رغم تهديد تنظيم الشباب له بالقتل
عصا التحالف الدولي تدفع "داعش" للاهتمام بالصومال
تقول الحكومة العراقية إنها على أعتاب تحرير الرمادي من قبضة داعش بعد أيام من سيطرتها على مدينة "بيجي"، ويرد التنظيم بأنه يذيق الجيش العراقي وميلشياته أشد العذاب في الرمادي بعمليات انتحارية وتفجيرات.
وبغض النظر عن أي الروايتين أصح يبدو أن النظام العالمي لن يتهاون في قراره بتقويض نفوذ التنظيم الذي بات يحكم أراضٍ بحجم دولة عربية خاصة بعد عمليته الأخيرة في فرنسا التي خلفت قرابة الـ150 قتيلا.
التحالف الدولي لا تتوقف ضرباته الجوية للتنظيم التي كانت بريطانيا آخر المنضمين له مطلع الشهر الجاري ووجهت ضربات لآبار نفط يسيطر عليها التنظيم في الرقة بسوريا، وسبقتها روسيا في حربها على التنظيم، وفي منتصف الشهر أعلنت المملكة العربية السعودية عن تحالف عسكري إسلامي يضم 34 دولة لمحاربة التنظم بعد أيام من تصريح جون كيري وزير الخارجية الأمريكية بضرورة وجود تقاتل على الأرض في سوريا لأن الضربات الجوية وحدها لن تجني ثمارا.
السؤال هنا .. ما بديل التنظيم إذا فقد أراضيه سواء في العراق أو سوريا حيث إمبراطوريته الكبيرة؟
الرد يمكن اقتباسه فيما نشرته صحيفة "الواشنطون بوست" الأمريكية إذ قالت بالأمس إن تنظيم داعش يحاول توسيع أراضيه بإنشاء إمارة جديدة على بعد 2000 ميل من سوريا أي الصومال.
الصومال
ورغم تهديد تنظيم "الشباب" الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة صاحبة الحضور الطويل في الصومال، لأعضاء داعش بالموت، ولكن هذا لم يوقف سيل المقاتلين لها كما بينت الصحيفة، ملمحة إلى أن هذا يثير القلق أمريكا التي استثمرت مئات ملايين الدولارات في صورة مساعدات للحكومة الصومالية الجديدة و الحملة العسكرية ضد الإسلاميين المتشددين.
وتابعت:" الصومال ستكون مكافأة كبيرة لداعش، فهي تملك أطول ساحل في القارة وحدودها ملاصقة لحلفاء أمريكا الثلاثة إثيوبيا وجيبوتي و وكينيا”.
وكما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكان فإن تمكن داعش من الصومال ربما يجعلها تهدد فيما بعد بالتحرك تجاه كينيا.
ووسع تنظيم داعش بالفعل موطئ قدمه خلف سوريا والعراق بمليشيات في أفغانستان وليبيا واليمن ونيجيريا و وعدة دول أخرى بايعوا الخليفة أبو بكر البغدادي، بينما حضورها في الصومال ما زال صغيرا، ولكن طموحها هناك كبير.
تجنيد
وأفردت الصحيفة أن منذ شهور طويلة يقود تنظيم الدولة حملة تجنيد في الصومال، وفي أكتوبر أعلن أحد الشيوخ المؤثرين يدعى عبدالقادر مؤمن انضمامه للجماعة مصطحبا معه 20 من أتباعه.
اهتمام داعش بالصومال كما يرى الدكتور ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية والخبير في الحركات الإسلامية يعود لكونها دولة هشة، فالحكومة ضعيفة وأراضيها واسعة وبعيدة عن سوريا والعراق التي بدأت تخسر الأراضي التي تسيطر عليها هناك.
وتعاني الصومال من اضطرابات مستمرة ومصادمات بين تنظيم الشباب والحكومة الصومالية، وأعلنت الحكومة بالأمس منع الاحتفال بأعياد "الكريسماس" في البلد، معللة قرارها بأن مثل هذه الاحتفالات مخالفة لقيم المجتمع، وقد تؤدي إلى اعتداءات من قبل متطرفين وهو ما يعكس قدر الاضطرابات وضعف سيطرة الحكومة على الأوضاع الأمنية.
وكما يكمل إبراهيم في حديثه لـ"مصر العربية" فإن داعش بدأ في الانهيار التدريجي وعزمت الدول الكبرى على هزيمته وبدأ فقدان بريقه، لذلك يفكر في بديل وعلى رأسه التسلل تدريجيا للصومال لبعدها عن مقر ما يسمونه "الخلافة".
الشباب
وعن تهديد جماعة "الشباب" للتنظيم أفاد الخبير بالحركات الإسلامية بأن الصومال به مساحات شاسعة وأينما وجد تنظيم الدولة في مكان به القاعدة سوف تنشق القاعدة لفريقين الأول يبايع أبو بكر البغدادي زعيم داعش والثاني يظل على عقيدته.
وأشار إلى أن ليبيا ستكون بوابة داعش للمرور إلى الصومال، مبينا أنها ستتنامى تدريجيا في الصومال حتى يصبح لها حضور قوي ومن ثم تشرع في مهاجمة بعض حلفاء أمريكا مثل كينيا في مدة قد تستغرق 4 سنوات، ليستفيق العالم على تأثير داعش في الصومال ويبدأ محاربته من جديد.