قصتي مع صديقي وموقع أهل القرآن
صديقي لا يزال

أيمـــن اللمـــع في الأحد ٢٥ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً




كنت في مرحلة الثانوية عندما تعرفت على صديقي....
صديقي شاب صالح طيب القلب خلوق....
ازدادت قوة صداقتنا في مرحلة التوجيهي،اتذكره في اجمل مراحل حياتي،فيه صفات كثيرة رائعة الا ان فيه صفة العناد، فقد هددني بقطع الصلة بيننا اذا رآني لاألتزم في صلاتي وأضيعها بأفعالي، فقد كنت لاهي القلب لاأعلم شيئا من الدين إلا عادة الصلاة -المتقطعة- والصيام ، فهددني حينها أنه سوف يتخلى عن صداقتنا إذا لم التزم بالصلاة ونفعت طريقته فبدأت التزم بصلاتي –لأجل صديقي- وهذا لجهلي كما سبق وقلت.
ولكن عندما شعرت بواجبي تجاه ديني ، جعلته اول اولوياتي،
وبقي صديقي بجانبي يصوبني، الى يوم التف به حولي شيوخ الدعوة-الجهل- وحاولوا ايقاعي بشباكهم وكهنوتهم، وكالعادة كان صديقي لهم بالمرصاد، فأبعدني عنهم،-شكرا لك ياصديقي-.
كبرت وصديقي، وكبرت معنا معاني المحبة والاحترام، وبعد سنوات اخذ تفكيري يتجه اتجاه آخر وعقلي بدأ يتحرك ويصحُ من سباته العميق، وبدأت التساؤلات وعلامات الاستفهام تتمكن مني،

 
الم نأخذ ديننا عن آبائنا الاولين؟
هل نحن من ضل سعينا ونحن نحسب أنفسنا بأننا نحسن صنعا؟
هل نحن الفرقة الناجية فعلا؟
ألسنا نفرق بين الرسل؟
؟؟؟
وعندما كنت أعرض اسألتي على صديقي كان يستخف بها، وعندما حاصرته يوما بآيات القرآن عن محمدعليه السلام وتقديسنا له، انتفض وامتعض، وبعد احتدام طال سألني :
(شو مشكلتك مع النبي؟)
دارت بيننا الأيام وتخبطت بنا الدنيا حتى غرقت بالأسئلة التي جوابها طعن،
سمعت طعنا من مواقع في الانترنت شديدة العداء للإسلام ولكن كلامهم فيه نصيب من الصحة- اشكرهم على عدائهم-،
ولكن اين الأجوبه؟ الاجوبه التي كنت اسمعها اشد غباء وطعنا فأبحرت في فضاء الانترنت وكنت صادق البحث ومستعد لتغيير ماأنا عليه مقابل الحق،
حتى دخلت الحضن الدافي والجواب الشافي، عالمكم الذي طالما كنت ابحث (موقع اهل القرآن)، عالم يعطي العقل حقه لايسلبه شيئا .
وفي ذلك اليوم دمعت عيني لوحدها فاتصلت بصديقي وقلت له هذا افضل يوم بحياتي دون ان اعلل السبب، فقال متعجبا ادعو الله ليحقق لك يوما افضل فأجبت دونما تفكير :لن يكون،
درست بإخلاص وقرأت بتمعن.
دارت معركة فكرية قصيرة نوعا ما مع صديقي انتهى منها باتهامي بالعمالة والخيانة لديني وأن هنالك جهة تدعمني ماديا مقابل أفكاري!!! أقرب أصدقائي يتهمني هذا الاتهام وهو الذي يعرفني اكثر من اي شخص وهو من الجأ اليه ليقرضني بعض المال اذا مااحتجت- فعذرا للذين لايعرفوني -،والظاهر بأنهم اذا وجدوا حجتك قوية ولم يستطيعوا ان يناقشوك بدءوا بالطعن واللعن وصديقي يستنكر ويستكثر استخدامي عقلي في اختياري طريقي لعبادة ربي، في دينهم كل مايجب ان تفعله هو ان تحفظ وتطبق دون تفكير فكل شيئ جاهز ومجهز ولاينقص إلا التطبيق كما ان اعتمادهم على الذاكرة وليس العقل (النقل دون العقل)...الترديد الببغاوي.
اذكر اني سألت صديقي مرة
ألم يأمرنا الله بأن نتدبر ونتفكر بالقرآن؟
أجاب موافقا، فسألته كيف ؟ والتجويد يحول دون ذلك؟، وذكرت له ماذكره بخاري في التغني،
فقطب واستغرب، ثم رفض وانتفض وقال :تغني!? هذا حديث ليس بصحيح،
فسقت له مكانه في بخاري وتركت له الجواب عنه،
ماهي الا ليلة واحدة واذا يكلمني من تلفونه فرحاً مبتهجاً فخوراً بدينه الذي لاعيب فيه-من وجهة رأيه- :ياصديقي التغني يعني تحسين الصوت!
الم يدع صديقي لعقله مجالا صغيرا
ماهذا المجهود الهائل ياصديقي! ألم تعلم مسبقا بأن التغني والغناء هو نفسه تحسين الصوت؟
وتركت غيرك ليعطيك هذا الجواب الغبي لتأتيني به مستبشرا فرحا،
لم يفهمني صديقي عندما سألته وماكان همه فقط تلك الكلمة الغريبة علية وكان يكفيه أي جواب من اي شيخ يحمل تحت رأسه الفارغ لحية طويلة وذو ندبة سوداء على جبهته،ما هذا التفكير أحادي القطب!!
وكان يكفيني يومها طريقته في زفه ذلك الجواب المعجزة،
فتأكدت وقتها بأن صديقي لايريد استخدام عقله الشخصي.
وسألته في مرة أخرى مارأيك بمن يصف المرأة بأنها ناقصة عقل ودين؟
فأجاب بفطرة سليمة وعقل حكيم ينطق بخبرة: كلام مرفوض، ولن يكون هذا من ديننا،
وكماسبق تركت له الجواب،
وماهي الا فترة اقل من التي سبقت، واذا هو فرح اكثر مما سبق ولكن هذه المرة وكأنه قد انتصر على عدوه اللدود وغريمه الحقود، ويجيب بطريقة غريبة عجيبة فيها نوع من الشفقة وشيئ من العلو موضحا لي ماذا تعني كلمة ناقص عقل وناقص دين، علما بأنه لم يقرأ ذلك الحديث المنسوب على خاتم الأنبياء.
يكتفي صديقي بابتسامة من شيخه دونما ينطق ذلك الشيخ بحرف واحد حتى يذهب عن صديقي روعه وتختفي جميع علامات الاستفهام التي قد اقضي ساعات لأضعها له لكي يجيب عليها،
تعلمت من تجربتي مع صديقي ان الانسان يولد بفطرة اساسها سليم ولكن تلك الفطرة تتأثر بما يكسبه صاحبها وهذا ما في كتاب الله:
(فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لايعلمون)"الروم 30

صديقي اذا فكر وجد الجواب بسهولة ولكنه لايريد ان يفكر،
فقط يكتفي بماوجد عليه نفسه.
حاولت وحاولت حتى مللت، نظرة الشفقة التي بوجهه وابتسامته الصفراء -مع قليل من البرتقالي -وكأنه يراني في اصحاب السعير-اللهم اجمعني واياه في الجنة- ولكني لااستسلم بسهوله، حتى بدأت اركان صداقتنا تنهال و قواعد علاقتنا تنهار. ولكنه جاوبني اخيرا بجوابه الذي لطمني وكلامه الذي صعقني فقال ليخرسني (ياصديقي لو كان ماتقول هو الصواب فأنا لاأريده)
آه ياصديقي...
لسنا دائما على صواب ولكن يجب ان نقول دائما "اهدنا الصراط المستقيم" طلبا للهداية لأننا دائما بحاجة لها.
فقررنا ان لا نتطرق لتلك المواضيع حتى نحافظ على مابقي، ولنعود الى ماكنا عليه
ملاحظة عمر صداقتنا الآن 10سنوات.
صحيح ياصديقي -وقبل ان انسى-
سألتني سؤال لم استطع جوابك عليه حينها ولكني ارد عليك سؤالك:
(شو مشكلتكم مع الله؟)
 

اجمالي القراءات 16998