من الإعجاز العددي في البسملة
آية البسملة " بسم الله الرحمن الرحيم "
البسملة هي الآية الأولى في السورة الأولى ( الفاتحة) في ترتيب سور القرآن ، مؤلفة من 19 حرفا ، وأربع كلمات .
( لنتجاوز اختلاف العلماء في آية البسملة والذي مازال قائما إلى الآن ، ونتدبر هذه الآية بقلوب وعيون مفتوحة ، بعيدا عن القال والقيل ) ..
عدد حروف البسملة :
تتألف آية البسملة من 19 حرفا ، ومن السهل التأكد من ذلك خلال ثوان معدودة بالعودة إلى المصحف ، ( ورغم ذلك فبعضهم مازال يصر أن عدد حروف البسملة ليست 19 بل تزيد على ذلك ( يعني لو كتبت بالرسم الإملائي ) والهدف من هذه المراوغة المكشوفة هدم ما يقال عن إعجاز العدد 19 في القرآن اعتمادا على عدد حروف البسملة ) ..
على أي حال : إلى هنا ، أن تأتي البسملة مؤلفة من 19 حرفا ، أمر عادي ، وأن تأتي آية في القرآن تذكر العدد 19 أمر عادي ، ولكن حين نتدبر في هاتين الآيتين فالأمر لا يصبح عاديا ، ولا يجوز المرور عليه سريعا ..
العدد 19 :
يتألف العدد 19 من الرقم 9 ، أكبر الأرقام ، وهو عدد فردي . ومن العدد 10 وهو أصغر عدد زوجي ( العدد : مؤلف من رقمين ) . يمكننا ملاحظة أن العدد 19 يمثل جميع الأعداد ، وأنه يتصف بخصائص فريدة .. ( نلاحظ فيه أكبر رقم وأصغر عدد والفردية والزوجية ) .
9 + 10 = 19 ، 9 + 1 = 10 ، 0 + 1 = 1 .
9 + 11 = 20 ، 0 + 2 = 2 .
9 + 12 = 21 ، 1 + 2 = 3 .
9 + 13 = 22 ، 2 + 2 = 4 .......... إلى آخره .
لنعد إلى آية البسملة :
عدد حروف البسملة 19 ، من بينها 9 مكررة . هذا يعني أن :
عدد ما ورد في آية البسملة من حروف الهجاء هو : 10 .
عدد الأحرف المكررة هو: 9 .
الحروف الـ 10 : ب س م ا ل هـ ر ح ن ي
الأحرف الـ9 : ل ا ل م ا ل ر ح م .
نلاحظ أن هذا النمط من الترتيب ( صياغة البسملة ) جاء وفق العلاقة الطبيعية الموجودة في العدد 19 .فالعدد 19 يتألف من : 9 + 10 .
9 : أكبر الأرقام ( عدد فردي ) . 10 : أصغر الأعداد ( عدد زوجي ) .
إنه العدد الذي يمثل جميع الأعداد .
أن تأتي البسملة مؤلفة من 19 حرفا ليس أمرا عاديا . إن وراء هذه الصياغة حكمة وقصدا وهدفا ، أما اكتشاف هذه الحكمة فيحتاج إلى التدبر وكسر الأقفال عن القلوب المغلقة .. فإذا فعلنا ذلك سنكتشف أن آية البسملة ترشدنا بوضوح تام إلى أنظمة الترتيب القرآني . ( سنعود إلى هذه النقطة لاحقا )
عدد كلمات البسملة :
ونلاحظ في صياغة البسملة ، أنها مؤلفة من 4 كلمات :
كلمة " بسم " المؤلفة من 3 أحرف ..
وثلاثة أسماء من أسماء الله الحسنى ، مجموع حروفها : 16 حرفا .
تأليف آخر لحروف البسملة ( 3 و 16 ) ، نلاحظ تأكيده في :
عدد الأحرف المنقوطة في البسملة هو 3 ( ن . ب . ي ) : وهي الأحرف في كلمة نبي .
عدد الحروف غير المنقوطة هو : 16 .
والآن ، إذا تأملنا معادلة الترتيب الثانية : 19 × 3. من السهل ملاحظة أن :
19 = 9 + 10 ، وأن : 19 – 3 = 16 ، بعبارة أخرى : 19 = 3 + 16 .
النتيجة : لقد تمت صياغة البسملة وفق العلاقات الملاحظة في المعادلة 19 × 3 .
(و نلاحظ في العددين 3 و 16 ، أن العدد الناتج من عكس ترتيبهما هو 361 ، عدد هو عبارة عن 19 × 19 ) . ( نفهم لماذا لم يأتيا مثلا 4 و15 ) .
( محورا النظام الثاني في صياغة حروف البسملة العددان : 3 و 16 ) .
البسملة والحروف النورانية :
ومن الملاحظ أيضا في حروف البسملة الـ 10 ، أنها : 9 من بين الحروف المقطعة ، وحرف واحد هو الباء من غيرها ، أي أنها بهذا الاعتبار : 9و1 .
وباعتبار الحروف الـ 19كلها ، فهي : حرف واحد ليس من الحروف المقطعة ، و 18 حرفا من بين الحروف المقطعة ، أي أنها بهذا الاعتبار 1 و 18 .
أربعة أنظمة في تشكيل حروف البسملة :
عدد حروف البسملة 19 حرفا ، ويلاحظ في تشكيلها أربعة أنظمة هي التالية :
1- 9 + 10 ..
( 9 أحرف مكررة + 10 عدد ما ورد فيها من الحرف الهجائية )
2- 3 + 16 ..
( 3 : كلمة بسم + 16 : عدد الحروف في " الله الرحمن الرحيم " ثلاثة أسماء من أسماء الله الحسنى ) .
3- 1 + 18 ..
1 : حرف الباء وهو الحرف الوحيد الذي لم يرد في فواتح السور ، 18 : الأحرف الباقية وجميعها من بين الحروف المقطعة الواردة في أوائل سور الفواتح .
4- 7 + 12 ..
7 : مجموع الحروف في " بسم الله " ، 12 : مجموع الحروف في " الرحمن الرحيم " .
( للحالة الرابعة تفاصيل لا مجال لذكرها ) .
قانون الزوجية وسور القرآن :
عرفنا أن البسملة مؤلفة من :
9 عدد الأحرف المكررة ، 10 عدد ما ورد فيها من حروف اللغة .
من المعلوم لدينا أن عدد سور القرآن 114 سورة أي : 19 × 6 .
لنتأمل الآن :
إن حاصل ضرب العدد الفردي 9 في 6 يساوي 54 . وسنجد أن عدد سور القرآن فردية الآيات هو 54 سورة .
ومن السهل أن ندرك أن عدد سور القرآن زوجية الآيات هو 60 سورة ، أي حاصل ضرب العدد الزوجي 10 في 6 .
نفهم أن أعداد الآيات في سور القرآن محددة وفق أنظمة يمكن أن نطلق عليها " أنظمة الحماية " أنظمة أحاط الله بها كتابه الكريم ، تشكل مجتمعة سياجا منيعا يؤكد حفظ القرآن من أي تحريف .
ظاهرة التفاوت وحدود الطول والقصر في سور القرآن :
تتفاوت سور القرآن باعتبار أعداد آياتها طولا وقصرا ، فمنها ما هو طويل جدا كسورة البقرة أطول سور القرآن ( 286 آية ) ، ومنها ما هو قصير جدا ومثاله سورة الكوثر أقصر سور القرآن ( 3 آيات ) ، وبين هذين العددين تتوزع أعداد الآيات في سور القرآن .
ليس هدفنا هنا بحث تفاصيل هذا الموضوع ، إن ما نحب أن نشير إليه أن ظاهرة التفاوت قد جاءت وفق النظام نفسه 9 و 10 الملاحظ في آية البسملة ، ومن السهل ملاحظة ذلك عند تأمل الجدول التالي الذي يوضح توزيع سور القرآن باعتبار حدود الطول والقصر .
( ملاحظة مهمة : لفهم التفاوت في أي ظاهرة يجب ترتيب وحدات الظاهرة تنازليا من الأطول إلى الأقصر أو العكس ، ولذلك فإن ما وصلنا من تقسيم سور القرآن إلى الطوال والمئون والمثاني والمفصل هو تقسيم غير صحيح ، لسبب بسيط : لقد فاتهم ترتيب سور القرآن تنازليا قبل عملية التقسيم )
المجموعات الست لسور القرآن
( قواعد نظام الطول والقصر )
المجموعة الأولى : 19 سورة : 9 سور فردية الآيات + 10 سور زوجية الآيات . وجميعها من النصف الأول من القرآن .
المجموعة الثانية : 19 سورة : 9 سور فردية الآيات + 10 سور زوجية الآيات . وجميعها من النصف الأول من القرآن .
المجموعة الثالثة : 19 سورة : 7 سور فردية الآيات + 12 سورة زوجية الآيات . وباعتبار نصفي القرآن 10 سور منها في النصف الأول و 9 في النصف الثاني .
المجموعة الرابعة : 19 سورة : 7 سور فردية الآيات + 12 سورة زوجية الآيات . وباعتبار نصفي القرآن 7 سور منها في النصف الأول و 12 في النصف الثاني .
المجموعة الخامسة : 19 سورة : 12 سور فردية الآيات + 7 سورة زوجية الآيات . وباعتبار نصفي القرآن 1سورة منها في النصف الأول و 18 في النصف الثاني .
المجموعة السادسة : 19 سورة : 10 سور فردية الآيات + 9 سورة زوجية الآيات . وباعتبار نصفي القرآن 1سورة منها في النصف الأول و 18 في النصف الثاني .
النتائج :
1- ظاهرة التفاوت في أعداد الآيات في سور القرآن تخضع لنظام وترتيب محدد ، وهو أحد أنظمة الترتيب القرآني المخزن في آية البسملة . [ من الجدير بالذكر أن للقدماء محاولة في تقسيم سور القرآن إلى الطوال والمئين والمثاني والمفصل ، وهو تقسيم غير صحيح .. ومن يغضبه هذا الكلام فالقرآن بيني وبينه ) .
2 – يكشف النظام السابق والذي أسميته ( نظام حدود الطول والقصر ) عن قانون الحالات الأربع لسور القرآن ، ( وهذا المصطلح من عندي ) حيث تتوزع سور القرآن إلى مجموعتين رئيستين ، متجانسة وغير متجانسة ، تؤكدان أن عدد سور القرآن 114 سورة ، وعدد آياته 6236 آية . ومعذرة على تكرار القول : من يغضبه هذا الكلام فالقرآن بيني وبينه ) .
3- سور القرآن ، في نظام حدود الطول والقصر مجموعتان :
57 سورة طويلة : 48 من بينها في النصف الأول و 9 في النصف الثاني .
57 سورة قصيرة ، 48 من بينها في النصف الثاني ، و 9 في النصف الأول .
4 – سور القرآن باعتبار نظام التجانس :
57 سورة متجانسة + 57 سورة غير متجانسة .
وباعتبار قانون الزوجية :
57 سورة فردية الترتيب + 57 سورة زوجية الترتيب .
وباعتبار العدد 114 :
57 سورة النصف الأول من القرآن + 57 سورة النصف الثاني .
ما ذكرته هو أحد أسرار الترتيب القرآني في آية البسملة ..
وبعد :
أما آن لمؤسسة أو جامعة أو مجموعة من محبي القرآن للتعاون معي ، في عمل يكشف عن حقيقة الترتيب القرآني ؟ وأن يكف البعض عن التساؤل ما الفائدة من هذا الكلام ..
أم آن الأوان للتخلص من القول : لقد اختلف العلماء في البسملة ؟
هل يمكن أن لا تكون البسملة آية من القرآن ، أو أن تكون موضع اختلاف ، وفيها هذه الصياغة – يا أهل البيان – وفيها كل هذه الأسرار ؟
ماذا تتوقعون من غير المسلمين حينما نقدم لهم القرآن ، كتابا محفوظا – وهو كذلك – ونحن غير متفقين بعد على أبسط مسألة فيه : آية البسملة .
( لا يقولن لي أحد الآن : إن هذا الاختلاف سهل لأنه لا يترتب عليه زيادة ولا نقصان في كتاب الله . إن معنى هذا الكلام أن في وسعنا أن نكتب السورة كآية واحدة ، ففي هذه الحال لن يترتب على ذلك زيادة ولا نقصان )
غير متفقين على عدد آياته ، حتى عدد سوره ، هناك من يقول أنها 113 ، وهناك من يقول غير ذلك ..
إن تضارب هذه الآراء وهذه الاختلافات سبب للتشكيك فيها كلها ...
جدول نظام حدود الطول والقصر :
رقم المجموعة عدد السور السور فردية الآيات السور زوجية الآيات النصف الأول من القـرآن النصف الثاني
1 19 9 10 19 -
2 19 9 10 19 -
3 19 7 12 10 9
4 19 7 12 7 12
5 19 12 7 1 18
6 19 10 9 1 18
المجموع 114 54 60 57 57
المتدبر في الجدول السابق يلاحظ بوضوح توزيع سور القرآن وفق نظام عددي محوره العددان 9و 10 ، والعددان 7 و 12 .. والعددان 1 و 18 .. وكل ذلك ملاحظ في البسملة .
( ملاحظة : المقالة مختصرة بعيدة عن التفاصيل ) .