ينوي أئمة مساجد بريطانيون التوجه إلى العراق للاطلاع على كيفية العيش في ظل حكم تنظيم "داعش" داخل المناطق التي كانت تخضع لسيطرته والتي تم تحريرها مؤخرا.
وذكرت صحيفة "الإندبندنت" أن مجموعة من الأئمة البريطانيين سيسافرون الأربعاء 1 مارس/آذار إلى العراق للمرة الأولى للتعرف على ظروف العيش في ظل محاربة التنظيم في رحلة لتقصي الحقائق عن داعش ستسغرق 8 أيام.
وأعرب الأئمة البريطانيون عن أن زيارتهم للمناطق التي كانت تخضع لسيطرة داعش تهدف إلى الكشف عن الوجه الخفي لتنظيم داعش، وفهم أساليب دعاية التنظيم ومدى تأثيرها خاصة في بريطانيا، وكشف اللثام عن "ماهية العيش" في كنف التنظيم.
وتقتضي الخطة أن يتم جلب أئمة عراقيين إلى بريطانيا ليسردوا حقيقة العيش في ظل حكم "داعش" في مواجهة البرامج الدعائية للتنظيم التي يروجها بجميع الطرق والأساليب المتاحة، في خطوة منهم لتوعية الشباب المسلم في بريطانيا من خطر إغواء التنظيم للمنضمين له.
ونقلت الإندبندنت عن مصطفى فيلدز، أحد منظمي الرحلة إلى العراق، قوله إنهم سيتوجهون إلى سامراء وتكريت وكذلك بغداد، إذ تكريت كانت ترزح تحت سلطة التنظيم بينما كانت سامراء لفترة طويلة على خط جبهة القتال بين الجيش العراقي وداعش.
وقال مصطفى إنه يرغب في نقل أشخاص عاينوا فترة حكم التنظيم في فترة ما، ويكونوا شاهدين عن "زيف التنظيم" ولكشف حقيقته، واصفا دعاية التنظيم بالخطيرة وأن على أبناء المسلمين في بريطانيا الإصغاء جيدا لهذه التجارب من أجل تغيير قناعاتهم بـ "داعش".
ويرى مصطفى أن داعش ما زال يجذب إليه العديد من الشباب البريطاني المسلم، قائلا: "داعش منظمة إرهابية وعدو للإنسانية، ونحن اليوم بحاجة حقيقة لكشف كذبه من أجل التصدي للإرهاب".
ويبدو أن خطوة الأئمة البريطانيين تهدف إلى تبديد مخاوف المجتمع البريطاني من الإسلام والمسلمين، في ظل تصاعد ما يعرف بإرهاب الإسلام في الدول الغربية بعد أن نقل داعش عملياته إلى وسط أوروبا لا سيما أحداث باريس التي أذعرت الغربيين وغذت تصاعد اليمين المتطرف في أغلب الدول الأوروبية.
وبريطانيا كغيرها من الدول الأوروبية اتخذت إجراءات أكثر صرامة بحق المتشددين القاطنين في أراضيها، ومن بين هذه الإجراءات التنصت على مكالمات أشخاص صنفتهم المملكة بالمتطرفين من فئة عالية.
وسجلت بريطانيا حوالي 800 شخص يحملون الجنسية البريطانية سافروا إلى سوريا من أجل الانضمام إلى صفوف "داعش" وعاد نصفهم تقريبا إلى بريطانيا.