ذي أتلانتك: هل ينتصر الإرهاب ويحسم الصراعات؟

في الجمعة ١٩ - يونيو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

بحث جديد يؤكد: الجماعات المتمردة التي تنتهج الإرهاب في الحروب الأهلية نادرًا ما تنتصر أو تكسب تنازلات من الخصوم، لكنها تنجح في إطالة أمد الصراعات.

بعد مرور حوالي 14 عامًا على بدء الحرب على الإرهاب، ثمة إشارات على وجود الإرهاب في كل مكان من حولنا، بدءًا من إحياء يوم الذكرى مرورًا بضحايا حربي العراق وأفغانستان ووصولاً إلى الجدال المحموم في الكونغرس حول تمديد العمل بقانون باتريوت آكت (قانون مكافحة الإرهاب).

إلا أن بعض المعلومات الأساسية حول الإرهاب تظل غامضة، على سبيل المثال: هل ينتصر الإرهاب؟

جرت محاولات عدة للإجابة على هذا السؤال، لكن العديد من تلك الإجابات كانت إما نظرية إلى حد كبير أو مقيدة جغرافيًا. ركزت دراسات أخرى على الإرهاب الدولي، ولكن كما تشير أستاذة العلوم السياسية في جامعة كولومبيا بيج فورتنا، فإن الغالبية العظمى من الإرهاب ليس عابرًا للحدود، وإنما هو أداة محلية تستخدم في سياق الحروب الأهلية والصراع للسيطرة على الأراضي. إن العديد من الصراعات التي تنخرط فيها الولايات المتحدة اليوم ينطبق عليها هذا المفهوم، مثل القتال بين داعش وجبهة النصرة ومجموعات أخرى في العراق وسوريا، وعمليات بوكو حرام في نيجيريا، وإرهاب حركة الشباب في الصومال وكينيا، والحرب الأهلية في اليمن، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فهل كان الإرهاب أداة فعالة عندما جرى استخدامه في تلك الصراعات؟

باختصار، كلاّ. تذكر فورتنا في ورقتها البحثية التي جاءت تحت عنوان (هل ينتصر الإرهابيون؟ استخدام المتمردين للإرهاب ونتائج الحرب الأهلية) «إن مساوئ الإرهاب بصفة عامة تزيد على مزاياه”. وقد صنفت النتائج المحتملة للصراعات بالنسبة إلى الجماعات المسلحة من الأسوأ إلى الأفضل كالتالي: هزيمة كاملة أو إخفاق أو بلوغ طريق مسدود من ناحية، والتفاوض من أجل الوصول إلى تسوية أو انتصار صريح من ناحية أخرى. تستنتج فورتنا إن “الإرهاب وسيلة غير مكلفة لإلحاق الأذى بالطرف الآخر، ومن الصعب القضاء على الجماعات الإرهابية بشكل كامل، ولكن الإرهاب لا يسجل نجاحات من زاوية السيطرة على الأراضي».

تقتضي عملية دراسة الإرهاب وضع تعريف له. تعدد فورتنا 104 من المجموعات المتمردة التي تقاتل في حروب أهلية كبيرة منذ العام 1989. من بينها تنظيمات تنخرط في عمليات عنف ممنهجة ضد أهداف مدنية بغية تحقيق أهداف سياسية والتي يمكن تصنيفها كمجموعات إرهابية.

إن نتائج البحث التي جرت على التنظيمات الـ104 جاءت صادمة. فقد أكدت النتائج أن الحركات التي لا تنتهج الإرهاب هي أقرب بكثير إلى تحقيق تسوية أو نصر صريح، بينما تميل الحركات الإرهابية إلى الهزيمة أو الإخفاق أو التورط في صراع طويل الأمد.

«من بين المجموعات التي خضعت للدراسة، لم تحقق أي من المجموعات التي قتلت أعدادًا كبيرة من المدنيين عبر الهجمات الإرهابية انتصارًا صريحًا،» تذكر فورتنا في بحثها.

أي نوع من الجماعات المتمردة يكسب الحروب الأهلية؟

ما يجيده الإrial, sans-serif; font-size: 18px; line-height: 27px;"> كتبت فورتنا في رسالتها تقول:

“إذا طُلب مني أن أستنتج دروسًا مبسطة من بحثي وأمررها لصناع السياسات أثناء محاولتهم إجراء تلك الحسابات، فستكون كالتالي:

أ‌) أن هذه الحروب من المرجح أن تستمر لفترة طويلة (وهذا على الأرجح حقيقي سواءً كنا منخرطين فيها أم لا.

ب‌) لا يجب الإفراط في تقدير احتمالية نجاح المجموعات الإرهابية. ويتعين علينا ألا نترك فزاعة الإرهاب تقودنا إلى التهويل من القدرات العسكرية لتلك التنظيمات”.

يبدو أن إجابات فورتنا تلمح إلى سياسة تركز على الانسحاب الأمريكي من تلك الصراعات، أو بالأحرى قصر الانخراط فيها على أغراض منع الأزمات الإنسانية. وحقيقة أن هناك جدلاً كبيرًا في الولايات المتحدة حول كيف وما إذا كان يجب الانخراط بشكل أكبر في العراق وأماكن أخرى تبدو دليلاً نظريًا قويًا على أنه حتى لو لم يكن الإرهاب أداة فعالة في الحروب الأهلية، فإن استخدامه كأداة للضغط في العلاقات الخارجية يظل فعالاً.

اجمالي القراءات 3464