياتهم المزعومات وهم يقودون السيارات المفخخة. ويؤكد باحث أن “أغلب أعمار منفذي الهجمات الانتحارية من غير المتزوجين تتراوح ما بين 16 و30 عاما. لكن للأسف لا أحد يصل إلى بحث وتحليل دور العامل الجنسي في الإرهاب وتجنيد الإرهابيين المراهقين، رغم أن أدبيات التطرف والجماعات الإرهابية، لا تخلو من استغلال علني لهذا الجانب عبر ما تقدمه من إيحاءات وإغراءات صريحة”. وفي عيد ميلاد الشاعر السوري الراحل نزار قباني (21 مارس) يتذكر مغردون مقولته إن “أكثر الكتب مبيعا في العالم العربي هي كتب الطبخ وتفسير الأحلام وهذا دليل على أننا أمة تأكل وتنام”. وكانت مؤسسة الفكر العربي أكدت في دراسة نشرتها في 2011 أن أكثر مستخدمي الإنترنت العرب يبحثون عن مواقع الطبخ والمواقع الإباحية! ويقول معلق “ما يحدث لنا أمر طبيعي جدا”. |