أفتى الشيخ السلفي الجزائري محمد الفركوسي بتحريم الاحتفال بالأعياد الوطنية الجزائرية باعتبارها تشبها بالكفار. وأثارت فتواه جدالا كبيرا في الجزائر التي تحتفل عادة بالعيد الوطني الجزائري في الأول من نوفمبر/تشرين ثاني وبعيد الاستقلال في الخامس من يوليو/ حزيران.
وكان الفركوسي قد ظهر اسمه في رمضان الماضي عندما حرم حلويات "الزلابية" الأكثر شهرة في رمضان (المصنوعة من الدقيق والزيت والعسل)، حيث وجهت إليه شخصيات دينية معتدلة انتقادات واسعة جعلته يتراجع عن فتواه متهما الإعلام بأنه مارس تأويلا على كلماته. فتواه الجديدة بتحريم الأعياد الوطنية بما في ذلك عيد رأس السنة (عطلة مدفوعة الأجر في الجزائر) معتبرا تلك الاحتفالات تشبيها بالكفار جعلت الصحف المحلية تتهمه بالتخريف مطالبة إياه عبر افتتاحية صحيفة "ليبرتي" الفرانكفونية بأن يكون له موقف من الأزمة الدموية التي تعيشها الجزائر بدل تحريم العطل الرسمية. وقالت صحيفة "لوريون" أن الفركوسي الذي يعد واحدا من الوهابيين الجزائريين الأكثر تشددا يعكس الوجه البائس للإسلام المنغلق على نفسه مما أدى الغلو فيه إلى شحن عقول الشباب الذي تحوّل من محب للحياة إلى كاره لها يفجر نفسه دون أدنى مساءلة لنفسه إن كان قتله للأبرياء حراما أو حلالا. يذكر أن الفركوسي حرم في فتوى سابقة له العمليات الانتحارية التي تلجأ إليها الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية وقال أنها عملية قتل للنفس ولا علاقة لها بالجهاد في سبيل الله، وهي الفتوى التي قالت عنها صحف محلية ينقصها "الصدق" معتبرة فتواه نتيجة ضغوطات مارستها عليه جهات إسلامية معتدلة، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الشيخ السلفي الذي التزم الصمت إلى الآن على الرغم من سقوط الآلاف من الأبرياء في العمليات الانتحارية منذ 2002 حسب صحيفة "ليبرتي".