مسئولون ايطاليون وألمان وسودانيون: الافراج عن الرهائن في مصر تم دون اطلاق رصاصة واحدة
مسئولون ايطاليون وألمان وسودانيون: الافراج عن الرهائن في مصر تم دون اطلاق رصاصة واحدة

في الثلاثاء ٣٠ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً



مسئولون ايطاليون وألمان وسودانيون: الافراج عن الرهائن في مصر تم دون اطلاق رصاصة واحدة

مسئولون ايطاليون وألمان وسودانيون: الافراج عن الرهائن في مصر تم دون اطلاق رصاصة واحدة
اضغط هنا لتكبير الصورةاضغط هنا لتكبير الصورة
السياح المفرج عنهم لدى وصولهم إلى القاهرة - ا ف ب

إعداد: أحمد الليثي - عماد سيد - استمر التضارب في الروايات التي تناولت تفاصيل عملية تحرير الرهائن الاوروبيين والمصريين الذين تم اختطافهم قبل عشرة ايام في جنوب مصر وأعلن عن اطلاق سراحهم الاثنين.

وبينما أعلنت القاهرة ان قوات مصرية خاصة تمكنت من تحرير الرهائن وقتلت نصف الخاطفين ذكرت مصادر إيطالية وألمانية وسودانية رواية مغايرة.

الرواية الايطالية

وذكرت وكالة الانباء الايطالية مساء الاثنين نقلا عن مصادر قريبة من "المحققين" ان الافراج عن الرهائن ال 19 الاوروبية والمصرية التي كانت محتجزة منذ عشرة ايام في الصحراء ومنها خمسة من الايطاليين قد تمت من دون اراقة دماء.

واضافت الوكالة ان "الافراج عن الرهائن قد تم من دون اراقة دماء لان الخاطفين كانوا قد انسحبوا لدى افراج قوات الامن المصرية عنهم".

وأكدت ان عملية الافراج جرت في الاراضي المصرية.

واوضحت الوكالة ان "عملية الافراج تمت من دون اطلاق رصاصة واحدة.

وقالت ان قوات الامن المصرية ركزت على "استعادة" ومساعدة السائحين الذين كان قد افرج عنهم من قبل الخاطفين الذين شعروا بأنهم محاصرون وتخوفوا من عملية وشيكة".

واشارت الى ان "قوات الامن المصرية وحدها نفذت العملية" و ان "عناصر من اجهزة الاستخبارات وفرقة كوماندوس ايطالية كانوا موجودين لمتابعة تطور الوضع".

وذكرت الوكالة ان "الخاطفين قرروا على ما يبدو التخلص من الرهائن بسبب الضغط المتزايد الذي كانوا يتعرضون له في الايام الاخيرة وخصوصا على اثر تبادل اطلاق النار الاحد" الذي قتل خلاله احد الخاطفين.

شاهد وصول الطائرة العسكرية المصرية تحمل الرهائن المحررين (1) .. (خاص - الجزيرة)

وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني اعلن ان ليس في وسعه "اعطاء معلومات عن ديناميكية" الافراج عن الرهائن لكنه يستطيع ان ينفي "نبأ دفع فدية".

أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن بلاده قامت بجهد كبير في تحرير المختطفين، وأن قوات "كوماندوز" إيطالية وفريق من جهاز المخابرات الإيطالي ساهم في العملية.

وأضاف في تصريح للتلفزيون الإيطالي "كانت عملية محترفين ممتازة، من الواضح أن علينا أن نشكر أصدقاءنا الألمان الذين عملوا معنا ومع مصر وكذلك السودان".

الرواية الالمانية

من جهتها افادت صحيفة بيلد الالمانية ان خاطفي السياح الاوروبيين الاحد عشر الذين تم تحريرهم في مصر فروا تاركين رهائنهم عندما ادركوا ان الهجوم وشيك.

واكدت الصحيفة في عدد الثلاثاء ان "عناصر من وحدات نخبة الشرطة الالمانية جي.اس.جي 9 وكومندوس من القوات الخاصة كاي.

اس.كاي كانوا مستعدين للتدخل قرب الحدود بين تشاد والسودان" لمساندة القوات المصرية "لكن تدخلهم لم يكن ضروريا لان الخاطفين تركوا رهائنهم يفرون وهربوا بدورهم عندما ادركوا ان عملية افراج بالقوة باتت وشيكة".

الرواية الاوروبية

واعلن مصدر اوروبي رفض كشف هويته ان عملية الافراج عن الرهائن كانت تبدو "عملية استرجاع" اكثر منها "هجوم بمعارك".

الرواية المصرية

وكانت مصر قد أعلنت الاثنين عن ان قوات خاصة مصرية تمكنت من تحرير الرهائن وقتلت نصف الخاطفين.

وقال مسؤول امني مصري ان ثلاثين عنصرا من القوات الخاصة المصرية شنوا على متن مروحيتين هجوما فجر الاثنين فقتلوا نصف الخاطفين الـ 35.

وقال إن القوات المصرية نصبت عدة كمائن للخاطفين وهاجمتهم حوالي الساعة السادسة صباحا.

وتابع المسؤول رافضا كشف هويته ان "تبادل اطلاق نار وقع وقتل اثره نصف الخاطفين فيما تمكن المتبقون من الفرار".

وجاء في الرواية المصرية أن قوات الكوماندوز المصرية هي التي حررت الرهائن داخل الأراضي التشادية عقب قيام الجيش السوداني بالاشتباك مع الخاطفين وقتل 6 منهم وأسر 2 اثنين، إلا أن الجيش السوداني لم يواصل المطاردة داخل الأراضي التشادية، نظرا للعداء الشديد بين السودان وتشاد، وهو الأمر الذي جعل السلطات المصرية تنسق مع تشاد لتقوم القوات المصرية بتحرير الرهائن داخل أراضيها.

وأكد المتحدث باسم الحكومة المصرية مجدي راضي أن تحرير الرهائن تم بعد تنسيق مع السودان.

وقالت مصادر أمنية مصرية إن جثث القتلى من الخاطفين والمقبوض عليهم منهم بحوزة السلطات السودانية.

وقالت مصادر مصرية أمنية الاثنين إن قوات مصرية وبعض عناصر من الجيش السوداني، إضافة لتعاون استخباراتي مع الجانبين الألماني والإيطالي، نجحوا في تحرير الرهائن.

وأضافت المصادر أن تحرير الرهائن جرى بعد مراقبة مكثفة لتحركات الخاطفين في اليومين الأخيرين، وكان يتوجب تضييق الخناق عليهم، والعملية تمت بنجاح في وقت مبكر من صباح الاثنين، وحوالي 17 من الخاطفين لقوا حتفهم.

لكن مصادر أخرى قالت إن عدد الخاطفين الذين قتلوا أقل من ذلك بكثير دون مزيد من إيضاحات عن هويتهم.

لكن مصادر أمنية مصرية في منطقة العوينات جنوب غرب البلاد قالت لصحيفة الشرق الأوسط إن عملية تحرير الرهائن تمت بعد محاولة الخاطفين الهروب، إما بأموال الفدية التي طلبوا الحصول عليها قبل إطلاق الرهائن، أو بسبب تعرض 6 منهم للقتل على أيدي القوات السودانية يوم الأحد الماضي.

الرواية السودانية

أما السودان فقد أعلن رواية مختلفة لعملية تحرير الرهائن، إذ قال مسئول سوداني إن الخاطفين تركوا الرهائن لحال سبيلهم بعد أن قتلت القوات السودانية ستة منهم يوم الأحد وألقت القبض على اثنين.

وقال المقدم الصواري خالد مسعد مدير مكتب المتحدث باسم الجيش السوداني في تصريحات لقناة "الجزيرة" إن الجيش السوداني نجح في تحرير الرهائن في عملية قام بها يوم الأحد قتل خلالها 6 من الخاطفين كان من بينهم زعيم المختطفين، كما أسر اثنين أدليا بمعلومات تفصيلية عن مكان وتحركات المختطفين.

وأشار إلى أن قيام الجيش السوداني بمهاجمة المختطفين يوم الأحد وقتل 6 وأسر اثنين أدى إلى بث الرعب بين باقي الخاطفين حيث تركوا السياح وهربوا.

وقد وجهت السلطات السودانية التهنئة للجيش السوداني على عمليته الناجحة والتي أدت إلى تحرير السياح ومرافقيهم المصريين.

شاهد وصول الطائرة العسكرية المصرية تحمل الرهائن المحررين (2) .. (خاص - الجزيرة)

وقال رئيس إدارة المراسم في وزارة الخارجية السودانية علي يوسف إن الرجلين اللذين ألقي القبض عليهما الأحد أبلغا قوات الأمن بأن الخاطفين اعتزموا التوجه إلى مصر.

وأضاف أن القوات السودانية حاولت عزل الخاطفين الباقين قرب الحدود، وأن الخاطفين تركوا الرهائن في ذلك الوقت وأن الرهائن عبروا الحدود من تلقاء أنفسهم إلى مصر قبل أن تكون هناك عملية إنقاذ.

واعتبر يوسف ان عملية التحرير بدأت الاثنين بواسطة القوات المسلحة السودانية بنسبة (100%)، وقال إن القوات الخاصة المصرية واصلت العملية التي تمت الاثنين داخل مكمن الخاطفين بالأراضي التشادية.

تقرير حول عملية تحرير الرهائن المختطفين .. شاهد (خاص - الجزيرة)

واشار السفير الى ان اسهام غرفة العمليات التي تم تشكيلها منذ بداية الازمة في توفير المعلومات وانسيابها بصورة مستمرة بين الاجهزة الامنية في السودان ومصر بجانب الاتصالات التي تمت مع دول الرهائن.

وأضاف ان الوثائق التي ضبطت بحوزتهم تشير إلى انتمائهم لحركة تحرير السودان بدون تأكيد لتبعيتهم لجناح محدد، مؤكداً مقتل قائد العملية واسمه بخيت (تشادي الجنسية) الاحد على ايدي القوات السودانية، وابان ان التقديرات اوضحت ان عدد الخاطفين 30 على الاقل.

وقال يوسف ان بعض الخاطفين تشاديون وان جزءا منهم سودانيون.

الرواية التشادية

وقال المتحدث باسم الحكومة التشادية محمد حسين لوكالة فرانس برس: لم يحصل شيء في تشاد، لا علاقة لتشاد بهذه القضية، تشاد لم تر شيئا، لقد تابعنا كل ما حصل عبر وسائل الاعلام.

ونفى حسين وجود الرهائن في اراضي بلاده قبل أو بعد تحريرهم، وابدى استغرابه لاقحام تشاد في تلك الحادثة، متهماً دولاً لم يسمها بالعمل على اقحام بلاده في القضية، وشدد ان بلاده تدين عمليات الاختطاف اياً كانت ولا تتعامل مع مثل تلك الجرائم.

واضاف حسين - الذي يتولى ايضا وزارة الاعلام - لقد فوجئنا، ونتساءل ما اذا كنا هدفا لنكتة سمجة.

اجمالي القراءات 4936