داخل مستشفى المطرية بغرفة العناية المركزة، يرقد محمد معوض "معاق ذهنيا"، يعاني من غيبوبة على فترات متقطعة بعد تعرضه للتعذيب، حسب تصريحات سارة ربيع المحامية بمركز الحقانية للمحاماة والقانون.
لم تستطع النيابة حتى الآن أخذ أقواله، لعدم سماح حالته الصحية لاستجوابه، وفقا لتقرير المستشفى، نظرًا لحالة فقدان الوعي التي يعاني منها، كما لم تستطع أسرته معرفة ما حدث إلا خلال الفترات البسيطة التي يستعيد فيها وعيه.

يروي محمد ما تعرض له، -حسب أسرته- بأنه تم الاعتداء عليه بالضرب وربطه من قدمه وركله في بطنه وصدره داخل قسم المطرية، بدأ بعدها المعاناة من نزيف في فمه وأنفه، ونقل لمستشفى المطرية أكثر من مرة، لكنه لم يحتجز بها، وبعد تدهور حالته، توجهوا به إلى مستشفى الدمرداش والتي رفضت استقباله بسبب الكلابشات الموضوعة في يده، فعادوا به مرة أخرى لمستشفى المطرية، ليخضع لعملية استئصال أجزاء من المعدة، ويرقد بالعناية المركزة الآن.
 

وتكشف سارة ربيع المحامية بمركز الحقانية للمحاماة والقانون لـ”مصر العربية”، ما حدث موضحة أن الأمر بدأ ببلاغ عن تعذيب معاق ذهنيا، وهو الأمر المثبت بشهادة من مستشفى الصحة النفسية بالعباسية.

وتشير إلى أنها توجهت بصحبة شقيقه صباح أمس الاثنين، إلى نيابة المطرية، لمتابعة التحقيق، لكن رئيس النيابة رفض التحقيق، وأرسلها إلى قسم الشرطة لكنها رفضت، متوجهة إلى نيابة شرق القاهرة الكلية وقدمت شكوى وتلغراف للنائب العام برقم 985/13 بتاريخ 2 نوفمبر لسنه 2015.

وأوضحت سارة، أن مدير النيابة، محمد شعير، رفض في البداية تحرير محضر ضد ضباط وأمناء قسم المطرية واتهامهم بالتعدي بالضرب والتعذيب على الضحية، قائلا لها :”اعملوا محضر في القسم الأول"، لكنها استطاعت تحرير محضر داخل نيابة شرق، وإرساله لنيابة المطرية مرة أخرى، وجاءت نتيجة التحقيق بتكليف فريق البحث بالتحري عن الواقعة وظروفها وملابساتها وهل هناك اعتداء على المجني عليه.
وأضافت أنه محبوس على ذمة قضية منذ العيد، ويجدد حبسه فيها، كانت آخر الجلسات اليوم وانتهت بتجديد حبسه أيضا، مشيرة إلى أنه قانونيا يعتبر "فاقد الأهلية" لإعاقته الذهنية، مؤكدة أن المحكمة حتى الآن لم تُدِنْه وهذا لا يبرر واقعة التعذيب.

وأشارت إلى أن النيابة حاولت أمس أخذ أقواله، لكن المستشفى أقرت أن حالته الصحية لا تسمح بذلك.