البــول المقدس هدية فوق طبق من ذهب لم يحلم بها إبليس يوم رهانه مع الله
اطلعت مؤخرا على الموضوع الذي حرره الدكتور احمد صبحي منصور تحت عنوان :
( التبرك بــبول شيخ الأزهر ) الذي نشره في 23/10/2007.
ولقد أسر انتباهي من الوهلة الأولى ومن العنوان ، وسرعان ما علمت أن المقال ليس بالهزل ، وكنت كلما أجمع أنفاسي من قراءة الحالة الأولى إلا ووقعت تحت أسر وتأثير الحالة الثانية ، وهكذا توالت الحالات والمفاجآت إلى أن بلغت 12 اثني عشر تهمة أو طعنة ، وكانت جميعها عبارة عن افتراءات جاÑilde;حة جرحا عميقا وهاجية هجاء لئيما محمدا عبد الله ورسوله ، ذلك النبي الذي صلى الله عليه هو وملائكته ثم أمرنا نحن المسلمين على أن نصلي عليه ونسلم تسليما .
نعم كنت أقرأ مقال الأستاذ احمد صبحي منصور وأنا لا أكاد أصدق ما أسمع من قوارع ،
وإن نصيحتي للقراء هي أن يسارعوا إلى الإطلاع على تفاصيل المقال لكن بعد أن يجمعوا ما يكفي من أنفاسهم ويصطحبوا معهم الصبر ورباطة الجأش ، وأن يتركوا وراء ظهورهم عاطفتهم بل وأن يسجنوها ويغلقوا عليها أبواب الزنزانة بما أوتوا من إحكام. ولعلي إذا أشرت إلى عناوين الافتراءات التي هي ساكنة ومقيمة ومطمئنة بين دفات كتب الصحاح ، لعلي إذا أشرت إليها سيكون ذلك من باب إذكاء الحماس الكافي والإرادة ليبذل المهتمون من القراء ما في وسعهم للبحث عن الموضوع والتحديق فيه مليا . وأما تلك الأكاذيب والافتراءات والهجاء الموجه أصلا إلى شخص رسول الله وبالتالي إلى فحوى الرسالة فهاكموها وأمركم وأمري لله:
01) التبرك ببول رسول الله الذي صلى عليه هو والملائكة.
02) انتهاك حرمة أزواج النبي بشتى الافتراءات .
03) اتهام محمد الرسول بكل وقاحة وبأنه كان يقبل عائشة وهو صائم ، بل أكثــر من ذلك كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها وهو صائم .
04) اتهام الرسول بأنه شكا لجبرائيل ضعف الوقاع ( أي ضعفه الجنسي) فأمره جبرائيل بأكل الهريسة .
05) اتهام النبي بأنه كان يطوف على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهي إحدى عشر إلخ ...
06) اتهام الرسول أنه كان يباشر زوجته عائشة وهي حائض .( الآية :
07) اتهام الرسول بأنه كان يخلو بالنساء ويتغزل فيهن إلخ ...
08) اتهام الرسول بأنه كان ينام عند امرأة تدعى ( أم سليم ) وكانت هي تغتنم فرصة نومه لتحرص على جمع عرقه وشعره في قارورة إلخ ...
09) اتهام الرسول بأنه كان يزور امرأة متزوجة فينام في حجرها وكانت هي تفلي رأسه من القمل إلخ ..
10) انتهاك حرمة الرسول في خصوصياته وحتى في كيفية اغتساله من الجنابة مع زوجته إلخ ..
11) اتهام عائشة زوجة النبي بأنها لم تتحرج وتعرت أمام رجلين اثنين إلخ ..
12) اتهام الرسول وزوجته معا بالإستهتار بأهم عبادة في الدين وهي الصلاة وفي أن عائشة كانت تمد رجليها في قبلة زوجها وهو يصلي ثم لا تجمعهما إلا بعد أن يغمزها هو، وهو يصلي الخ ..
وكأن كل ما سمعت لم يكن كافيا فجاء الكاتب الآخر الأستاذ ابراهيم دادي ليدلي دلوه أو ليزيد للطين بلة عندما فضح ذلك الإفتراء الآخر الذي حدث به البخاري المتهم الرسول محمدا بأنه كان عندما ينخم : باب البزاق والمخاط ونحوه في الثوب قال عروة عن المسور ومروان خرج النبي صلى الله عليه وسلم زمن حديبية فذكر الحديث وما تنخم النبي صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده .
صحيح البخاري ج 1 ص 95 .
وكنت في خلال ما قرأت أو من خلال ما وقع علي كالصاعقة كنت أتمنى أن أستيقظ سريعا من كابوس الحلم المزعج إلا أني لم أستيقظ مع الأسف لأني لم أكن في حلم ، وتحولت أمنيتي إلى أنني أصبحت أتمنى أن أغط في النوم العميق الطويل .
وأصبت في الأخير بإزعاج أفدح عندما أذعنت للواقع الذي يقول لي بكل صراحة وتحديق ووقاحة إن الأمر حقيقة وليس هناك أي حلم ولا أثر لأي كابوس .
ولم يكن مني إلا أن تجرعت مرارة يمكن أن تثير غيرة الحنظل وابتسمت وضحكت ضحكة يمكن أن تكون من النوع الذي يضحك الحزين كما يعبر عن ذلك الأستاذ احمد صبحي في مواضيع أخرى. وهكذا وبعد يوم أو يومين وطنين صدى ما وقع علي ما زال لم يغادر ولم يتراجع ولم يفتر من دقاته أو من وصلاته فإذا بي أصاب بوخزة جديدة تقول لي : إنك لست في آخر مفاجآتك ...
وهل تدرون ماذا قالت لي الوخزة الجديدة ؟
قالت لي :
نعم إنك ما زلت مطالبا بمواجهة تساؤلات عديدة :
* ألا تتصور موقف أولئك المسلمين اليهود الذين تلقوا التوراة ؟ وأولئك المسلمين الآخرين المسيحيين الذين تلقوا الإنجيل ؟
* ألا تتصور موقف أولئك الآخرين من غير أصحاب التوراة والإنجيل ؟ أولئك الذين ما زالوا لم يستقروا على حال ولم يرتاحوا إلى دين ؟ إلى أولئك الذين ما زالوا في صحارى تائهين ؟ أولئك الذين قد يقترب موقفهم أو يشبه موقفهم موقف سيدنا إبراهيم في طور حيرته وبحثه وتساؤلاته قبل أن يرتقي إلى العلا إلى ذلك المستوى الذي اتخذه فيه الله خليلا ؟
* أتظن أن أولئك التائهين الباحثين المتسائلين الضالين ، أتظن أن مثل تلك الإفتراءات التي توصم بها شخص سيدنا محمد عبد الله ورسول الله الذي كلفه بتبليغ فحوى الرسالة إلى العالمين ، أتعتقد أن هؤلاء الضالين هم أو غيرهم من المغرضين عندما يطلعون على ما تحمل بطون الأمهات من ( الصحاح ) من مثل هذه الأكاذيب والتهم التي تقع على رسول الله الذي كلف بتبليغ حديث الرحمن المنزل إلى البشرية كافة ، ذلك الحديث الذي هو في الأصل رحمة للعالمين .
أتظن أن كل ذلك يمكن أن يهديهم إلى الهدى ؟
* ألم تفرض أن أحدا من أولئك الضالين أو المغرضين يمكن أن يلجأ إلى رسم كل حالة من تلك الحالات ( الإثني عشر ) رسما كاريكاتوريا مرة كل شهر مثلا وليوقع على ذلك الرسم الكاريكاتوري الفصيح البليغ بأنه رسم ليس كأي رسم آخر لأنه ذو جذور صحيحة ضاربة في عمق التاريخ ومعترف بها من طرف رواة تلك الحالات وتلك المواقف وهم المتحمسون لها العاضون عليها وأن مرجعها هو كتب الصحاح المعتمد عليها من طرف المسلمين الذين تلقوا القرآن العظيم .
* وهل تعلم كيف وماذا يكون موقفنا نحن المسلمين المؤمنين بحديث الرحمن أمام كل رسم كاريكاتوري ؟ سيكون حتما كما كان في السابق وفي اللاحق عبارة عن صهيل وعويل وكل ما يشكل الظاهرة الصوتية المنكرة والتي تصبح مادة مناسبة لرسم كاريكاتوري هي الأخرى . نعم ستكون ردود أفعالنا تهديدية وحارقة للأعلام ومتهمة اليهود والنصارى وغيرهم ومحملة إياهم كل الأوزار والمسؤوليات .... ثم تخمد شيئا فشيئا تلك الثورة المدوية الكاذبة المنطلقة من الحناجر ليس إلا . ونرجع في الأخير جميعا إلى تقديس تلك الكتب الصحاح ونبارك ما تحمله ونقدسه ونطلق عليه السنة العطرة غير آبهين وغير مكترثين بما نكون فعلناه بشخص محمد عبد الله ورسوله ، وبالتالي غير شاعرين بثقل عواقب ما حشرنا فيه نفسنا وقد تحولنا إلى فتنة منفرة ، بل نكون ساعدنا في صنع هدية ثمينة لم يسبق أن حلم بها إبليس حتما في ذلك اليوم الذي قال فيه لخالقه : ( الاية – انظرني إلى يم يبعثون )
وعليــــه
فإني أتصور أن ما أصبت به كان مصيبا غيري الذين اطلعوا على ما كشفه مقال الأستاذ احمد صبحي منصور .
وما دامت بطون الصحاح حاملة مثل ما ذكر وأكثر مما فضح وقد يكون ما خفي في أحشائها أعظم ، فإن هذه البطون لا يمكن أن تلد إلا ما هو وحش وغول. وما دمنا نحن غير منزعجين بل وما دمنا مرحبين بها وموجهين نقدنا وانتقادنا لغيرها فإن الكارثة ما زالت محتفظة بعنفوانها وما زالت في انتشار وما زالت غنية عن أي تعليق.