تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 21

فوزى فراج في الأربعاء ١٦ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 21

بسم الله الرحمن الرحيم

نواصل تساؤلاتنا اليوم فى الحلقة رقم 21 من هذه السلسة, وندعو الله العلى القدير ان يهدينا الى ما فيه خيرا وأن يشرح صدورنا لللإيمان  وان ييسر لنا ما خفى علينا انه قريب مجيب الدعوات.

التساؤل الأول ربما قد تمت مناقشته ولكن لا اذكر انه قد نوقش بالتفصيل الذى يستحقه, ولعلنا نستطيع هذه المرة ان نجد له إجابة محددة.

فى سورة آل عمران,آية رقم( 3 و 4 ) يقول الحكيم الخبير

3 نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ

4 مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ

الكتاب الذى أنزله الله على الرسول محمد( ص) هو القرآن ولا يختلف فى ذلك اثنين كما أشار الله عز وجل أيضا اليه فى الآيه رقم 7 فيما  بعد, فيقول انه نزل الكتاب ( اى القرآن) مصدقا لما بين يديه, ( من هو الذى تشير اليه الآيه بقول لما بين يديه , هل هو الرسول محمد وما هو الذى كان  كان فى ذلك الوقت بين يديه) , ومصدقا لأى شيئ , وتستطرد الآيه تقول وأنزل التوارة والإنجيل, ولو اننا اوصلنا الآيه رقم 3 بالآيه رقم  4 بدون فواصل, لصارت مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس........... فهل كانت التوراة والإنجيل بين يدى الرسول عليه السلام أيضا, ثم تستطرد الآيه لتقول وأنزل الفرقان, وكلمتا نزل وأنزل إن لم يكن هناك فارقا بينهما او إن لم يكن هناك فارقا كبيرا, جاءتا فى سياق الكتاب ( اى القرآن ) والتوارة والإنجيل, ثم جاءت أيضا مترادفة مع الفرقان, فما هو الفرقان على وجه التحديد, هل هو كتاب أخر غير القرآن والتوارة والإنجيل, ام انه كتاب يحتوى ثلاثتهم, وكيف يمكن ان نفهم اى المعنيين وما هى الأدلة على ذلك. علما بأن الآيات التى ذكر بها كلمة الفرقان فى القرآن هم 6 آيات, وجاءت الكلمة مقترنه بكلمة  ( أتينا) مرتين, ثم مقترنه بكلمة ( نزل وأنزل ) فى المرات الأخرى.

 

فى الآيه رقم 42 من سورة آل عمران أيضا نجد

إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ

لماذا جاءت كلمة إصطفاك مرتين, معنويا ولغويا, ففى المرة الأولى قالت الملائكة إن الله إصطفاها, وطهرها, ثم مرة ثانية اصطفاها, الم يكن المعنى لا يتغير لو استعملت المرة الأولى فقط, لابد ان هناك تفسيرا لذلك, ولذلك فقد وضعته للأخوة للمشاركه والمساهمة فى التفسير.

أما فى الآيات التالية من رقم 43 , 45 , 46 تحدثت الملائكة الى مريم مبشرة إياها بما سوف يحدث لها ....والمعنى واضح تماما , غير ان مريم التى كانت تتحدث اليها الملائكة , وبعد ان بشرتها الملائكة ...الخ نجد فى الآيه رقم 47, تجاهلت الملائكة الذين كانوا يتحدثون اليها ويشرحون لها ما سوف يحدث, وفى استغرابها له او فى تساؤلها عن كيفية حدوثه لم تتحدث الى الملائكة الذين كانوا قبالها ولكن قالت تتحدث لله سبحانه وتعالى,  قالت رب انا يكون لى ولد........, الم يكن من المنطقى ان تتحدث اليهم وأن تسألهم خاصة وهم الذين كانوا يبلغونها الرساله, بل ان الإجابة على تساؤلها جاءت منهم أيضا,  ( قال كذلك الله يخلق ما يشاء..........). هل هناك من يفسر ذلك؟؟

مع تمنياتى بحوار مثمر

اجمالي القراءات 22840