ولن تجد لسنة الله تبديلا
أنصار السنة الربانيه

Abo Al Adham في الجمعة ٢٠ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

في الذكرى الثانية عشر لوفاة والدي يونيو 2006

انشر إحدى أبحاثه بين أيديكم فهذا البحث لم ينشر الى وقتنا هذا وله الكثير من تلك الابحاث سننشر بعضها بأذن ومشيئة الله وقد نشرت بعضها من قبل على صفحتي بموقع أهل القرآن

أنصار السنة الربانيه

هناك منظمات كثيرة تدعو إلى أقامة الكتاب الثاني بعد القرآن وتهتم بتنفيذ أوامر هذا الكتاب الذي يعتبرونه مصدراً مهيمناً على القرآن وإن كانوا ييقولون أنه المصدر الثاني إنما في أعتقادهم هو المصدر الأول والقرآن قد يكون المصدر الخامس ان صح التعبير ويرون أن عمدة المؤلفات لهذا الكتاب هو ما يسمونه صحيح البخاري فهم يعتبرون البخاري المصحف الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وطالما جاء الحديث في البخاري فالطعن في هذا الحديث كفر صريح ومن يرد فيه بإلحاد بظلم يذيقونه من عذاب أليم وهذه المنظمات كثيرة تعد بالعشرات ومن داخل هذه المنظمات يخرج الأرهابيون المتمسكون بالأحاديث البخارية الإرهاربية ومن المؤسف أن أكاديمية الأزهر تشجع هؤلاء بطريق غير مباشر بتمسكها بالاباطيل البخارية وأعلم وأنا أكتب هذه السطور أنهم عندما يقرأون هذا الكلام سوف يقرأون فاتحتي وأنا أرحب بهذا لأدخل الجنة مع الصديقين والشهداء والصالحين فهم بهذا العمل سيخدموني إن كان قد كتب الله لي نهاية الأجل فياليتهم يفعلوا ذلك وأذهب إلى ربي وأرتاح من الدنيا ومنهم
هذا وإن تلك المنظمات الدينية على رأسها منظمة كبرى تقوم دولة خدام الحرمين مصدر عبادة الإلاهين بدعمها وتسمي نفسها
( أنصار السنة المحمديه )
إنها كلمة فظيعة أفظع من كلمة خدام الحرمين إنها طعن في شخص الرسول ذاته لو كانوا يعلمون
من قال سنة محمديه أو سنة مسيحيه أو سنة موسويه أو سنة إبراهيميه أو سنة نوحيه أو سنة آدميه
وإنما الجميع مطالبون بسنة ربانية وأن يكونوا أنصار السنة الربانيه
( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ )( سورة الشورى الاية 13 )
التشريع واحد من نوح إلى خاتم النبيين ولما كان ليس من حق أحد أن يسن شرعاً غير الله وحده فهو المشرع ولا يترك هذا لأحد يتسأل ربنا عن الذين يدّعون السنة التشريعيه لغيره فيقول ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ )( سورة الشورى الاية 21 )
ولما أحس المسيح بكفر بني إسرائيل قال كلمته المشهوره ( مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ )( سورة آل عمران الاية 52 ) لم يقل من أنصار سنتي وسنة أتباعي وهم أي الحواريون لم يقولوا نحن أنصار سنتك وإنما قالوا بكل إيمان وإسلام صادق ( قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ )( سورة آل عمران الاية 52 و 53 )
من ذلك نعرف أن المسيح والحواريين جميعهم أنصار السنة الربانيه إن صح التعبير فهم أنصار الواحد القهار وقلنا وأسلفنا أن رسول الله الذي نزل عليه القرآن لم يأتي بكتابين وإنما جاء بكتاب واحد وإن أردنا سنةً فهو سنة الله لعباده وإن أردنا شرعاً فهو شرع الله الحكيم وإن أردنا الحكمة فهو الحكمة قال تعالى ( ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ )( سورة آل عمران الاية 58 )
وجميع كتب الرحمن التي أنزلها على عباده حكمة فهذا المسيح يقول لقومه أنه جاء بالحكمة ( وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ )( سورة الزخرف الاية 63 )
فالحكمة هي روح الكتاب فالذي يقرأ بدون تدبر مثله كمثل الحمار يحمل أسفاراً ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا )( سورة الجمعة الاية 5 )
عندما يحْملُ الحمار أسفاراً فأي حكمة تأتي منه أو عندما يقرأ الإنسان القرآن ولا يتدبره فهو قفل على قلبه أغلقه عليه قال تعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )( سورة محمد الاية 24 ) فالحكمة ليست كتاب أخر وإنما الحكمة هي روح القرآن ( يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ )( سورة يس الاية 1 و 2 )
إذاً فالحكمة داخل القرآن لا خارجه وليست كتاب أخر غير القرآن ( الم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ )( سورة لقمان الاية 1 و 2 ) وقال أيضاً ( تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ )( سورة فصلت الاية 42 )
إذاً فالحكيم ينزل الحكمة في كتابه الحكيم والعليم ينزل العلم في كتابه العلي الحكيم ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ )( سورة الزخرف الاية 4 )
إذاً فالحكمة صفه من صفات القرآن ومن أسماء القرآن ( الْحَكِيمِ )
ويحى أمره الله أن يأخذ الكتاب بقوة وأتاه الحكم صبيا فالحكمة هي فقه الأمور من تدبر الكتاب الحكيم ( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا )( سورة مريم الاية 12 )
والله عندما يقول لنبيه أنه أنزل عليه الكتاب والحكمة ليس معناها آتاه كتابين فهو أعطاه كتاباً واحداً هو القرآن العظيم أما الحكمة فهي فقه القرآن وتدبره
وكيف يكون محمداً رسولاً ونبياً وخاتم النبيين ولايكون حكيماً بل أحكم الناس على الأرض وتعالى الله أحكم الحاكمين قال تعالى ( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )( سورة البقرة الاية 269 )
وعندما قال ربنا عن رسوله النبي الخاتم ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ )( سورة آل عمران الاية 164 ) فآيات الله هي التزكية بعينها فبالآيات يزكيهم رسول الله النبي الخاتم والذين من بعدهم يزكيهم ورثة الكتاب بتلاوته عليهم ( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) فالكتاب والحكمة والقرآن العظيم شيئاً واحداً فلو كانا شيئان لقال ويعلمهم الكتاب ويعلمهم الحكمة وحسبنا آية سورة الجمعة يقول تعالى فيها ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ )( سورة الجمعة الاية 2 ) فلو كان الأمر لا يتعلق بموضوع واحد لكان هناك آيات وتزكية وكتاب وحكمة أي أربع أشياء فمن الممكن القول أنهم أربع كتب ولكنه كتاب واحد هو ( آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) كله القرآن العظيم
وقد منّ الله على رسوله بما أتاه فقال ( وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا )( سورة النساء الاية 113 )
وأمر الله رسوله أن يعلم المؤمنيين الكتاب والحكمة ويزكيهم فالكتاب قراءة القرآن والحكمة فهم القرآن ذاتياً ليس في كتاب أخر فعندما يقفوا سوياً عند آية يتفقهوها سوياً فيعرفون قرأتها ويعرفون حكمتها ومن بعد رسول الله لم يترك ربنا الأمور للأهواء وإنما ( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )( سورة البقرة الاية 269 )
فالحكمة هي فقه القرآن بشرط الذي يريد الحكمة وفقه القرآن أن يرفض أي كتاب أخر غير القرآن يتفقه به فالقرآن وحده يكفي وفيه الحكمة والتزكية بشرط أخر قرأة القرآن بحد آدنى ثلث الليل يومياً لان الحكمة لا تأتي إلا بطاعة الله قال تعالى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )( سورة العنكبوت الاية 69 ) وقوله تعالى ( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )( سورة الانفال الاية 29 )
وهنا نأتي إلى معرفة الحكمة في أدق وصف وهي الفرقان بين الحق والباطل فبتقوى الله نحصل على الحكمة التي تفرق بين الحق والباطل فعندما يتقي الانسان ربه وينفذ أوامره فإن الله يتفضل عليه ويجعل له فرقاناً أي حكمة يحكم على الأمور ويفرق بين الحق والباطل
ورب قائل أن سنة الرسول هي فقه القرآن أو الحكمة التي جاءت في القرآن أو بمعنى أدق تفسير الرسول للقرآن أقول له هامساً في أذنيه عندك الكتاب المسمى بالبخاري وأبحث فيما يسميه البخاري نفسه بتفسير القرآن وأقرأ الباب من أوله إلى أخره وأرجع القصد فيه وتدبر فيه فسوف لاتجد شيئاً على الإطلاق إلا بضعة أحاديث لا تمت بصلة إلى الآيات المنسوبه إليها وتجد البخاري مر على السور كسائق الاتوبيس الذي يتجاهل المحطات تجاهلاً مقصوداً وعندما تقرأ هذا التفسير فسوف تتفق معي أن البخاري كان من أعتى أقطاب مسجد الضرار ولاسيما لو قرأت في الأحاديث التي أخجل من ذكرها بحكم إسلامي وشريعتي
وبعد هذا البحث المتواضع هل لنا أن نسمي أنفسنا أنصار السنة الربانيه ونبرئ رسول الله من الإفتراء عليه بالسنة المحمديه التي يدعونها ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا )( سورة الكهف الاية 5 )
وصدق الله العظيم ( تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )( سورة الزمر الآيات من 1 إلى 3 )
هذه الآيات قبل أن تتحدث عن عابدي الأصنام المادية فهي تتحدث عن عابدي الأصنام المعنوية الذين يتخذون كتاباً مع كتاب الله حيث بدأ الحديث القرآني العظيم في الآية الأولى ( تَنزِيلُ الْكِتَابِ ) وفي الثانية ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ) إذاً فالقضيه جميعها قضية الكتاب لأن بالكتاب نعبد الله فإذا أخذنا كتاباً أخر أشركنا في العباده
فأتخاذ الأولياء يكون في الغالب إتباع كتاب أخر غير كتاب الله وخير دليل على ذلك قوله تعالى ( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ )( سورة الاعراف الاية 3 )
وقد أوضحنا أن رسول الله خاتم النبيين لم يسمح له ربه أن يقول غير القرآن وأوضحنا هذه الرؤيه فمهما قيل أن هذه الإفتراءات قالها الرسول فهو منها برئ وبإتباعها أتخاذ أولياء من دون الله
نقول كما قال الرحمن ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ ) ؟؟؟ نقول كما أمرنا الله أن نقول ( فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )( سورة آل عمران الاية 64 )
اشْهدواْ بأنا مسلمون بهذا الكتاب الذي نزل على محمد خاتم النبيين وحده ولا نتخذ من دونه أولياء عملاً بقوله تعالى ( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ )
ونخص بالدعوه إلى الأخلاص لله وحده أهل الكتاب العظيم فنقول يا أهل القرآن تعالوا نعبد الله وحده ولا نتخذ النبيين والمؤمنيين أرباباً ...

والدي الحبيب
واحشني جدا جدا وأنا أسير على وعدك وعلى عهدك وعلى وصيتك التي اوصيتني لحظة احتضارك فلن أنساها ما حييت وأدعو ربي أن يغفر لك وأن يتجاوز عن خطياك فرحمته وسعت كل شئ
اللهم أستجب يا أرحم الراحمين يارب العالمين

اجمالي القراءات 15901