النيابة تستدعي ضباطا من مباحث الأحداث في الإسكندرية للتحقيق في واقعة تعذيب معاق ذهنيا
النيابة تستدعي ضباطا من مباحث الأحداث في الإسكندرية للتحقيق في واقعة تعذيب معاق ذهنيا

في الثلاثاء ١٤ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

عمليتان جراحيتان في المخ والكتف للضحية.. وعندما أفاق قال: «اللي ضربوني حرامية لابسين بوليس»
أمر المستشار ياسر بطة- رئيس نيابات شرق الإسكندرية- باستدعاء العقيد أشرف عبد القادر والمقدم أكرم سليمان رئيس ووكيل مباحث قسم رعاية الأحداث بمديرية أمن الإسكندرية لسماع أقوالهما في المنسوب إليهما بموجب المحضر رقم 10761 لسنة 2008 إداري سيدي جابر المحرر من د. إلهامي محمد منير اتهمها فيه بالاعتداء بالضرب المبرح علي شقيقه المعاق ذهنياً- رجائي محمد منير 46 سنة- بعد قيام قوة من رعاية الأحداث بالقبض عليه أثناء سيره بمنطقة مصطفي كامل وضربه أمام المارة الذين شهد بعضهم بالمحضر واصطحابه إلي مديرية الأمن ثم الاعتداء عليه باستخدام الشوم والعصي بواسطة الضباط والمخبرين.
وأثبتت التقارير الطبية الصادرة من المستشفي الجامعي الرئيسي- الميري- بالإسكندرية والمستشفي الألماني إصابة المجني عليه بإصابات مباشرة بالمخ وحدوث نزيف دموي بالفص الأمامي من المخ بالجهة اليمني وارتجاج وتورم، بالإضافة لوجود كسر بعظمة العضد الأيسر ودخوله في غيبوبة متقطعة بعد اجراء عمليتين جراحيتين دقيقتين للمجني عليه بالمخ والكتف اليسري ومازالت حالته خطيرة.
وقال د. إلهامي شقيق الضحية لـ «البديل»: اختفي شقيقي رجائي محمد منير (46 عاماً) معاق ذهنياً بعد خروجه من المنزل يوم 22 يوليو الماضي، وعثرت عليه بعد عدة أيام من البحث بقسم العناية المركزة بالمستشفي الجامعي وكانت حالته خطيرة وفوجئت بوجود  مخبرين علي باب قسم العناية المركزة لحراسة شقيقي» اللذين طلبا مني انتظار «الباشا» الذي حضر بعد دقائق قليلة من مكالمة المخبرين له هاتفياً، فعرفني بنفسه أنه المقدم أكرم سليمان، وكيل قسم رعاية الأحداث بمديرية أمن الإسكندرية، وقال لي إنه ألقي القبض علي شقيقي للاشتباه ثم وقع من علي سلم المديرية أثناء وجوده هناك، ثم عرض علي علاجه علي نفقة الداخلية لكني رفضت وانصرف تاركا المخبرين علي باب الغرفة رغم عدم وجود قرار تحفظ علي شقيقي في النيابة.
وانتظرت بعدها بفارغ الصبر حتي أفاق أخي من غيبوبته المتقطعة لأستعلم منه عما حدث، فإعاقته الذهنية تجعل نموه العقلي أقل  من عمره الزمني فهو يفكر كطفل صغير وكان ما قاله نصاً بعد ما أفاق من غيبوبته: «يا اخويا الناس الوحشين ضربوني بالعصيان والبوكسات دول حرامية وحشين لابسين بوليس».
وذهبت إلي موقع الحادث وقابلت العديد ممن شهدوا الواقعة ودلني أحدهم علي شخص تبين لي أنه نجل لحارس أحد العقارات بالمنطقة، وتم القبض عليه لدفاعه عن شقيقي، وعندما قابلته قال لي إنه رأي وقائع الاعتداء علي شقيقي وعندما قال للضابط: يا باشا حرام عليك ده شكله معاق ذهنياً فوجئ بالضابط يقول لمخبريه: «طب خدوا ده معاه» وتم اصطحابهم إلي مديرية الأمن ورأي المخبرين ينهالون بالضرب بالعصي والشوم علي أخي حتي فقد الوعي ونقلوه إلي أحد المستشفيات، ثم أطلقوا سراح الشاهد.
وقال شقيق الضحية: «بعد تحرير المحضر وادلاء الشاهد بشهادته فوجئت بأهل الشاهد يبلغونني انهم ناس غلابة ومش حيقدروا يعادوا الحكومة بعد أن تعرضوا لضغوط شديدة لتغيير ابنهم الشاهد أقواله حتي إن سيارة شرطة اصطحبته لتغيير أقواله أمام النيابة».
وأفاد مصدر قضائي لـ «البديل»: «أن التراجع عن الشهادة وتغييرها في مثل هذه الحالات لا قيمة له لأن المحقق يكون مدركاً لتعرض الشاهد لضغوط، وهو أمر أصبح شائعاً خاصة في حالات التعذيب وأن النيابة العامة تتعامل مع هذه الوقائع باهتمام شديد وحس قضائي عال». وتقدم مركز النديم ببلاغ للنائب العام ليصدر أوامر بضبط وإحضار الضباط المتهمين لضمان تحقيق العدالة وعدم تأثيرهم علي الشهود

اجمالي القراءات 3656