في المنيا بصعيد مصر: مصرع مسيحي وإصابة 3 آخرين ومسلم
في المنيا بصعيد مصر: مصرع مسيحي وإصابة 3 آخرين ومسلم

في السبت ٠٤ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

قوات الأمن تحاصر قرية "الطيبة" تحسباً لتجدد أعمال العنف الطائفي
في المنيا بصعيد مصر: مصرع مسيحي وإصابة 3 آخرين ومسلمنبيل شرف الدين من القاهرة:
مرة أخرى وخلال أيام معدودات، تشهد إحدى قرى محافظة المنيا في صعيد مصر صدامات وأعمال عنف بين مسلمين وأقباط، أسفرت عن مصرع شاب مسيحي يدعى "يشوع جمال ناشد"، وإصابة ثلاثة آخرين، فضلاً عن إصابة شخص مسلم، وقد حاصرت أعداد غفيرة من قوات الأمن القرية للحيلولة دون تطور تلك الصدامات الطائفية، والتي أدت أيضا إلى إتلاف سيارة وصيدلية وواجهات بعض المتاجر والمحال التي يمتلكها مسيحيون في تلك القرية التي تقطنها غالبية من المسيحيين .

ووفقاً لمصادر كنسية اتصلت بها (إيلاف)، فقد شيعت جنازة القتيل المسيحي من كنيسة مار مرقس في مطرانية المنيا بسبب حظر التجول الساري بالقرية، وحالة التوتر السائدة هناك حتى ساعة إعداد التقرير .
وقالت مصادر محلية إن هذه الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة النارية والعصي وقعت خلال الساعات الأولى من صباح يوم السبت، حين بدأت بمشاجرة بين مسلمين ومسلمين، وحين رفض مسيحي يملك متجراً للأخشاب في قرية "الطيبة" إعطاء سائقين مسلمين قطعاً من الخشب ليستخدموها في مشاجرة بقرية "الزكايبية" المجاورة، مما أثار حفيظة هؤلاء فعادوا للانتقام من التاجر المسيحي ليلاً .

ونقل موقع "الأقباط متحدون" المتخصص في الشؤون القبطية رواية عن أحد أهالي القرية قال فيها إن قرية "الطيبة" لم تشهد من قبل أحداث عنف طائفية، وأن الأقباط بها يشكلون نحو ثمانين بالمائة من مجمل السكان، ولذلك كانت مفاجأة لأهالي القرية ما حدث لهم من هجوم جيرانهم المسلمين، وإن كان - والكلام على لسان المتحدث - قد حدثت اشتباكات بين مسلمي قرية "الطيبة" وجيرانهم من مسلمي قرية "الزكايبه" حين حاول بعض الأهالي من قرية "الطيبة" استخدام أخشاب بورشة نجارة يمتلكها أحد الأقباط، الذي رفض ذلك الأمر، فعاد مسلمو قرية "الطيبة" ليلاً لينتقموا منه الأمر الذي فجر هذه الأحداث الدامية .
 
ردود الفعل
وخلال الأعوام الماضية تواترت المصادمات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، الذين يشكلون ـ وفقاً للتقديرات الرسمية ـ نحو عشرة بالمائة من سكان مصر الذين يزيد عددهم على 75 مليون نسمة، بينما تؤكد الكنيسة القبطية ان عددهم يصل لقرابة عشرة ملايين نسمة على الأقل، يعيش معظمهم في محافظات صعيد مصر وأبرزها بني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا .
من جانبه قال القس أوغسطينوس زكي، راعي كنيسة السيدة العذراء في قرية "الطيبة"، إن اعتماد الحلول الودية في المصادمات ذات الصبغة الطائفية بين  المسلمين والمسيحيين يتسبب في تكرار الحوادث، وأن الحل يكمن في تطبيق صارم للقوانين، وليست عمليات الاحتواء الشكلية .

ويحمل نشطاء من الأقباط المقيمين داخل مصر وفي شتى بلدان المهجر على السياسات الحكومة، خاصة في ظل تكرار أحداث العنف الطائفية، وتكرارها بوتيرة متسارعة خلال الأعوام الأخيرة، دون اتخاذ إجراءت جادة من الدولة وأجهزتها لمواجهة هذه الوقائع بجدية، وعجز الأجهزة السياسية والحزبية عن تقديم الحلول واكتفائها بعد كل واقعة من هذا النوع باقتراح "صلح عرفي زائف" ينتهك أبسط قواعد القانون، ويفرض علي الضحايا قبول نتائج هذا الاعتداء من تدمير وخسائر في الممتلكات والنفوس ويتيح للجناة الهروب من العقاب ويشجعهم على تكرارها .

ووقعت عدة مصادمات دامية على خلفيات طائفية ففي العام 1999 قتل 19 قبطيا ومسلمان واصيب 33 ، كما دمرت عشرات المحال التجارية خلال اشتباكات دامية استمرت عدة ايام بقرية الكشح في محافظة سوهاج على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب القاهرة، فضلاً عن أحداث أخرى أقل خطورة جرت في أماكن متفرقة من البلاد، خاصة في قرى ومدن صعيد مصر، فضلاً عما شهدته مدينتا القاهرة والإسكندرية .


وشهدت محافظة المنيا أعمال عنف حول دير "أبو فانا" التابع لمركز "ملوي"، حيث وقعت مصادمات بين عدد من الأعراب بقرية "قصرهور" وبين الرهبان والعاملين بالدير، بسبب نزاع على قطعة أرض بها 24 قلاية، كان الدير قد اشترى تلك الأرض المتنازع عليها من أحد الأشخاص منذ 5 سنوات لضمها للدير، وحين حاول بناء سور حولها اعتراضهم الأعراب، واختطفوا عدداً من الرهبان، كما قتل شخص مسلم من أبناء تلك القرية

اجمالي القراءات 3168