بعد مرور يوم على تداول أنباء غير رسمية عن ظهور إسراء الطويل- المصورة الصحفية المختفية منذ سبعة عشر يومًا هي وصديقين لها- داخل سجن القناطر، أفاد المحامي حليم حنيش صباح اليوم أنه قابل إسراء الطويل بشكل خاطف في مقر نيابة أمن الدولة، وأضاف أنه أخبرها إنه سيحضر معها التحقيق المزمع إجراؤه معها هناك كمحامٍ عنها.
على الرغم من هذا، فإن وزارة الداخلية ما زالت تنفي بشكل رسمي أي معرفة لها بمكان إسراء الطويل. ففي اتصال هاتفي أجراه «مدى مصر» مع مكتب العلاقات العامة بوزارة الداخلية، قال مسؤولو المكتب إنهم تواصلوا مع القطاعات المختلفة المعنية في الوزارة، كقطاع اﻷمن العام واﻷمن الوطني، لمعرفة ما إذا كانت لديهم أي معلومات عن المكان الحالي ﻹسراء الطويل. وأضاف المكتب أنهم ما زالوا في انتظار رد رسمي يحمل أي معلومات عنها.
وقال الصحفي محمد الجارحي- رئيس تحرير برنامج "مانشيت"- على صفحته الشخصية على تويتر أنه تواصل مع المكتب اﻹعلامي بوزارة الداخلية، الذي أخبره أن قطاع اﻷمن الوطني قد أفاد في خطاب رسمي بعدم وجود إسراء الطويل طرفهم أو في أي قسم شرطة آخر.
كانت صفحة "إسراء الطويل فين؟" على فيسبوك، وهي الصفحة التي تم تدشينها في إطار حملة للبحث عن إسراء ومكان تواجدها، قد نشرت أمس نقلًا عن دعاء الطويل، شقيقة إسراء، أن إحدى الصديقات، وتدعى زينب محمد، قد شاهدتها في سجن القناطر مرتدية نفس الملابس التي كانت ترتديها يوم اختفائها.
وأفادت زينب أيضًا أن إسراء بحالة جيدة مضيفة أنهم "زعقولها لما حاولت تكلمها وشاورتلها إن هي هتكتب وتبلغ مكان وجودها".
كانت إسراء قد اختفت يوم 1 يونيو مع صديقيها صهيب محمد وعمر علي. كان الثلاثة قد شوهدوا ﻵخر مرة في أحد المطاعم بالزمالك، ثم انقطعت أخبارهم وأغلقت هواتفهم بعدها فجأة ولم تتمكن عائلاتهم من الوصول إليهم.
بعدها بعشرة أيام، وفي يوم 11 يونيو، أفاد ناشطون أن المتهمين المحبوسين في قضية «صحفيو الجزيرة» قد أخبروهم خلال جلسة محاكمتهم أنهم رأوا عمر محمد- صديق إسراء الذي اختفى معها- في سجن العقرب يوم 8 يونيو، غير أنه لم يصدر أي بيان رسمي من وزارة الداخلية بشأن ما إذا كان عمر موجود فعلًا داخل سجن العقرب أم لا.
وفي 15 يونيو أفاد ناشطون أن صهيب سعد، الصديق اﻵخر ﻹسراء في حادثة اﻹختفاء، موجود في سجن طرة، ونشروا اسمه ضمن قائمة بأسماء شباب مختفين آخرين ظهروا في السجن.
كان ناشطون قد اتهموا وزارة الداخلية بالمسؤولية عن اختفاء الشباب الثلاثة ضمن حملة شملت اختطاف العشرات واحتجازهم بشكل غير قانوني خلال الشهرين الماضيين، طبقًا لتوثيق أجرته مجموعة "الحرية للجدعان" على صفحتهم على فيسبوك.
أضاف طارق محمد عضو مجموعة "الحرية للجدعان" في اتصال هاتفي أجراه «مدى مصر» معه أن حملة الاعتقال هذه تعد "استمرارًا لسياسات النظام ضد أي حركة مرتبطة بثورة 25 يناير"، لكنه أضاف أن اﻷمر في الغالب يجئ كرد فعل ضد دعوة حركة شباب السادس من أبريل لﻹضراب العام في 11 يونيو.
أوضح طارق أن العديد من هؤلاء الذين تم احتجازهم في أماكن غير معلومة قد وجهت إليهم لاحقًا تهمًا بالانتماء لحركة شباب السادس من أبريل والتي قضت محكمة باعتبارها منظمة غير قانونية في العام الماضي. كما واجهوا أيضًا تهمًا بالتنسيق مع جماعة اﻹخوان المسلمين في الدعوة ﻹضراب 11 يونيو.
كان اللواء أبوبكر عبدالكريم، مساعد وزير الداخلية لشؤون اﻹعلام، قد قال في مداخلة هاتفية في برنامج "مانشيت" مع اﻹعلامي جابر القرموطي بعد أسبوع من اختفاء إسراء أنه لا توجد لديه معلومات عن احتجاز إسراء الطويل أو القبض عليها ووعد بالبحث عما إذا كانت موجودة في أحد أماكن اﻹحتجاز التابعة للشرطة وإعلان ما توصل إليه، وهو ما لم يحدث حين تواصلنا مع مكتب العلاقات العامة بالوزارة بعد مرور سبعة عشر يومًا على اختفائها.