بالفيديو| محمد عماد.. طفل يواجه "رصيف الفقر" بمسح الأحذية
"هوزع فلوس على الناس اللي بتلمع الجزم عشان تاكل عيالها"، بهده الكلمات عبر الطفل محمد عماد صاحب الـ6 سنوات عن معاناته مع والده للبحث عن لقمة العيش، كلمات تختصر معاناة البسطاء على "رصيف الفقر"، تحمل معها واقعاً مؤلماً لفئة بقيت بعيدة عن أنظار المسؤولين وقبلهم مؤسسات المجتمع.
يقول عماد السيد 50 عامًا، إنه كان يعمل بواب لإحدى العمارات، وكان يعيش بصحبة زوجته وطفله الذي أنجبه بعد سنين طويله من زواج، بعدها توفت زوجته وتركت طفلها وعمره ثلاث سنوات.
وبحسب روياته تفاقمت أزمة عماد بعد استبداله بأخر في عمله، فأصبح مشردًا بلا مأوي وعمل بعد تركه العمارة التي كان يتخذ حجرة حراستها مآوى وعمل في ذات الوقت، ونظرًا لتقدم عمره وضعفه البدني أصبح لا يستطيع أن يشغل المهمن الصعبة، فواجه مشقة البحث عن مهنة تناسبه وتشطرت أن يظل طفله معه طوال فترة العمل.
مشقة البحث عن مصروف يومي يسد حاجته وحاجات طفله الصغير وتكفيهما عن مذلة السؤال، اضطرته إلى شراء صندوق لتلميع الأحذية، ولكنه واجه مشكلة أخرى ألا وهي السكن قبل أن يدله أحد فاعلين الخير إلى تأجير مسكن بسيط بمنطقة المنيب بالجيزة نظير 400 جنيه شهريًا، نقل فيها ما تبقى من عفشة البسيط الذي تركه في العمارة أكثر من شهر حتى استرجعه على المسكن الجديد.
يخرج عماد وطفله في أي وقت من يومهما حاملين جراحها وآهاتهما بحثاً عن "أي شيء" يشعرهما أنهما باقيين على قيد الحياة، في محاولات للهروب من الفقر الذي يلاحقهما وأصبح رفيقًا ثقيلًا على قلوبهم، من شدة قسوته.
"أنا مش سعيد أنا حزين عشان إحنا كل يوم بنطلع في الليالي أنا وأبويا وبنكون سقعانين عشان نجيب فلوس ناكل بيها..بس مش بنكسب خالص ومش بناكل"، بهذه الكلمات يعبر الطفل صاحب ال6 سنوات عن مآساتهم في عدم مقدرة والده على توفير أقل احتياجاتهم وهي المأكل، رغم سعيهم في جميع الأوقات وحتي الوقت التي تشتد فيه البرودة سوء حالة الطقس فيه
يضيف والده،"الشغل نايم خالص وما بحصلش 20 جنيه في اليوم والإيجار لوحده 400 في الشهر وعاوزينه ناكل أنا والواد..بعت كل حاجة في الشقة..حتى التليفزيون إللى الواد الصغير بيتفرج عليه بعته..ما سبتش غير حصيرة وبطانيه نتغطى بيها في البرد".