تسود حالة توتر في العلاقات بين مشيخة الأزهر الشريف، والمملكة العربية السعودية، بعدما اعتبرت المؤسسات والهيئات الدينية فى الرياض قيام وزارة الأوقاف المصرية بمصادرة كتب محمد بن عبد الوهاب، وابن باز، وابن عثيمين، وابن تيمية، وشيوخ السلفية، مثل أبي إسحاق الحويني، ومحمد حسان، وياسر برهامي، عملًا لا يليق بعمق العلاقات بين البلدين.
وكشفت مصادر أزهرية - رفضت ذكر أسمائها - لـ"التحرير" أن مستشاري الشئون الدينية لملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، أجروا اتصالات هاتفية - خلال الساعات الماضية - بالدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، معبرين فيها عن استيائهم الشديد من الأمر.
وكانت وزارة الأوقاف قد سحبت العديد من الكتب المحسوبة على التيار السلفي من مكتبات المساجد بدعوى أنها تدعو للتطرف والتشدد، ومن أجل غلق الأبواب أمام انتشار الأفكار الشاذة، طبقًا لوجهة نظرها.
وطالب الجانب السعودي خلال الاتصالات بضرورة الحد من المصادرة، بل وقف تفعيلها أيضًا، حيث اعتبر المسؤولون السعوديون أن الأمر "غير مرحب به".
وأكد مستشارو الهيئات الدينية السعودية للدكتور أحمد الطيب انزعاج الملك سلمان الشديد من قرار الأوقاف، معتبرين إياه "حربًا شرسة" على ابن عبد الوهاب وشيوخ السلفية فى مصر، مطالبين بضرورة تدخل المشيخة لدى الوزارة "حتى لا تحدث بلبلة بين الدولتين"، موضحين أنه لا يليق بالسعودية أن تصادر كتب الشعراوي وعلماء الأزهر أصحاب الفكر المعتدل بالمملكة، كنوع من رد الفعل على هذه الواقعة.
وعلى إثر ذلك، ذكرت المصادر أن شيخ الأزهر طالب وزير الأوقاف، مختار جمعة، بوقف مصادرة الكتب، حتى لا يؤثر الأمر على العلاقات بين مصر والسعودية، وفي المقابل، أكد الوزير أن الأوقاف لن تقدم على أي عمل قد يؤثر على مكانة الأزهر فى السعودية، أو يأتي بثمار سلبية على مستقبل العلاقات بين البلدين، خاصة فى هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة العربية التى تشهد صراعات فى الداخل والخارج.
وبالفعل أوصى جمعة - طبقًا للمصادر - وكلاء مديريات الأوقاف بالمحافظات بعدم تفعيل القرار على كتب ابن عبد الوهاب، وابن تيمية، وشيوخ السلفية، حتى إن كانت هذه الكتب ينطبق عليها قرار الوزارة الذي يقضي بمصادرة "أي كتب تدعو للتشدد أو العنف، حفاظا على الشباب من الأفكار الشاذة"، مع استمرار التنفيذ على كتب حسن البنا وسيد قطب والقرضاوي، وأدبيات جماعة الإخوان المسلمين.