من أجل ذلك كتبت هذا المقال

صلاح النجار في الإثنين ٠٧ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

يقدر عمر الإنسان أكثر من مليون سنة وربما اكثر من ذلك.

أثار الأنسان فى الكهوف تدل على أنه اكتشف النار وطهى بها طعامه ليجعل للطعام مذاق وحلاوة ثم أشعل بها سراجه ثم احتمى بها من وحوش البرية حين ذاك ,حدث هذا كله منذ أكثر من ثلاثين ألف عاما.

لقد اكتشف الأنسان النار مصادفة حينما طرق الحصى ببعضه البعض فانقدح منها الشرر واشتعلت النار.

وكانت النار بالنسبة للأنسان هى أول مفتاح من مفاتيح الطاقة.

ولم يقف الأنسان عند هذا الحد فبعد مرور أخرى من السنين اكتشف الأنسان الورق والبوصلة ثم الملاحة ثم اخترع العجلة والبارود .

ثم اكتشف الأنسان بعد مرور اخرى من السنين صور أخرى من صور الطاقة مثل البخار والفحم والبترول ثم الكهرباء ثم الذرة ثم الطاقة الذرية ثم النواة ثم اللاسلكى والراديو..وبدأ الأنسان بنتقل من مرحلة إلى مرحلة مستخدما عجلة التطور والتقدم العلمى فأخذ يبحث فى الأرض ويكتشف قرى وأماكن كانت مهجورة ثم سافر إلى القمر ثم المريخ ثم إلى باقى كواكب المجموعة الشمسية ثم خرج من المجموعة الشمسية إلى اعماق الكون.

منذ من أكثر من ثلاثين الف عاما كان اكتشف الأنسان النار وكانت بالنسبة له أول مفتاح للطاقة أصبحت الآن مصادر الطاقة متعددة ومتنوعة منها النار..الفحم..البترول..الكهرباء..الطاقة الذرية..الطاقة الكميائية..وطاقة أمراج البحار..والطاقة الشمسية..والطاقة النووية..الخ.

ثم أصبح كل شهر يحمل لنا مفاجأة واكتشاف جديد.

ثم كل أسبوع.

ثم كل يوم.

وتعددت مجالات الاختراع والابتكار.

وتسارعت خطوات العلم..وتحول إلى ايقاع لاهث مهرول.

وبفضل العلم ووسائل الابتكار والاختراع تقدمت وسائل الاتصالات من تلفونات ثم الاسلكى ثم آخر صيحة فى عالم الاتصال هو فضاء الانترنت الذى جعل الكرة الأرضية مثل القرية الصغيرة التى لاتتجاوز مساحتها عن بعض الكيلوا مترات.فأنت تسطيع أن تتصل بأصدقائك أو اقرابك فى آخر أنحاء المعمورة كما لو كنت تدق باب جارك وتتحاور معه وتتبادلوا أطراف الحاديث ليلا أو نهارا.هذا بفضل مايقدمة من ثقافة فى شتى المجالات من اجتماعية وزراعية وإقتصادية ..الخ.

تلك من النعم التى من الله بها على الأنسان من علوم واختراعات واكتشافات علمية حديثة.

بالرغم من كل تلك النعم إلا أن الأنسان شاع فى الأرض الفساد وأصبح أكثرمادية ووحشية من الأنسان البدائى الريفى الذى لم ينال حظا من تلك المخترعات ولا هذه الاكتشافات.

وبدلا من يستخدم الأنسان تلك العلوم والمخترعات فى صالحة أستخدمها ليقتل ويفتك بغيرة,فهاهو قد صنع الرصاص وقذفه فى صدر أخية وهاهو قد اخترع القنبلة النووية وأباد بها شعوب بأكملها,وهاهو يستخدم الادوات الحديثة والمتطورة ويعذب بها بريئا فى سجنه فيكوى جلده وينتزع أظافره وينفخ بطنه ويعلقه من قدميه ويضع الأقطاب الكهربائية فى الأماكن الحساسة من جسمه ويطلق عليه الكلاب ويهدده بالملابس الداخلية لبنته أو زوجته أو أخته ليجبره على الاعتراف.

وجعل نفسه إلها يحكم ويأمر وينهى ويعذب ..حتى وصلت به الجرأة إلى أن يعذب مسكينا ليجعله يعتنق دين غير دينه إجبارا وإكراها.

النفوس تحولت إلى جوع آكال إلى المادة..وتحجرت القلوب وضمرت العواطف واختفى النبل وضاع الحب وماتت النخوة والشهامة.

أنسان ذلك العصر أصبح أكثر قسوة وأكثر وحشية وأكثر عمى من إنسان الأمس الريفى البدائى.

وجرائم اليوم أصبحت أكثر قسوة وأكثر غلظة بما يقاس بجرائم الأمس.

حدث هذا التحول للأنسان دون أن يدرى حث له ببطء..وهو يتصور أنه يتقدم ويظن أنه يتحضر..ويرتقى ويتهذب.

ألا يستعمل الكمبيوتر والتليفون المحمول والانترنت ويمتل الدش ويتكلم الأنجليزية ويتعامل بالفيزا كارت؟!!

أذن هو متحضر بكل المقايس.

ولكن سوف يموت فجأة وسيتحول إلى رمة نته..ألم يتوقف لحظة أثناء حياته ليفكر فى هذه النهاية الساخرة التى تصفعه على وجه؟!!

الذنب ليس على تلك العلوم والمخترعات التى اتاحها لنا العلم..فهذه العلوم والاحتراعات وتلك الاتصالات هما أسلحة محايدة..أنهم كالسكين يمكن أن تقشر بها برتقالة لتقدمها لصاحبك أوتقطع بها رقبة صاحبك.

وإنما الأمر يتوقف كله على نصيب الأنسان من الحكمة والأخلاق والدين..والأخلاق والدين هما اللذان يقيمان الضمير.

والضمير بدوره يختار لتلك العلوم  وظيفة بناءة..لايلقى بها دمارا أو موتا او هلاكا.

الضمير الذى يهيب بنا أن نجعل من الانترنت وسيلة للأستخدام الأمثل..وسيلة للمعرفة والتعلم والتحصيل بدلا من الأستخدام السئ والسرقة والنصب والتزوير.

ولكن أكثرنا معدوما من الضمير..وأكثرنا معدوما من الأخلاق ..وأكثرنا معدوما من الشهامة والنخوة.

لقد كتبت ذلك المقال من اجل أننى وجدت بالصدفة البحتة مواقع على الأنترنت قد قامت بعرض كتب الدكتور أحمد صبحى منصور للبيع والمتاجرة العلنية..تبيع تلك الكتب بالدولار وقد يصل سعر الكتاب الواحد من 5 إلى 6 دولار أو يزيد.

وتلك المواقع مستمرة حتى الآن فى البيع وقد باعت الكثير من الكتب ولازالت مستمرة.

والكتب المعروضة للبيع هى الكتب التى توجد حالياً بالموقع مع كتب آخرى ل&a"4">لذلك قلت فى هذا المقال بأن اكثرنا دون ضمير ودون أخلاق ودون شهامه..وهؤلاء الذين يتاجرون بتلك الكتب دون أذن الدكتور منصور هم معدومى الضمير والأخلاق والشهامة والنبل.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

 

 

 

اجمالي القراءات 14253