تحيه طيبه
أكتب هذا المقال لكي أبين فيه رأئي النهائي للجدال المؤسف الذي جرى على هذا الموقع.
كان الجدال حول نقطتيين
أولا: هل يدخل بعض المشركين الجنه.
ثأنيا: هل جهنم مستمره بالوجود الى مالانهايه.
كان جوابي على أولا: بنعم , وكان جوابي على ثانيا: بلا
لماذا أقول ذلك حيث يبدوا ما أقول هنا لاول وهله منافيا للقرآن.
المشركين الذين قصدت بأنهم من الممكن لهم دخول الجنه, هم المشركين المعذورين, أي المشركين الذين لم تقم عليهم الحجه, وهم أغلب المشركين على الأرض بزعمي الشخصي.
القرآن يوضح بأن الله أرسل الرسل لتبليغ الناس, ولابطال حجه عدم التبليغ.
وقال الله: وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا. وهذه الايه أيه مطلقه عامه. وهي تعني ان الله لن يعذب أحدا ما لم يصله بلاغ مبين من الله عن طريق الرسل, والا فهو معذور.
أن الله لايكلف نفسا الاوسعها.
وبالتالي معلوم بأن هؤلاء المشركين الغافلين غير المتعمدين للأشراك العقائدي أنما هم معذورين كما يقول القرآن نفسه.
قد يقول قأئل التالي: لكن هناك الآيه التاليه وهي تنقض ما تقول
(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ*أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ*وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الأعراف 172- 174).
قد يقول قأئل بأن هذه الآيه, تقول أنه حتى وان لم يصل لأنسان رسل فهو مبلغ سلفا قبل أن يأتي لهذه الحياه بالتوحيد, وبالتالي فليس لهم حجه.
ردي على ذلك هو أن الايات يجب ان تفهم في ظل أيات القرآن, وليس بمعزل عنها.
نحن لدينا الآيه التاليه
رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما (النساء 165)
وهذه الآيه تصرح بصوره واضحه بأن الرسل هم حجج الله على الناس.
وبالتالي لتفسير الآيه من سوره الأعراف اعلاه. نقول أن الكلام هنا موجه لهولاء الذين ارسلت لهم الرسل ورفضوهم لانهم تعصبوا لاسلافهم, اي أقيمت حجه الله عليهم بتلغيهم من قبل الرسل لكنهم رفضوا الرسل وتبعوا اسلافهم. وهنا الحجه هي ان هناك أستعداد موجود في نفوس كل الناس للتوحيد, لكن طبعا المجتمع يفسد هذه الفطره السليمه, وبالتالي عندما يأتي الرسل ويبلغون يكون سهلا على الناس معرفه ان الرسل على حق لانهم اساسا لهم استعداد بفطرتهم للتوحيد لانه ا لله قد اشهدهم على ربوبيته قبل ان يأتوا لهذه الحياه. ولذلك يقول الله تعالى عن رساله الرسل بأنها تذكره, ويقول في الكثير من الأيات "لعلهم يرجعون".
ما أريد قوله ان الحجه أنما هي بوصول البلاغ عن طريق الرسل من الله. أما الاستعداد الفطري فأنه لوحده ليس بحجه وألا نصل الى تناقض بين الايات في القرآن.
أذن فالمشرك والملحد الذي لم تصل له الرساله معذور. لكنه مع ذلك مشرك وحتى يوم القيامه هو عند الله مشرك, لان هذا ماحصل, لكنه مشرك معذور ولاذنب له في أشراكه.
لكن من يحمل ذنب الاشراك, حيث أن الله لا يغفر الاشراك.
الجواب على ذلك موجود في الآيه التاليه:
ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون (النحل-25)
لاحظ "من" التبعيضيه , اي ان المشرك المتعمد للاشراك والذي هو سبب ضلاله المشرك الغافل, فأن المشرك المضل هو الذي يحمل وزر الشرك الذي فعله المشرك الغافل الذي لم يصله التبليغ الالهي عن طريق الرسل. لكن طبعا المشرك المتعمد لن يحمل الاوزار التي لاعلاقه لها بالشرك التي ارتكبها المشرك الغافل. لاحضوا العداله الالهيه وذلك يتوافق مع : لاتزر وازره وزر أخرى.
فالمشرك الغافل بالمعنى أعلاه أنما يحاسب بميزان أعماله, فأن رجحت كفه أعماله الصالحه فهو في الجنه,وأن تساوت الكفتان فهو في الجنه, وأن رجحت كفه الأعمال السيئه فهو في النار.
وهذا كان سبب قولي التالي الذي أغضب الأخوه الى درجه أخراجي من المله بحجه اني أضرب بنصوص القرأن عرض الحائط كما تصوروا:
مهما قال السيد الدكتور صبحى منصور ولجنة المتابعه الخاصة بموقعه وشريف أحمد وشريف صادق وباقى المعلقين على شخصا ما أنه مُشركا فقد يدخل الجنه رغم أنفكم جميعا لآن الله قرر انه يستحق الرحمه سواءا قرر الله ان ذلك العبد مشركا أم لا .. فالمشرك الغافل هو مشرك , لكنه لايتحمل جريره هذا الاشراك, كما أوضحت اعلاه.
ثانيا: ماذكرت أعلاه هو مجرد مثال, الله أعلم كم من الحالات الشركيه التي يغفر الله لها, فنحن لانملك علم الله الكامل, فلعله هناك اعذار أخرى للمشركين لانعلمها, الله يعلمها. ثانيا نحن لانستطيع ان نحدد رحمه الله أبدا. ان الله يفعل مايريد, ولايمكن لاحد ان يسأل الله لماذا عفوت عن هذا المشرك ام لا, من نحن كي نسأل الله. أذا قرر الله ان أنسان يستحق الرحمه فالله جل وعلا هو الاعلم بعباده وليس لاحد ايا كان أن يعتقد بأنه أعلم من الله ويقول لله الذي خلقه بأن ذلك الفلان كان مشركا فكيف قررت له ان يدخل الجنه. اليس هذا تعالي على الله نفسه.
( وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129) ).
الآيه واضحه.
أنا أتصور انه أغلب المشركين انما هم الغافلين المعذورين الذين ترجح كفه اعمالهم الصالحه ومصيرهم الجنه. هذا قولي ياجماعه فلا تحملوه مالاطاقه له به.
نأتي الى المسأله الثانيه: مسأله الخلود في جهنم.
أنا لم أنكر الخلود الابدي في جهنم. لكني قلت أن رأئي الشخص(ولا ألزم أحدا بهذا الرأي ولاأفرضه على أحد) بأن صفه الخلود نحن لانعلمها على قيد اليقين, وان معاجم اللغه ليست كافيه لاستجلاء هذه الصفه, وأنه بنظري أعتقد ان تأويلها هو ليس المتعارف عليه من معاجم اللغه.
الخلود في اللغه لايعني بالضروره: الاستمرار الانهائي بالوجود, حسب مايعتقده البغض. بل تأتي كلمه خلود في اللغه بمعني اللبوث لفتره طويله, وبالتالي فمده الخلود غير محدده لغويه,وقد تعني طويله لكن متناهيه, وقد تعني لامتناهيه.
كلمه الأبد أيضا لاتعني بالضروره: الانهائي. فقد تأتي بمعنى دائما, أو بمعنى مادمت في هذه الحياه. فمثلا تقول لفلانه سأذكرك أبدا, والمعنى مادمت حيا.
الخلود الابدي عاده تأتي في اللغه بمعنى البقاء لمده لامتناهيه.
لكني أجتهدت ان ذلك هو ليس المقصود عند الحديث حول جهنم في القرأن وذلك لوجود موانع عقليه مستقاة من القرآن نفسه. فالله أوضح قاعده قرآنيه لامجال للشك فيها الا وهي : العقاب على قدر الجريمه.
أنظر قوله تعالى: فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون (يس 54).
وكذلك قوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره (7) ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره (8) . الزلزله.
وكذلك وجود درجات في جهنم, يشير الى تلك الحقيقه القرآنيه: العقاب على قدر الجريمه. والذي يسفه هذا المبدا فهو يعتدي على القرآن والله.
الآن: كانت المسأله التي أردت أثارتها مسأله عقليه وهي أن الأنسان متناهي والوجود الاختباري متناهي , وبالتالي فأن الذنب الذي يقترفه الانسان متناهي في كافه الاحوال, فكيف أذن يوجد عقاب لامتناهي؟
قال احد المعلقين : ان الله قال ان الشرك لظلم عظيم . صحيح لاخلاف ,ولكنه عظيم متناهي لانه صدر من كائن متناهي, والكائن المتناهي لايمكن ان يعمل عملا لامتناهيا.
انا قلت اننا ممكن ان نقيس عظمه ذلك الظلم بمقدار الأذى الحاصل على البشر الذين اتبعوا ذلك الاشراك, أما أثر ذلك الظلم على الله فلايمكن أن نقيسه, ولكن لايمكن ان يكون أثر ذلك الظلم على الله لامتناهيا, لان الانسان كائن متناهي ولايكمن ان يظلم خالقه بصوره لامتناهيه.
ثانيا أن الله قد أخبرنا بأنه لايغفر الاشراك (والمقصود طبعا الاشراك المتعمد مع عدم وجود توبه) ولكنه لم يوضح لنا السبب, هل هو لان فيه أذى عظيم على الغافلين الذين يتبعونهم من الناس وعلى غيرهم , أم لان الاشراك ظلم في حقه هو, فتبقى مسأله ان الله قد يتجاوز عن الظلم الذي صدر في حقه من الاشراك, لكنه لن يتجاوز عن الظلم الذي وقع على الناس الغافلين الذين أتبعوا ذلك الاشراك. تبقى هذه المسأله غير معروفه.
وأنا قلت أني أعتقد بأن الله سوف يتجاوز عن الظلم الذي وقع عليه تعالى, ولكني لم أقل أنه سيتجاوز عن الظلم الذي وقع على الناس من الأشراك. وهذه مسأله لاعلم لي أنا بها. بل هي في علم الله.
لكن الظلم الذي وقع على الله متناهي, لان الانسان كائن متناهي ولايمكن أن يأتي بعمل لامتناه. هذا واضح. وبالتالي أعتقد بأن العقاب سوف يكون متناهيا ايضا.
كل الذي كنت أريد ان أقوله هو أنه انني شخصيا (رأئي شخصي ياجماعه ولا أفرضه على أحد) أعتقد بأن ما اتصوره اعلاه من مقولات لايمكن لاحد ان يجزم على وجه اليقين ببطلانها ولا بصحتها أيضا. وأنا شخصيا أعتقد بأنها صحيحه كأعتقاد شخصي.
وبناءا على الفكر اعلاه, فأن تصوري الشخصي هو ان تفسير الخلود الابدي في النار الذي ورد في الآيات القرآنيه, هو بمعنى اللبوث فيها لمده طويله مده بقاء جهنم نفسها بالوجود, وأنا أتصور ان جهنم متناهيه, أي انها زائله من الوجود وليست مستمره بالوجود الى ما لانهايه.
هل أدعائي اعلاه يناقض القرآن.
قال أحدهم : ان ثلاث مستويات للبقاء في جهنم ذكرها القرآن وذكرها بنفس الطريقه حول الجنه. مما يعني ان هناك بقاء لانهائي في الجنه مثلما هو في النار.
أقول: ان ذكر هذه المستويات بنفس الكلمات لايعني ان لها نفس المعنى. فمثلا ذكر الله أن سليمان النبي قال بأنه سيذبح الهدهد وأنه سيعذبه عذابا اليما, فهل نستنتج من ذلك بأنه كان يقصد فصل الرأس عن الجسد, كما هو موجود بهذا المعنى في أيات أخرى. الجواب كلا.
لاأحد يستطيع ان يجزم بصوره قطعيه لاشك فيها بان الخلود الابدي في النار المذكور في القرآن يعني الاستمرار الانهائي بالوجود في النار.
هذا ما كنت اريد قوله: أن حمل الآيات على ظاهرها بأستعمال قواميس اللغه وحدها وأستنتاج ان الخلود الابدي المذكور في القرآن أنما معناه البقاء الى مالانهايه في جهنم, هو مجرد أحد التفاسير لهذه الآيات, ولكن لا أحد يستطيع ان يجزم بصوره يقينيه قطعيه بأن تفسيره هو التفسير الصحيح, وأن التفسير الآخر الذي بنيته بأستعمال حجج منطقيه مبنيه على القرآن والعقل هو خاطئ.
لذلك فأنا لاأعرف تأويل هذه الأيات ولا أدعي ذلك, ولكني أقول بأن رأئي الشخصي يذهب بالقول بأن جهنم متناهيه في الوجود, واني أفسر كلمه خلود وكلمه ابدي الوارده في القرآن بمعنى "اللبوث الطويل" و" مده بقاء جهنم في الوجود" وأعتقد بأن جهنم زائله.
هل في ماأقول اعلاه ما هو ضد القرأن والتوحيد.
وما أبرئ نفسي ان النفس لاماره بالسوء الا مارحم ربي.
مع التقدير