العنف يعود إلى جنوب الجزائر وسط صدام بين المالكيين والإباضيين

في الإثنين ٢٩ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الجزائر- آفاق - خاص 


عادت أعمال العنف إلى منطقة بريان بولاية غرداية (50 كلم جنوب الجزائر) والتي سبق أن اندلعت قبل أشهر مخلفة قتيلين والعديد من الجرحى، ولكن هذه المرة مصحوبة بصراع بين المالكيين السنة والإباضيين.


الداخلية الجزائرية التي أعلنت في وقت سابق أنها عثرت على مناشير تحرض على التطهير العرقي في المنطقة، اتهمت على لسان وزيرها "نور الدين يزيد زرهوني" من أسماهم " بعصابة خارجية" تحاول إثارة الفتنة في المنطقة ذات الأغلبية الأباضية، حيث أكد وزير الداخلية ان أجهزة أمنية عثرت على مناشير في أجهزة الكمبيوتر التي تم حجزها بمنازل شباب قادوا المظاهرات في المنطقة، كما تم العثور على أقنعة كان يضعها الشباب أثناء خروجهم مع المتظاهرين حيث ذكر شهود عيان أن الذين كانوا يضرمون النيران في المحلات والسيارات كانوا يضعون قناعا على وجوههم.


التصريحات الأخيرة للرجل الأول في الداخلية نور الدين اليزيد زرهوني جاءت في الوقت الذي اعتبر فيه العديد من المراقبين العنف الذي شهدته منطقة غرداية، أكثر مناطق الجزائر هدوءا، له طابع طائفي ضمن صراع يبدو اليوم مفتوحا بين المالكيين (السنة) وبين الإباضيين (الأقرب عقائديا من الخوارج) مما يجعل المنطقة في حالة استنفار حقيقية منذ أشهر.


يذكر أن طائفة الإباضية استطاعت التواجد والتعايش في جنوب الجزائر منذ القرن الثامن عشر، وهي منعزلة عن الحياة السياسية بشكل كبير، وظهرت لأول مرة كطائفة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت عام 1992 والتي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ، حيث اكتشف الجزائريون لأول مرة خسارة الجبهة الإسلامية للإنقاذ في منطقة غرداية ذات الأغلبية الإباضية.


وثاني ظهور كان السنة الماضية، بعد خطأ ارتكب في الكتاب المدرسي وصف فيه الإباضيون صراحة بالخوارج، وهو الوصف الذي أثار غضبهم قبل أن يتم حذف عبارة "الخوارج" في باب الحديث عن الإباضيين في الكتاب المدرسي.


الجدير بالذكر أن المذهب الإباضي يشكل أقلية مذهبية في العالم العربي، باستنثاء سلطنة عمان حيث يعتبر المذهب الرسمي للدولة، كما ينتشر الإباضيون في جبل نفوسة في ليبيا و غرداية في الجزائر وبعض المناطق في شمال أفريقيا.

اجمالي القراءات 5024