رسالتي المفتوحة الثانية لشريف أحمد ولكل غيور على الاسلام

شريف هادي في الأحد ٠٦ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الأبن / شريف أحمد المحترم
بعد السلام عليكم وحمة الله وبركاته،،،
أشكركم على الرد والتواصل وأتمنى أن تجد رسالتي لديكم صدىً نتواصى من خلاله جميعا بالحق وبالصبر
لم أقل يا بني أنني لا أخطئ أو لكوني في العقد السادس الآن من عمري وعندي ولد في مثل عمرك تقريبا يمكنني التصدي لدين الله بالفهم والتفسير ، أو وجب عليك أو على غيرك إتباعي وقبول ارائي – معاذ الله أن أكون من الجاهلين – ولكن يا بني أراك تثمن ما عندك من علم واطلاع وتقول للدكتور أحمد ما نصه (فهو ظن في محله يا أستا&il;ذي الفاضل، ولعل هذه هي أول مرة أفصح فيها عن هويتي وهذا ليس من باب الفخر ولكن من باب التعريف بنفسي فقط، فأنا مهندس كهرباء شعبة اتصالات وخريج إحدي الجامعات المصرية دفعة 2002 بتقدير عام جيد، أما المشروع فهو بتقدير عام جيد جداً، وكنت لا أريد أن أفصح عن شهاداتي ومستواي العلمي، ولكن الضرورة قد اقتضت ذلك الآن، فأنا والحمد لله مؤهلاً لدراسة أي شئ سواء كان علمياً أو أدبياً وأعتقد أن لي آراء حصيفة في الكثير من الأحيان) ، وتقول لي (وبالمناسبة أنا أكاد أكون متخصصاً في مقارنة الأديان ولي باع طويل فيها منذ أن كنت في المرحلة الثانوية حتي الآن، وأستطيع أن أكتب مقالاً أنفي فيه وضع المسيح علي الصليب بصورة علمية بحتة بعيدة كل البعد عن العاطفة) ، فأسمح لي يا بني أن أخبرك أن الغرور أول طريق الفشل ، والإحساس بالتفوق في العلم والادراك هو الجهل بعينه ، كما وإن كنت تعتز بما لديك من علم لم يتجاوز السنوات العشر إلا بقليل ، فماذا عساي أن أقول وقد استويت على كرسي القضاء منذ أن كنت أنت في المهد صبيا ، وقد من الله علي أن يسر لي قراءة الكثير من الكتب ما لو تصورت أني وضعت مجلداتها فوق رأسي ، لمر السحاب من بينها ، ثم انني قد خرجت بنتيجة واحدة وهي أني مازلت جاهلا ، ولا عيب أن أتعلم منك أو من أي شخص كائنً من كان فقد تعلم الانسان الدفن من الغراب لقوله تعالى"فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه قال يا ويلتى اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاواري سوءة اخي فاصبح من النادمين" المائدة 31 ، مع إنه نفس الإنسان الذي سار وراء غرائزه وقتل أخاه وعلم البشرية جميعا – حتى يرث الله الأرض ومن عليها – الحقد وعلمها كيف تبسط يدك بالقتل لأخيك ، وفي المقابل فقد علمنا المقتول الحب والتضحية وعدم قتل الأخ مهما كان السبب.
ثم تقول (إنني أتناقش مع والدي كثيراً جداً ونختلف كثيراً جداً وخصوصاً حينما نلعب الشطرنج) ، وتقول (حينئذ يكون لزاماً علي أن أخرج عن شعوري وهذا أمر خارج عن إرادتي) ، وأقول لك إن لاعب الشطرنج يجب أن يتحلى بالصبر والهدوء وإمتلاك النفس عند الغضب لأن أي حركة غير محسوبة ومتسرعة ستفقدك الدور لا محالة ، فإين ذلك منك وأنت في الحقيقية يا بني سريع الغضب ، ولا تنسى أن تحمل تحياتي لوالدك الكريم بارك الله له فيك وقرت بك عينه.
ومازلت أقول لك نحن لا نمتلك الحقيقة وحدنا وهذا الكلام ليس محاكاة لكلام الملحدين والنصارى ولكنه كلام مؤيد بالدليل ، وإليك الدليل الذي من الصعب دحضة ، تقول (فإن الحقيقة يا سيدي يمتلكها المسلم فقط من دون باقي الملل.... فالله تعالي موجود وواحد لا شريك له، وأن محمداً عبد الله ورسوله، وأن القرآن كتاب الله تعالي، وأنه يوجد جنة ونار، وأنه يوجد ملائكة ورسل وقضاء وقدر.... أليست هذه حقائق نؤمن بل ونوقن بها كرؤيتنا لها رأي العين؟؟.... نعم،) ، أقول لك نعم هذه حقائق نؤمن بها ونعتقد جازمين بصحتها وبصحة كل حرف ننطقه ، نعم وألف مليون نعم ، الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه ، هذا ما نؤمن به أنا وأنت وكل (الصوفية) ومن يدعون الاسلام على هذه الكرة الأرضية منذ خلق الله الخلق إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ولكن لو سألت هذا الصوفي ، فسيقول لك بإعتقاده بما في القبور وأنه يمكنهم تصريف الأمر وأنه يجوز أن ننذر لهم ونقرب لهم وندعوهم ، وكل هذا شرك ولكنه مازال يؤمن بأن الله واحد لا شريك له ، إذا فكون الله سبحانه وتعالى واحداً لا شريك له فهذه حقيقة مطلقة ولكن فهمنا لها نسبي ، وإلا لقلنا بصحة فهم الصوفي لمعنى التوحيد – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – هل رأيت يا بني أننا لا نملك الحقيقة ، يمكننا القول أننا نعرفها ولكننا لا نملكها لأن معرفتنا للحقيقة مقرونا بخليفياتنا التاريخية والعلمية والثقافية وهي متغيرة ، فتكون حقائقنا نسبية رغم أن الله سبحانه وتعالى هو الحق المطلق وعنده الحقيقة المطلقة ، وكتابه حق مطلق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولكن فهمنا نسبي ، فتكون حقائقنا نسبية ، والله سبحانه وتعالى أعلم وأجل.
هل رأيت يا بني ان المقطع السابق في شرحي يخالف قولك (ولكن هناك حقائق مطلقة نؤمن بها ولا تقبل النسبية أو التجزئة إطلاقاً، لذا فأنا لا أتفق مع سيادتكم في أن المسلم لا يمتلك الحقيقة....!!)
أما عن موضوع تعليق عضويتك يا بني فلم يكن قراري بمفردي ولكن هناك لجنة مشكلة من ستة أفراد ويتناوب أعضاء هذه اللجنة الرئاسة بشكل دوري والقرارات تصدر من اللجنة مجتمعة بعد المناقشة والتصويت عليها ، إذا لا مجال للمحاباة أو الشخصنة في عمل اللجنة ، والقرار مسئولية أعضاء اللجنة مجتمعة وليس الرئيس وحده والذي لا يعدوا كونه ممثلا عن اللجنة في إعلان قراراتها والتخاطب مع الغير ، أما عن قولكم(فأنا لا أدري حتى الآن ما هو السبب الحقيقي لتعليق عضويتي؟؟....) ، فاسمح لي أن أحيلك لبيان رئيس اللجنة والذي جاء فيه (نظرا للمخالفات المتكرره من السيد/ شريف أحمد لشروط النشر على هذا الموقع ، بالخروج عن الحدود المسموح بها في مخاطبة الغير وتوجيه جمل وعبارات في غاية القسوة لزملاءه على الموقع ، ونظرا لتكرار حذف تعليقاته وكتاباته المخالفة وتوجيه نظره لذلك أكثر من مرة ، فقد قررت اللجنة ، تعليق عضوية السيد / شريف أحمد لمدة أسبوعين تبدأ من اليوم)
حتى وأنت تكتب كما قلت أنت بالحرف الواحد (بعدما أخذت فترة كافية حتي أضبط ما أكتب ولا أندم بعد ذلك علي شئ مما كتبته) ، فقد كتبت وقلت (تلك المقالة المليئة بالسفاهات والإهانات، إلا أنه أبي علي نفسه إلا أن تكون تلك المقالة عنواناً لثقافته ولتعبر عما يجيش في قلبه ونفسه من عدم التسامح والأخذ بالثأر) وقلت (إلا أنني فوجئت أنه لم يستحي مما قلته وقام بسبابي مرة أخري) ولا تعليق لدي يا بني لعل الله يهديك لأقرب من هذا رشدا.
ثم نأتي لسؤالك لي (ومع ذلك فقد وجدتك تنصفه هو ولم تنصفني أنا..... ودعني الآن أسألك: لماذا كل هذا التحامل علي؟؟.... هل أنت مستريح الضمير لما حدث منك؟؟....!!... ولماذا لم تقوم بتعليق عضويته كما فعلت معي؟؟؟......) وأقول لك هل عرفت من ردودي أنني لا أمتلك أكثر من صوت واحد داخل اللجنة ، فلتتوجه بسؤالك للجنة إذا ، ولكن دعني أقول لك أننا نأخذ العبرة من سؤالك هذا أن أحدا لا يمتلك الحقيقة بمفرده ، فالحقيقة المؤكده أن اللجنة إتخذت قرارا بإقافك لمدة أسبوعين ولكن الحقيقة النسبية أو الباطل النسبي أنك مازلت تحملني وزر هذا القرار بمفردي بل وتتهمني بالتحامل وأنا أرفض هذا الاتهام جملة وتفصيلا وأنا القاضي الذي أأتمنه رب العالمين على مصالح الناس وقضاياهم وقد بذل الغالي والنفيس في سبيل أداء مهمة الحكم بين الناس لم يكن يبغي إلا إرضاء الله سبحانه وتعالى وراحة ضميره وفي سبيل ذلك ضحى بعمره وصحته وصاحبته أمراض السكر وضغط الدم والقلب ، لكي يأتي اليوم من هو في عمر أولاده ليتهمه بجرأة يحسد عليها بالتحامل وموت الضمير (استغفر الله العظيم لي ولك وأدعوه أن يسامحك على هذه السقطة العظيمة في حقي)
أما قولك (إن التقدم في السن لا يستتبعه بالضرورة تقدماً في العلم، فمن أين عرفت أنني أقل علماً ممن يكبروني سناً؟؟) ، أنا لم أقل لك يا بني أن التقدم في السن يستتبعه بالضرورة تقدما في العلم ، ولكننا على هذا الموقع نقيم كل بما يكتب ، كما لم أقل لك أنك أقل علما ممن يكبرك في السن ولكنك لا محالة أقل خبرة منهم ، فمن فتح الله عليه بالدراسة مسلك ولكنه أكبر منك سنا فإنه سيكون أعمق منك فهما لخبرته التي تفتقدها يا بني ، فأنت لست أقل علما ولا أقول بذلك حاشا لله ولكن أقل فهما وهذا ليس عيبا لأنه يتعلق بالخبرة ولا يتعلق بالتحصيل ، وكم من مسائل كنت أظن أنها من المسلمات وأنا في نفس عمرك والآن أراني أضحك من نفسي وقتها بعد أن من الله عل بالخبرة وفتح الله علي ابواب الفهم والإدراك في هذه المسائل وأدعوه سبحانه أن ينفعنا جميعا بعلمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا ويزيدنا علما.
أما عن مسألة صلب المسيح مرة أخرى فقولكم (أن كل استنتاجاتك عن صلب المسيح في مقالتكم مرفوضة تماماً ولا تزن أي شئ في ميزان الحق) ففيها عدة نقاط
1- لم أقل أن إستنتاجاتي هي الحق المطلق ، كما أنه لا يحق لك أن تقول هي الباطل المطلق والمستشف من قولكم(ولا تزن أي شئ في ميزان الحق).
2- أما عن قولكم مرفوضة فمتى طلبت منكم أو من غيركم قبولها ، هي حدود تدبري في كتاب الله وهي من باب الظن الذي لا يغني عن الحق شيئا ، وقد صرحت بذلك أكثر من رمة فقلت (أظن)
3- ثم متى نصبتم من أنفسكم حكما على ما أكتب أو يكتب غيري فيمكنك مثلا أن تقول (من وجهة نظري أن إستنتاجاتم عن مسألة صلب المسيح خطأ ولا تزن بالنسبة لي شيئا في ميزان الحق ، ولذلك فإنني أرفضها) ، وهنا تكون قد عبرت عن رأيك دون أن تدعي إمتلاك الحقيقة وحدك ولو كنا نحن من نمتلك الحقيقة وحدنا لما قال الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون" المائدة 48 ، وقال " يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون" المائدة105 ، وقال " قل اغير الله ابغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس الا عليها ولا تزر وازرة وزر اخرى ثم الى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون" الأنعام164 ، فتدبري في نصوص القرآن يا بني من باب إستباق الخيرات وليس من باب المعاجزة تعالى الله سبحانه وتعالى عن أي لغو في كتابة علوا كبيرا.
4- إعتبارك أن حجتي الوحيده فيما ذهبت إليه هو أن الله لم يقل (وما صلبوه يقينا) مع أن حجتي تتعدى ذلك إلي قوله سبحانه وتعالى (شبه لهم) ، فالشبه وقع لهم ولأعينهم ولم يقع للمسيح ، فظنوا وتخيلوا أنهم قتلوه وصلبوه ثم أن هذا التخيل قد يقع وبنص القرآن لقوله تعالى " قال بل القوا فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى"طه66 ، فالتخيل وقع لعين موسى ولكن الحبال والعصي لا تسعى على الحقيقة ، وكذلك فإن الشبه وقع لأعين من حضر هذه الحادثة ولم يقع لشخص المسيح عليه السلام والله تعالى أعلم
5- كما لو أننا راجعنا لفظ (شبه) و (تشابه) في القرآن نراها دائما تأتي على الجمع (البقرة 25 ، 70 ، 118 ، آل عمران7 ، الأنعام 99 ، 141 ، الرعد 16 ، الزمر23) فثمار الجنة متشابهة مع ما كان منها في الأرض والبقر قد تشابه على بني إسرائيل ، وتشابهت قلوب الكفار ، وهناك آيات متشابهات عكس المحكمات ، ويسخر الله سبحانه ممن يكفر بالله ويقول فتشابه الخلق عليهم ، القرآن هو أحسن الحديث متشابها وهي احدى دلائل عظمة القرآن وبقائه ، إذا فالخط العام في القرآن يأتي على الجمع وليس على الفرد أما الفرد فيكون النص هو (التخيل) ، فيكون قوله سبحانه وتعالى (شبه لهم) قد وقع على مجموع من حضر الحدث لا على المسيح عليه السلام
أما عن قولكم يا بني (والخلاصة أن حضرتك أخطأت خطأين هنا في مقالة صلب المسيح التي كتبتها، أولهما أنك استشهدت بالأناجيل وهذا لا يصح، إذ أن الأناجيل أصبحت موضع خلاف بين المسيحيين أنفسهم ولم يعد يعتد بها بعد أن ظهر عوارها، وثانيهما أنك لم تدقق في الآية الكريمة حتي تأتينا بالقول الفصل فيها) فأظن أني جاوبت على الشق الثاني من مآخذك علي وه عدم التدقيق ، أما عن إستشهادي بالاناجيل فاسمح لي أن أرد عليك بالآتي
1- كان إستشهادي من باب رد النتيجة عليهم وليس قبول ما توصلوا إليه
2- قال الله سبحانه وتعالى " وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين" المائدة 46 ، وقال تعالى " وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه...الآية" المائدة 48 ، ونتبين من هذين النصين أن الإنجيل وإن حدث فيه تحريف لقوله تعالى " فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون" البقرة79 ، فإن هذا التحريف لم يكن من الكثرة أن قضى على كل الحق ، فلم يكن تغيير كامل للكتاب ، ولكن الكتاب مازال به هدى ونور وهو هدى وموعظة ، ويمكننا أن نتبين الحق من الباطل فيه برد آياته للقرآن لأنه مهيمنا على ما عداه من الكتب ، فهل فهمت الآن يا بني لماذا إستدليت ببعض آيات الأنجيل ، فلو كان عندك رأي مخالف من القرآن فهاته وسوف نقول سمعا وطاعة.
3- ثم أراك قلت بالحرف الواحد (وأستطيع أن أكتب مقالاً أنفي فيه وضع المسيح علي الصليب بصورة علمية بحتة بعيدة كل البعد عن العاطفة مستشهداً بأقوال أكبر أساتذة جامعات اللاهوت في العالم أجمع بما فيهم جامعة هارفارد أعظم جامعة في العالم، هذا بخلاف المجامع الكنسية والمسكونية ومجمع الفاتيكان الذي يُعد قبلة المسيحيين في العالم علي أن يكون هذا البحث مدعماً بارقام الصفحات وأسماء المصادر المسيحية في الغرب والشرق...،) فأنت هنا تريد أن تأخذ بما قد عبت علي به ، بل أراك تخطيت الإنجيل الذي أخذت أنا ببعض آياته دليل بما لا يخالف القرآن الكريم ، إلي أقوال اساتذة اليهود وأقوال المجامع المسكونية والكنسية واقوال الفاتيكان فأكتفيت من دينهم بالمحرف فقط (الذين يكتبون الكتاب) ، بما كتبه علماءهم ينقض ما في دينهم وتأخذ علي أنني إستدليت بالإنجيل!
4- ونحن الآن لا نناقش عقائد النصارى واليهود ولكن نناقش فهمنا لآية في كتاب الله فلما لا تكتب لعل لديك حقا فنتبعه؟
ونأتي لردكم على قولي (كما أسمح لي أن اسألك لماذا أضفت المسيحية بين العقائد الباطلة ، المسيحية يا بني ديانة سماوية وجعل الله سبحانه وتعالى لها شرعة ومنهاجا ويجب أن تنافس مع أهلها في فعل الخيرات فهم خارج نطاق من كفرتهم ، ولكن هذا لا يعفيهم أن منهم من كفر وهو حسابه على الله وليس كلهم ، كما أن المسلمين أنفسهم منهم من كفر وحسابهم أيضا على الله.)
1- إسمح لي أولا أن أشرح قولي وأسببه وأسنده إلي آيات الله البينات في القرآن الكريم ثم نناقش ردكم جزئية جزئية ، لقد قلت أن المسيحية ديانة سماوية لقول الله سبحانه وتعالى " وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين" المائدة 46 ، وقال تعالى" ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" البقرة62 ، ثم أن الله قد فرق بين الديانة الحق والديانة الباطلة في قوله سبحانه وتعالى" ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ان الله على كل شيء شهيد" الحج17 ، فترى مع من وضع الله النصارى مع الذين آمنوا أم مع المجوس والذين أشركوا؟
2- ثم عندما قال الله سبحانه وتعالى (لكل جعلنا شرعة ومنهاجا) قالها على ديانات ثلاث ، اليهودية لقوله سبحانه وتعالى" وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين" المائدة 43 ، والمسيحية أو النصرانية لقوله سبحانه وتعالى" وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين" المائدة 46 ، والإسلام لقوله سبحانه وتعالى " وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه...الآية" المائدة 48 ، فأنا لم أساوي بينهم ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي ساوى بينهم من حيث مصدرهم جميعا فمصدرهم من عند الله وكتبهم من عند الله ، أما الكتاب الأخير فهو المهيمن وذلك عين الحق فإذا كان المصدر واحد للكتب الثلاث فالعبرة بالكتاب بالأخير وهو القرآن عند الاختلاف في الدنيا أما عن إختلاف فهمنا للنصوص فإن مرده لله سبحانه وتعالى وهو سوف ينبئنا بما كنا فيه مختلفين.
3- ورغم ذلك فمنهم كفار ، ويمكنك أن تقول الأكثرية وذلك أيضا لقوله تعالى (لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم) ولقوله تعالى (لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم) ، ولقوله تعالى (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بافواههم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون) ، أسمع يا بني لو أن كل أهل الكتاب قالوا ذلك إلا واحد ، لبقى منهم مؤمن واحد ولحق قول الله سبحانه وتعالى (ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية) ، وقد أضاف الله سبحانه وتعالى (من) التبعيضية لنعرف أن ليس كلهم ، ويقابلهم ممن قالوا إننا مسلمين (المنافقين) فهم أخوان متساويين في النار والعياذ بالله ، ولنتدبر قوله تعالى" الم تر الى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب لئن اخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احدا ابدا وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون" الحشر11 ، ولا عبرة كون من كفر من أهل الكتاب هم الكثرة ، فأيضا من نافق من المسلمين كثرة لقوله تعالى " وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون" الأنعام 116 ، فالأكثرية دائما على ضلال ، فهل تبينت قولي وقصدي منه؟
ونأتي في الرد على ما كتبت أنت ردا على ذلك
1- إستشهادك بالآية 52 آل عمران أن المسيحية ليست ديانة سماوية في غير محله ، فالله سبحانه وتعالى يقول " فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون" آل عمران52 ، لذل أنت قلت أن المسيحية لم تكن ديانة سماوية يوما ما ، وأسمح لي أن أعود فأشرح لك معنى كلمة الإسلام وفقا لفهمي لها ، والله تعالى الموفق
2- هناك معنيان لكلمة الإسلام ، المعنى الأول معنى عقائدي وهو (التوحيد) وذلك هو دين الله سبحانه وتعالى وتصبح كل الأديان التي تدعوا إليه هي (الإسلام) وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى " ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب" آل عمران19 ، ويقول سبحانه وتعالى " ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين" آل عمران 85 ، وهذا الإسلام بمعناه العقائدي تتبعه كل الرسالات السماوية والأديان التي أرسل الله سبحانه وتعالى بها الرسل قبل بعث النبي محمد عليه السلام ، وهذا النوع من الإسلام يكون فيه رسول الله محمد عليه السلام (من المسلمين) ، لقوله تعالى " انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وامرت ان اكون من المسلمين" النمل91 وذلك في باب العبادة والتوحيد ، وترى كل الرسل وأتباعهم قالوا أننا من المسلمين (يونس 72،90 ، الحج78 ، فصلت33 ، الأحقاف15 ، الذاريات36).
3- المعني الثاني للإسلام هو الدين الأخير الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على عبده ونبيه ورسوله محمد عليه السلام بقوله تعالى " حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم" المائدة5 وهنا يأتي الإسلام بمعناه التشريعي ، في باب الحلال والحرام على من أتبع الرسول وفي هذا الإسلام يكون الرسول عليه السلام هو أول المسلمين لقوله تعالى " قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) [سورة الأنعام] ، وقوله سبحانه وتعالى" قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)[سورة الزمر] ، فيكون النصارى مسلمين بالمعنى العقائدي وهو توحيد الله سبحانه وتعالى وفقا لما ذكره الله سبحانه وتعالى في الآية 92 من سورة آل عمران عن الحواريين ، وهم أيضا نصارى ومسيحيين كدين له قواعده وتشريعاته ، فهل وصلت الأن؟
4- تقول (إن هذا الملحوظة التي وجهتموها لي ذات مدلول خطير، فهي تعني أن القرآن قد نزل إلي أقوام دون آخرين) ، تقصد (هذه) لعلها غلطة مطبعية عند الكتابة وبسرعة كما يحدث مع الجميع ، وأقول لك معاذ الله سبحانه وتعالى أن أكون من الجاهلين الذين يقولون أن القرآن نزل إلي أقوام دون آخرين ، فلماذا إذا أسلمت أنا؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ، فإن الله سبحانه وتعالى قال (ومهيمنا عليه) وطالما أن القرآن هو المهيمن فهو الذي يرجع له عند الاختلاف ، فكيف نقول بتجزئة المخاطب( بضم أوله وفتح ما قبل آخره) بالقرآن؟
5- كما ينفي زعمك بأن هذا الكلام يعني أن القرآن لأقوام دون آخرين قوله سبحانه وتعالى" قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون" آل عمران 64 ، وواضح من سياق الآية أن الاسلام هنا في قوله (اشهدوا بانا مسلمون) هو إسلام التوحيد لأنه على قاعدة من قوله سبحانه وتعالى(الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا) ، هناك من الأدلة النقلية والعقلية والتي لا يمكن إنكارها أن القرآن جاء لكل البشر في كل زمان ومكان ، ولا ينفي ذلك أن أهل الكتاب مطالبين بالاحتكام لما في كتابهم شرط إيمانهم بالقرآن وعرضهم عند الاختلاف ما في كتابهم على القرآن ، أرجوا أن تكون قد وصلت أيضا.
6- ونأتي لقولك يا بني(لقد قمت بتأويل الآية المذكورة في سورة المائدة والتي تتكلم عن الشرعة والمنهاج تأويلاً ملئ بالخطأ،) ها أنت مرة أخرى تدعي إمتلاكك للحقيقة على خلاف الحقيقة ، وأنتظر منكم أن تدلونا على الخطأ في تأويلنا مع ذكر ما هو التأويل الصحيح حتى نتواصى بالحق وبالصبر ، الأمر على خلاف ما ذكرت يابني فقد تدبرت الآية ولا أدعي أن تدبري هو الصحيح مائة بالمائة ، ولكن نظرت في سياق الآيات فوجدت أن الله سبحانه وتعالى تكلم أولا عن التوراة وموسى ، ثم الانجيل وعيسى ثم القرآن ومحمد في أسلوب المخاطب في قوله (وانزلنا اليك) ثم أردف ذلك كله بقزله (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) ففهمنا أن الشرعة هي النص وهي إما التوراة أو الإنجيل أو القرآن والمنهاج هو أداء الرسول إما موسى أو عيسى أو محمد عليهم جميعا السلام.
7- ونأتي لقولك (لقد قمت بالتعميم في مقالتك، فقررت أن معظم المسيحيين مؤمنين وأن القلة القليلة منهم هي الكافرة) يبدوا يا بني أنك كنت تقرأ مقالة أخرى ، فأرجوك أن تدلني في أي المواضيع ذكرت ذلك ، أنا لم أقل أن معظمهم مؤمن ولم يحدث مني ذلك فأرجوك ذكر النص وموضعه حتى نرى فلو قلت أنا ذلك فهو خطأ أستغفر الله منه مع أنني على يقين أنني لم أقل ذلك.
8- ونأتي لقولك (أما المسلمين وإن كان معظمهم مذهبيين ويؤمنون بعقائد تخالف القرآن الكريم، فيجب ألا ننسي أنهم يحملون الحق في أيديهم إن لم يكن في قلوبهم وهذا بالطبع لا يتوافر في أهل الكتاب.) هذا يا بني قول خطأ لأن أحدا لا يحمل الحق في يديه ، وكل منا يظن أنه على الحق ، ونحن نوقن أن قول لا إله إلا الله حق ونؤمن أن القرآن حق ولكن يبقى فهمنا نسبي قاصر ، وأرجو أن ترد على ما ذكرته الأخت أمل نقلا من كتابات السيد / روحو عن إيمان بعض الشيعة وغلاتهم بتحيف القرآن ، بل ويؤمنون أن هناك قرآن آخر هو قرآن فاطمة وهو الصحيح ، بل وأضيف أن السنة أيضا يؤمنون أن الداجن أكلت آيات من القرآن وأن سورة الأحزاب كانت أكبر من البقرة وبكل هذا التخريف فأين هي تلك الحقيقة التي يحملونها في أيديهم وقلوبهم؟ لو كنت تقصد كتاب الله ، فبعد ما ذكرت لك نذكر قوله تعالى (كالحمار يحمل أسفارا).
9- ونصل لقولك (فبصراحة يا أخي وأستاذي الكريم شريف هادي أنه قد ساءني كثيراً ما كتبت في مقالاتك التي تتعلق بصلب المسيح وقولك بأن المسيحية شريعة سماوية يجب اتباعها كالشريعة الإسلامية سواء بسواء) ، بالنسبة لمقالتي التي تتعلق بصلب المسيح فهي ليست أكثر من تدبر في كتاب الله قد يكون صح وقد يكون خطأ ، وأعلن للجميع أن إيماني المجرد هو أن المسيح لم يقتل ولم يصلب ، وما كتبته من باب التدبر الذي أظن أن النص يحتمله والله سبحانه وتعالى أعلم وأجل .
10- أما قولك (وقولك بأن المسيحية شريعة سماوية يجب اتباعها كالشريعة الإسلامية سواء بسواء) المسيحية نعم شريعة سماوية فهي قائمة على كتاب الإنجيل ، دون نقض للتوراة مبلغ علمي أن الإنجيل والتوراة كتابان سماويان من عند رب العالمين ونحن كمسلمين مطالبين بالإيمان بهما ككتابان سماويان ، قال تعالى" امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير" البقرة 285 ، فمبلغ إيماني بأن المسيحية ديانة سماوية هو نفسه إيمان الرسول عليه السلام ، في قوله تعالى (وكتبه) ، أما قولك أني قلت (يجب إتباعها كالشريعة الاسلامية سواء بسواء) فهذا ما لم أقله إطلاقا ولم يصدر مني وأرجوك أن توجهني للرابط ولموضع الكلام ، فلو كنت قلته فإني أستغفر الله سبحانه وتعالى ، وكيف أقوله وكنت يوما عليها وتركتها للإسلام؟
11- وننتهي لقولكم (وما يستتبعها من إنكار لبديهيات كثيرة تمثل حدوداً دنيا للمسلم وأن من ينكرها يخرج عن الإسلام بلا مراء) هذا القول يا بني يضاهي قول أهل السنة ( إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة يعتبر كفر) وقد توسعوا فيما هو معلوم من الدين بالضرورة وكفروا الناس ، كان لزاما علي أن تضع لنا تصورك عن هذه الحدود الدنيا ، حتى نصل لتعريف واحد ، لمعنى المسلم ، ونتناقش فيه.
12- ونأتي لقولكم (لقد عقدت مقارنة ببين الإنجيل والقرآن وما كان لكم ذلك، فقد قررتم أن الإنجيل الحالي هو كتاب الله، وقد شرحت تلك النقطة باستفاضة قبل ذلك وقررت أن هذا مستحيل) ، أقول لك يا بني حتى علما أهل السنة والجماعة قالوا فيما قالوا أن قراءة كتب الأولين (التوراة والإنجيل) حكر على العلماء لأن فيها حق وباطل والخوف أن من يقرأها يفتن بالحق فيشرب الباطل أو يفتن بالباطل فينكر الحق ، وذلك لأنه أولا أختلف في معنى التحريف هل هو تحريف لفظ أم تحريف معنى ، ومن قال بتحريف اللفظ إستشهد بقوله تعالى (فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون) البقرة79 ، ومن قال بتحريف المعنى إستشهد بقوله تعالى" فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح ان الله يحب المحسنين" المائدة13 ، وفي كل الأحوال نحن مطالبين بالإيمان بما أنزل على موسى (التوراة) وما أنزل على عيسى (الإنجيل) عليهما السلام ، لقوله تعالى" قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون" آل عمران84 ، أما معيار الحق من الباطل بعرض ما في كتب الأولين على القرآن فما توافق معه حق وما أختلف معه باطل ، وأنا لم أفعل أكثر من ذلك.
13- أما قول من قال (أن الذين يتصورون ان الله سوف يحكم على عقيده الأنسان ويجعلها الفيصل في دخول الجنه و النار, هؤلاء هم واهمون, كيف يرسل الله أناس أعمالهم صالحه الى نار أبديه لانهم لم يقتنعوا بشيء لم يروه أصلا, ولا حجه قاطعه بوجوده , اليس هذا ظلم. هل لكي يدخل الإنسان الجنة أن يعمل صالحاً فقط بغض النظر عن الإيمان بالله الجواب: نعم.
فيكون ملحداً إن أراد، أو مسيحياً إن أراد، أو بوذياً إن أراد؟؟ الجواب: لا , الامر ليس بأرادته , بل بالقناعه, فأذا أقتنع أحد بالبوذيه, وطبق الأخلاق الحميده فيها والتي تتفق مع أخلاقيات الاسلام, فهو الى الجنه) فأنا أرفض هذا القول جملة وتفصيلا ، فالمشرك والكافر والملحد وكل من لا يؤمن بأن الله واحد لا شريك له ، ما نعرفه وما أخبرنا به رب العزة أنه لن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ، فالقول بأ من إقتنع بالبوذية وطبق الأخلاق الحميده التي تتفق مع أخلاقيات الإسلام رغم علمه بالاسلام وبنبي الاسلام سيخل الجنة وسيقبل منه هذا هراء وإفتراء على رب العالمين أستغفر الله تعالى منه .
14- وأخيرا قولكم (إن المسلم يمتلك حقائق مطلقة كثيرة دون غيره من ذوي العقائد الأخري، ولو قام بجحود أي شئ منها ونكرانه عن عمد فقد خرج من ربقة الإسلام تماماً، وإليك بعض تلك الحقائق:الله واحد لا شريك له- القرآن كتاب مهيمن علي ما سواه من الكتب- القرآن هو الكتاب الوحيد المحفوظ والمرسل للعالمين ليعملوا به ولا يعملوا بسواه من الكتب- الكتب السماوية التي تسبق التوراة والإنجيل محرفة ولا توجد نسخة أصلية بين أيدينا حتي الآن، وإن حدث وظهر في المستقبل بعض النسخ الأصلية فإنها سوف نجدها تأمرنا بإتباع النبي الأمي المكتوب في التوراة والإنجيل- المسيح لم يصلب أي لم يتم وضعه علي الصليب- النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم هو خاتم النبيين فلا نبي بعده.... الخ)
أراك يا أخي خلطت بين أصل الأصول وهو (أن الله واحد لا شريك له) وبين الفروع وهي (نطاق الحفظ) في قوله تعالى "انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" الحجر 9 ، فكل منا يتفهم نطاق الحفظ وماهيته بخلاف الآخر ولا شيء في ذلك ، فمثلا من قال أن الله قد أطلق لفظ الذكر على التوراة والإنجيل ، كما أطلقه على القرآن ، فيكون الله قد حفظ القرآن من عبث العابثين ، فبحفظه سبحانه للقرآن يكون قد حفظ باقي الكتب السابقة عليه بالتبعيه لأن التحريف الذي طرأ عليها أصبح معروفا ومكشوفا برده للقرآن المهيمن على ما عداه ، فهل من قال ذلك كفر؟ ، وهل من تصور أن المسيح تعرض للصلب ولكنه لم يموت على الصليب ولم يشعر بعذابه كما لم يشعر الخليل إبراهيم عليه السلام بحر النار محاولا إعادة فهم قوله تعالى (شبه لهم) ، يكفر بالله سبحانه وتعالى؟
أقول لك الحمد لله أن الله سبحانه وتعالى لم يجعلك وكيله على الجنة أو النار وإلا هلكنا جميعا.
ولي كلمة للأستاذ / زهير الجوهر قبل أن أختم رسالتي ، أستاذ زهير إن فهمكم بأن نفي قتل المسيح أو صلبه مردود على قول اليهود فقط ، ولا يعني بالتبعية أن الرومان مثلا لم يقتلوه ولم يصلبوه ، فهم قاصر لا يقول به من هو مبتدأ ، فضلا عن أستاذ كبير مثلكم ، فمن المعروف تاريخيا أن اليهود هم المحرضين على المسيح عليه السلام ، ومن المعروف أن المحرض شريك في الفعل ، فمثلا لو قمت سيادتك بتحريضي على قتل شريف أحمد ، فكلانا سيأخذ نفس العقوبة وفقا للقوانين والتشريعات المدنية بإعتبار كل منا فاعل أصلي ، فلما ينفي الله سبحانه وتعالى الفعل والجريمة عن أحد الفاعلين الأصليين فإن معنى ذلك أن الجريمة لم تكتمل في حق باقي الفاعلين ، فلما يقول الله سبحانه وتعالى (وما قتلوه وما صلبوه) فإن النفي يمتد لا ليشمل اليهود فقط بل ليشمل كل شريك في الجريمة لأنها لم تتم في حق أحد الشركاء فلا يتصور عملا تمامها في حق باقي الشركاء ، هذا كلام يخالف العقل والمنطق.
ابني شريف أحمد
مازلت أخاف عليك وأتمنى لك التوفيق والسداد اكبت جماح قلمك ، وأمسك عنفوان غرورك ، وعندها ستجد الجميع معك ويتواصون معك بالحق والصبر ، ويكمل بعضنا بعضا ، هذه رسالتي الثانية لك ، ولكل غيور على الإسلام من نبعه الصافي القرآن الكريم ، تحلوا جميعا بأخلاقه وتأدبوا بآدابه تنالوا سعادة الدارين
ألا هل بلغت اللهم فأشهد
شريف هادي

اجمالي القراءات 13870