يكشف تحليل لأربعة استطلاعات للرأي العام العربي تجاه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أن التنظيم يحظى بحد أدنى من المؤيدين الأقوياء يبلغ 8.5 مليون شخص وهذا تقدير متحفظ. إذا قمت بتضمين أولئك الذين ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي إلى حد ما، فإن هذا العدد يرتفع إلى 42 مليون شخص على الأقل.
يستند هذا التقدير إلى استطلاع للرأي أعده المعهد المستقل لإدارة ودراسات المجتمع المدني، والذي يتخذ من العراق مقرًا له، في مارس 2015، واستطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة زغبي لخدمات البحوث في نوفمبر 2014، واستطلاع آخر للرأي من قبل المركز العربي للبحوث والدراسات السياسية، الذي يتخذ من الدوحة مقرًا له، وأخيرًا استطلاع للرأي أعده منتدى فكرة في أكتوبر 2014 بتكليف من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
وفيما يلي تفصيل بالدعم الذي تحظى به داعش في 11 دولة عربية هي:
-
العراق
أظهر استطلاع نوفمبر 2014 من قبل المركز العربي للبحوث والدراسات السياسية ومقره الدوحة أن 2٪ من العراقيين ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي، و4% ينظرون إليها بشكل إيجابي إلى حد ما. وأشار استطلاع مارس 2015 أن 5٪ لا يعتبرون داعش جماعة إرهابية.
وفي حين يبلغ التعداد السكاني للعراق 32,586,000 نسمة، وفقًا لكتاب حقائق العالم، وهو منشور سنوي تصدره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه)، فإن ذلك يعني أن تنظيم الدولة لديه ما بين 651,720 و1,955,160 مؤيدًا في العراق.
-
سوريا
قال 17% من السوريين أنهم يدعمون تمامًا أهداف وأنشطة داعش في استطلاع مارس 2015. هذه الإحصائية تنمو إلى 27٪ لدى السوريين الذين لا يعتبرون التنظيم جماعة إرهابية.
استطلاع نوفمبر 2014 كان قد أجرى مقابلات مع 900 لاجئ سوري في لبنان والأردن وتركيا ووجد أن 4٪ ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي و9٪ ينظرون إليها بشكل إيجابي إلى حد ما. وهو ما من شأنه أن يثير مخاوف خطيرة بالنسبة للبلدان التي تقبل لاجئين من الحرب الأهلية.
يبلغ التعداد السكاني لسوريا 17,952,000، وهو ما يعني أن تنظيم الدولة لديه ما بين 3,051,840 و4,847,040 مؤيدًا في سوريا.
-
الأراضي الفلسطينية
ينظر حوالي 4٪ من الفلسطينيين بشكل إيجابي إلى داعش، بينما ينظر 20% إليها بشكل إيجابي إلى حد ما. هذا هو أعلى مستوى من الشعور الإيجابي تجاه التنظيم في استطلاع نوفمبر 2014 (والذي لا يشمل سوريا).
يشير كتاب حقائق العالم إلى أن هناك 1,816,000 من الفلسطينيين في غزة و2,731,000 في الضفة الغربية، وهو ما يشكل 4,547,000. وهو ما يعني أن تنظيم الدولة لديه 1,091,280مؤيد فلسطيني.
-
تونس
وجد استطلاع نوفمبر 2014 أن تونس لديها أعلى نسبة من الأشخاص الذين ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي (7٪). و6٪ ينظرون إليها بشكل إيجابي إلى حد ما. تم إثبات هذه النتائج من خلال التقييمات التي تشير إلى أن تونس هي أكبر مصدر للمقاتلين الأجانب الذين يقاتلون لصالح تنظيم الدولة.
يبلغ التعداد السكاني لتونس 10,937,000 نسمة، من بينهم 765,590 نسمة يدعمون داعش بشكل لا لبس فيه. وهو الرقم الذي ينمو إلى 1,421,810 في حال قمنا بإضافة أولئك الذين ينظرون إلى التنظيم بشكل إيجابي إلى حد ما.
-
مصر
أشار استطلاع أكتوبر 2014 لمنتدى فكرة أن 3٪ من المصريين ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي جدًّا. بينما أظهر استطلاع مارس 2015 أن 4٪ من المصريين ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي و6٪ ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي إلى حد ما.
يبلغ التعداد السكاني لمصر 86,895,000. عدد أولئك الذين ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي يتراوح بين 86,895 و 347,580. إذا قمنا بتضمين كل أولئك الذين ينظرون بشكل إيجابي إلى حد ما إلى داعش، فإن المجموع سيتراوح بين 260,685 و8,689,500 مؤيد لتنظيم الدولة.
-
المملكة العربية السعودية
خلص استطلاع منتدى فكرة إلى أن 2٪ من السعوديين ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي للغاية، و3٪ ينظرون إليها بشكل إيجابي إلى حد ما. في استطلاع مارس 2015، ينظر 5% من السعوديين إلى داعش بشكل إيجابي، وهي ذات النسبة لأولئك الذين ينظرون إليها بشكل إيجابي إلى حد ما.
لدى المملكة العربية السعودية تعداد سكاني يقدر بـ27,346,000 نسمة. الإحصائية الأدنى تعني أن هناك ما بين 546,920 و1,367,300 من السعوديين ينظرون بشكل إيجابي إلى داعش. إذا قمنا بإضافة أولئك الذين ينظرون إليها بشكل إيجابي إلى حد ما، فإن أعداد الذين يميلون لتنظيم الدولة بالمملكة ستتراوح بين 820,380 و2,734,600.
-
الإمارات العربية المتحدة
كشف استطلاع نوفمبر 2014 لمؤسسة زغبي أن 13٪ من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة يفضلون داعش في الحرب الأهلية السورية. ومع تعداد سكاني يبلغ 5,629,000، يعني ذلك أن أعداد المؤيدين لتنظيم الدولة بالإمارات تتجاوز الـ731,770.
-
اليمن
ما يقرب من 7٪ من اليمنيين يقولون بأنهم لا يعتبرون داعش جماعة إرهابية. يبلغ التعداد السكاني باليمن 26,053,000. وهو ما يعني أن تنظيم الدولة لديه 1,823,710 مؤيدين في اليمن.
-
الأردن
3٪ فقط من الأردنيين ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي و6٪ ينظرون إليها بشكل إيجابي إلى حد ما. حوالي 5٪ يقولون بأنهم لا يعتبرون التنظيم جماعة إرهابية.
يبلغ التعداد السكاني بالأردن 7,930,000. وهو ما يعني أن تنظيم الدولة لديه 237,900 مؤيد في الأردن.
-
ليبيا
ما يقدر بـ7٪ من الليبيين لا يعتبرون داعش جماعة إرهابية. يبلغ التعداد السكاني بليبيا 6,244,000، وهو ما يضع أعداد المؤيدين لتنظيم الدولة عند الرقم 437,080.
-
لبنان
استطلاع منتدى فكرة أظهر أن نسبة الداعمين لداعش بلبنان لا تتخطى 1% بين السكان السنة في البلاد الذين ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي إلى حد ما. وكان استطلاع المركز العربي للبحوث والدراسات السياسة أظهر استنتاجات مماثلة.
بحسب كتاب حقائق العالم، فإن 54% فقط من سكان لبنان هم من المسلمين. من بين السكان المسلمين، تبلغ نسبة السكان السنة 27%. والنتيجة تشير إلى وجود 8,578 من السنة في لبنان ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي إلى حد ما.
باختصار
إذا استخدمنا النتائج الأكثر تفاؤلًا في الـ11 دولة عربية، نجد أن أعداد المؤيدين لداعش تبلغ 8,523,803 وبمتوسط دعم يبلغ 5.8٪ في العالم العربي. إذا كان لنا أن نوسع نطاق هذا المتوسط إلى 11 بلدًا عربية أخرى، والتي يبلغ عدد سكانها 370 مليون نسمة، فإننا سنحصل على نسبة تأييد تتخطى 21,46,0000 لتنظيم الدولة في العالم العربي بشكل عام.
وهذا يتماشى مع استطلاع نوفمبر 2014 من قبل المركز العربي للبحوث والدراسات السياسة. الاستطلاع خلص إلى أن 85٪ من العرب ينظرون إلى داعش بشكل سلبي في مقابل 4% ينظرون إليها بشكل إيجابي.
إذا كان لنا أن نعتمد على النتائج الأكثر تشاؤمًا ونقوم بتضمين أولئك الذين ينظرون إلى داعش بشكل إيجابي إلى حد ما، فإن النتيجة ستكون أن 24,454,228 من العرب ينظرون إلى داعش على الأقل إلى حد ما بشكل إيجابي. إذا كان المتوسط 11,5٪ ثابت في أنحاء العالم العربي كله، فإن 42,550,000 من العرب ينظرون إلى داعش على الأقل إلى حد ما بشكل إيجابي.
مع حد أدنى قدره 8.5 مليون مؤيد قوي و24.5 مليون شخص ينظرون إلى التنظيم على الأقل إلى حد ما بشكل إيجابي، فإن تنظيم الدولة الإسلامية لديه الكثير من الفرص للنمو في العالم العربي.