دبي - العربية.نت
اخترق قراصنة معلوماتية (هاكرز) عددًا من مواقع إنترنت تُعنى بالعلوم الشرعية السنية، في ردٍّ على ما أسموه بالاعتداء على المواقع الشيعية بحسب ما ذكروه في بيانٍ بثُّوه على بعض المواقع، وأرفقوه بعلم إيران.
وعند الدخول إلى تلك المواقع تبرز صورة وجهٍ مصبوغ بالعلم الإيراني والآية الكريمة "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ" في إشارةٍ ضمنية إلى الهجوم الذي تعرض له في وقت سابق موقع المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي حسين السيستاني من أطراف مجهولة.
وكان هاكرز دمروا الموقع التابع لمؤسسة "آل البيت" التابعة للسيستاني، وبثوا نشيدًا دينيًا وأرفقوه بشريط فيديو للكوميدي الأمريكي، بيلل ماهر، يسخر فيه من فتاوى للسيستاني سماها بـ"فتاوى جنسية".
وطالت القرصنة مجموعةً من المواقع الإلكترونية السنية، منها موقع "الإسلام نت" الذي يتبع للداعية السعودي د. عائض القرني، وموقع آخر يُعنى بعلوم السنة النبوية، بحسب تقريرٍ نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الإثنين 29-9-2008.
ووضع الهاكرز الإيرانيون، على المواقع الالكترونية المدمرة، علمًا إسرائيليًا وقد قُسم إلى نصفين، لجانب صورة للخليج العربي، كتب عليها "الخليج الفارسي"، كما رسم على الوجنة اليمنى للوجه الملون بألوان العلم الإيراني، شعار قريب من شعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تنتقد عدم تعاون طهران معها في ملفها النووي.
وانتقد عائض القرني إقدام هاكرز إيرانيين، على تدمير موقعه، وقال "إن موقع الإسلام نت، قد أتلف بالكامل، وفقد كل محتوياته"، ووصف الداعية السعودي، خطورة تدمير المواقع الإلكترونية، بـ"الأسلوب القبيح والعدواني"، وقال إن مثل هذه الأساليب تتعارض مع كل دعوات طهران بمد جسور التعاون والتعايش السلمي بين السنة والشيعة.
من جهته قال المتخصص في الشؤون الإسلامية عبد العزيز قاسم إن هذه الهجمات ما هي إلا انعكاسٌ لما يدور في الساحة الإسلامية من سجال بين رموز في التيارين السني والشيعي حول التبشير الطائفي، بحسب تقرير آخر نشرته صحيفة "الوطن" السعودية الإثنين.
وشهد الإعلام في الأيام القليلة الماضية سجالاً واسعًا بين الشيخ يوسف القرضاوي وعدة مراجع شيعية على خلفية ما أسماه القرضاوي المد الشيعي في عدة دول عربية.
وأضاف قاسم: "هذه الهجمات صدرت من شباب متطرفين في التيار الشيعي، وبالتأكيد هي لا تمثل الشيعة بأكملهم، وأعتقد أنها محاولة لنصرة رموز التيار الشيعي الذين يقفون ضد تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي، والتي طالب فيها عقلاء الشيعة بالتدخل لوقف التبشير الطائفي الشيعي".
وكان القرني قد أيد الشيخ يوسف القرضاوي في موقفه من المد الشيعي.
ويعتقد الداعية القرني، أن ما تعرض له موقعه الإلكتروني، كان نتيجة دفاعه عن الشيخ القرضاوي، ضد من اتهمه بأنه "عميل للموساد"؛ وذلك خلال اتصالاتٍ هاتفية تلقاها الشيخ في أحد البرامج التلفزيونية التي تعرض خلال شهر رمضان المبارك، وقال: "تلقيت اتصالات من العراق، في برنامج حياتنا الذي يعرض على قناة (إم بي سي)، تسأل عن موقفي من كلام القرضاوي حول المد الشيعي، قبل أن يتهم أحد المتصلين الشيخَ بالعمالة لليهود".
وتعرض كذلك موقع الشيخ فالح الصغير "البرهان" للقرصنة، والشيخ فالح أن موقعه كان من ضمن المواقع التي تعرضت للهجوم الذي وصفه بغير المبرر، وأضاف أن معلومات أولية ذكرت له أن حجم المواقع كان كبيرًا جدًا، وقد يصل إلى 900 موقع.
وطالب عبد العزيز قاسم العقلاء أن يتدخلوا لوقف التطرف الذي يحدث سواءً على الجانب الدعوي أو الهجوم على شبكة الإنترنت.