أهم الحركات الإسلامية المتواجدة بالمغرب العربي

في الإثنين ٠١ - يونيو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

تتعدد الحركات الإسلامية بالمغرب العربي وتتنوع رؤاها ومرجعياتها الفكرية، رغم أن جميعها ذات خلفية إسلامية، كما تختلف حدة التطرف والانفتاح فيما بينها حسب طبيعة منهج وفكر كل واحدة منها.

قبل عرض أهم القوى الإسلامية المتواجدة بالمغرب العربي، تجدر الإشارة إلى أنه هذه الحركات ليس لها علاقة تنظيميا بجماعة الإخوان المسلمين بمصر، وإن كان بعضها يتعاطف معها سياسيا ويشاركها فكريا بعض مبادئها.

  • جماعة العدل والإحسان


من أكبر الحركات الإسلامية وأنشطها بالمغرب، أسسها الشيخ عبد السلام ياسين، الذي وافته المنية سنة 2012، وخلف زميله في الدرب محمد عبادي بعد أشهر من وفاته، جماعة سياسية دعوية تجمع بين البعد الصوفي والسلفي.

تعد حركة العدل والإحسان إحدى أهم القوى السياسية المعارضة للنظام السياسي بالمغرب بجانب القوى اليسارية الراديكالية، وقد كان لها حضور قوي في احتجاجات حركة 20 فبراير، قبل انسحابها منها بعد شهور من نشاطها، تتهم حزب العدالة والتنمية بـ”خذلانه الحراك الشعبي المغربي وقبوله أن يكون أداة في يد المخزن”، كما تقول إنها تعاني هجمات سياسية وإعلامية ومادية من قبل النظام.

تتبنى الحركة المنهج التربوي في الدعوة، كطريق وحيد لـ”بناء الأمة واسترجاع زمن الصحابة”، كما أنها ذات بعد صوفي، غير أنها تمارس النشاط السياسي خلافا للطرق الصوفية التي تنأى بنفسها عن عالم السياسة.

حتى الآن لم يسمح لها بتأسيس حزب سياسي بشكل رسمي.

  • حركة التوحيد والإصلاح


حركة تابعة لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعم الحكومة المغربية، وهي الخلفية التي تنوب عنه في حروبه الفكرية والإعلامية والاجتماعية مع خصومه من القوى المدنية والسياسية وحتى الإسلامية، تصف نفسها بالحركة التجديدية والإصلاحية، وبكونها تسعى إلى “إقامة الدين الوسطي”، يرأسها حاليا عبد الرحمان الشيخي بعد انتخابه في غشت من السنة الماضية.

تعتمد حركة التوحيد والإصلاح منهج ما تسميه “التدرج والحكمة والشورى وكذا الانفتاح على المجتمع والسياسة”.

يصفها البعض بأنها حركة إسلامية “معتدلة” مقارنة بباقي القوى الإسلامية الأخرى المتواجدة بالمغرب مثل السلفية وجماعة العدل والإحسان.

تتميز الحركة بقدرتها التنظيمية وتأطيرها لآلاف الأطفال وفق رؤيتها الدينية عبر جمعياتها، وتواجه انتقادات حادة بكونها خانت الحراك الشعبي أيام الربيع المغربي بعد تبرئ الحزب التابع لها من حركة 20 فبراير.

  • حركة النهضة التونسية


ممثلة لحزب النهضة التونسي، يرأسها راشد الغنوشي الذي قدم من لندن بعد سقوط نظام بنعلي، ونائبها عبد الفتاح مورو الذي عاد هو الآخر من السعودية إلى تونس، خرجت إلى الوجود بشكل علني في 6 يونيو 1981.

رحبت الحركة بالإطاحة بنظام بورقيبة سنة 1987 من قبل بنعلي، وكانت من الموقعين على وثيقة الميثاق الوطني التي دعا إليها النظام الجديد المنقلب، قبل أن تحدث صدامات معه أيضا، فطاردت السلطات التونسية أنصارها وقادتها، ليتم إطلاق سجنائهم والترحيب بهم بعد ثورة الياسمين.

فاز أعضاؤها بأغلبية المقاعد في المجلس التأسيسي، حيث شكلت حكومتها الأولى بعد سقوط النظام البائد، قبل أن يفوز عليها في الانتخابات الأخيرة حزب نداء تونس ذو التوجه المدني اليساري الذي يقود الحكومة التونسية اليوم.

يعتبرها البعض بأنها نجحت فيما أخفقت فيه جماعة الإخوان المسلمين بمصر، حيث قبلت التوافق مع مختلف القوى السياسية في سبيل المرحلة الانتقالية.

  • أنصار الشريعة التونسية


حركة إسلامية سلفية، مصنفة على لائحة الإرهاب لدى الحكومة التونسية والولايات المتحدة الأمريكية، بعد اشتباهها في ارتباطها بأحداث عنف تهم عمليات عسكرية ضد الجيش التونسي واغتيال ناشطين سياسيين، وكذا هجوم على السفارة الأمريكية.

كان أغلب أعضائها في السجون، قبل إطلاق سراحهم في فترة الربيع التونسي، وقد استغلت الحركة مناخ الحرية الذي توفر في تونس حينها، فقامت بنشر دعائي قوي لدعواتهم السلفية بين الشباب التونسي، غير أنه سيتم حظرها مرة ثانية بعد أن انزاحت نحو العنف.

تسعى الحركة السلفية إلى ما تسميه “أسلمة المجتمع التونسي وإقامة الشريعة”، أبرز قادتها أبو عياض التونسي وأبو قتادة وعمر عبد الرحمن، تمثلها حاليا كتيبة عقبة بن نافع التنظيم المتطرف الذي يحارب الجيش التونسي في جبل الشعانبي.

  • الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية

 

 

 

 

 

الحركة الإسلامية التي فازت بأغلبية الأصوات في الانتخابات البرلمانية الجزائرية برئاسة عباس مدني ونائبها علي بلحاج، وذلك في 26 ديسمبر 1991 بعد ميلادها بعامين، غير أن الجيش انقلب على الحركة بمبرر “إنقاذ الجمهورية من خطر القوى الإسلامية”، ما حذا بالأخيرة إلى رفع السلاح والدخول في حرب استنزافية معه طوال سنوات، خلفت آثارا كارثية على الشعب الجزائري ككل، وهي الفترة المسماة بالعشرية السوداء.

لكن في نهاية القرن الماضي بعد تقلد عبد العزيز بوتفليقة الرئاسة، قام الأخير بعقد مصالحة مع القوى الإسلامية في إطار ما يسمى بـ”ميثاق السلم والمصالحة”، لتنتهي تلك الحقبة السوداء في تاريخ الجزائر.

تم حل حزب الجبهة الإسلامية منذ مارس 1992، ولا زال القرار ساري المفعول حتى الآن، ولم يعد لها وجود شعبي في الوقت الحاضر بعد انهيار هياكلها.

  • حركة مجتمع السلم الجزائرية


وهي تمثل التيار الإسلامي المحافظ السائد في الجزائر حاليا، أسسها محفوظ نحناح منذ سنة 1990، شعارها “العلم والعدل والعمل”، شاركت الحركة في الاستحقاقات الانتخابية التي مرت بها الجزائر.

تطمح حركة مجتمع السلم إلى “إقامة دولة ديموقراطية مستقلة تعتز بدينها وهويتها وتحقق العدالة والرفاه لمجتمعها”، تتخذ لأجل تحقيق ذلك الكفاح السلمي والحوار الديمقراطي والشورى الشرعية كطريق لها.

وقد شكلت الحركة تحالف “تكتل الجزائر الخضراء” مع حركة النهضة الجزائرية وحركة الإصلاح الوطني، من أجل الوصول إلى التغيير السياسي المنشود حسب رؤيتها.

  • القاعدة في المغرب الإسلامي


تنظيم متطرف مصنف على قائمة الإرهاب لدى الأمم المتحدة والبلدان المغاربية جميعها، نشأ عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، ينشط التنظيم في الحدود بين الجزائر وتونس وكذا في الأراضي الليبية بعد انهيار الوضع في ليبيا، وتتواجد خلاياه أيضا بالصحراء بمالي وموريتانيا.

أعلنت الجماعة الإسلامية السلفية الجهادية انتماءها لتنظيم القاعدة سنة 2006، وتتحدث تقارير بأن داعش تحاول استمالتها حاليا، لغرس وجودها في أرض المغرب العربي.

يقول التنظيم إنه “يسعى لتحرير المغرب الإسلامي من الوجود الغربي – الفرنسي والأمريكي تحديدا – والموالين له من الأنظمة (المرتدة) وحماية المنطقة من الأطماع الخارجية وإقامة دولة كبرى تحكم بالشريعة الإسلامية”.

يتزعمها “الأمير” أبو مصعب عبد الودود، واسمه الحقيقي عبد الملك درودكال، تقدر الاستخبارات المغاربية أعدادها ما بين 1500 و2000 جهادي.

وتنظيم القاعدة بالمغرب العربي هو أحد التنظيمات التي تضعها السلطات المغاربية في مرتبة الخطر الأول على أمن المنطقة، ومن أجل ذلك تخصص لمواجهته موارد عسكرية واستخباراتية وإعلامية مهمة.

  • الطرق الصوفية

 

 

 

 

 

لم نؤخر هذا العنصر إلا لمكانته البارزة، فالطرق الصوفية بالبلدان المغاربية هي أكثر الحركات الإسلامية انتشارا وتأثيرا في الشعوب المغاربية بلا منازع رغم بعدها عن المجال السياسي.

للزوايا الصوفية حضور قوي في تاريخ دول المغرب العربي منذ القدم، وقد كانت سد المقاومة المنيع ضد المحتلين في فترة الاستعمار، كما تلعب الزوايا حتى الآن أدوارا ثقافية شتى في المجتمعات المغاربية، حتى أصبحت العقلية الثقافية للإنسان المغاربي يطغى عليها البعد الصوفي التقليدي، وهو ما يفسر انتشار ظاهرة زيارات واحتفالات الأضرحة بالبلدان المغاربية.

تحرص الطرق الصوفية بطبيعتها على الابتعاد عن عالم السياسة “المدنس”، وتستغرق في تزكية النفس والتقرب لـ”أولياء الله الصالحين الأحياء منهم والمرحومين”، كما تنشد السمو الروحي.

وليس غريبا الحضور القوي للتدين الصوفي بالمغرب العربي، فأبرز علماء التصوف ينتمون بالتحديد للمنطقة المغاربية، ولعل أجلهم مولانا العارف محيي الدين ابن العربي.

تفيد تقارير أن دخول العديد من الأوروبيين للإسلام يكون غالبا على يد الطرق الصوفية، نظرا لما يجدون فيها من قيم المحبة والتسامح والسمو الروحي، وتحظى مواسم زواياها بمئات الآلاف من المريدين في كل عام، منهم أطر عليا علمية وثقافية وحتى سياسية.

نذكر من بين أبرز الطرق الصوفية بالمغرب العربي، الطريقة البوتشيشية والطريقة العيساوية والطريقة التيجانية، والطريقة العلاوية والطريقة القادرية الجيلانية والطريقة الجعفرية.

اجمالي القراءات 4545