دراسات قرءآنية
"إِذَا" و "إِنْ" الشرطية فى القرءآن الكريم
مقدمة:
هذه الدراسة ما زالت تحت البحث والتدبر، والهدف من نشرها الآن هو اشتراك كل من يريد أن يزيد أو يغير فى المضمون العام لكى نخرج بمفهوم واضح وسليم، وحين ننتهى من الدراسة والتدبر ونتفق على صورة شبه نهائية وأقرب ما يمكن إلى الفهم الصحيح وبذلك يمكن انهاء هذا الدرس ويحفظ ففى ملف يمكن تسميته إن صح التعبير " موضوعات تم البحث فيها " أو أى إسم آخر يعطى نفس المعنى. ثم ننتقل إلى موضوع آخر بإذن اللــه ونسير على نفس الأسلوب وفى النهاية يكون لدينا عدة مواضيع قرءآنية تمت دراستها وتدبر معانيها وتكون مرجع لكل من يريد التوسع فى فهم ءآيات القرءآن الكريم ويمكن الاستفادة من هذه الدراسات فى الرد على أسئلة أو تعليقات الأخوة القراء... هذا إذا كنا نريد بناء قاعدة بحثية على أسس معرفية منهجية عقلية .
ملحوظة: إذا كانت هناك دراسة تمت فى هذا الموضوع بالذات " إذا و إنْ " فأرجوا توجيهى إليها لكى لا أكرر ما قيل من قبل.
.
"إِذَا" و "إِنْ"
إن تمعن الإنسان و تفحص معنى كلمة "إذا" وفق ورودها في القرءان لوجد أن معناها يختلف عن المدون في كتب الدين . فهذه بعض الآيات التي توضح معنى الكلمة "إِذَا", و كذلك معنى الأداة "إِنْ" الشرطية, وفق ورودهما في القرءان الكريم:
كلمة " إذا "
- "وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلُُُ ُ, فَإِذَا جَآءَ أََجَلُهُمْ لا يَسْتَأْْخِرُونَ سَاعَةً , وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ" الأعراف (34).
- "وَ إِذَا قُرِئَ اٌلقُرْءَانُ فَاٌسْتَمِعُواْ لَهُ وَ أَنْصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" الأعراف (204).
- "...وَ إِذَا خَاطَبَهُمُ اٌلْجَــهِلُونَ قَالُواْ سَلَــمًا" الفرقان(63).
- "فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثعْبَانُ ُ مُّبينُ ُ" الشعراء(32).
- "وَ نَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِىَ بَيْضَآءُ لِلنََّــظِِرِينَ" الشعراء(33).
- "فَإذَا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِِِى فَقَعُواْ لَهُ سَـــجِدِين" الحجر(29).
- "أَءِذَا مِتْنََا وَ كُنَّا تُرَاباً وَ عِظَــمًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثونَ" الصافات(16).
- " ...فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَ’لَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ. ..." النساء(6).
- "وَ إِذَا حُيِّيتُم بتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ؛ ..." النساء(86).
- "... . فَإَذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُواْ عَلَى أََنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِنْدِ اٌللهِ مُبَــرَكَةً طَيِّبَةً. ..."النور(61).
تلك مجرد عشرة أمثلة وردت بها الأداة "إذا"؛ و بالواقع إنها ترددت 441 مرة ( أي 7 x 63 ) في القرءان كله. بعد فحص تلك الآيات، ظهر أن هناك ثلاث عوامل تشترك فيها. و لا نجد في كتب التفاسير حديثها أو قديمها ذكرا يلمح بقريب أو ببعيد إلى هـذه العوامل المشتركة لهذه الأداة. لا يرجع السبب في ذلك إلى نقص في العلم أو الذكاء أو الفطنة لدى العلماء، فعندهم الكفاية منها و الحمد لله بل على ما يظهر أن السبب يعود لتعلق العلماء الدينيين بكتب غير القرءآن . فطالما أنهم يعتبرون قداسة تلك المصادر و صحتها، فإنهم لن يروا القرءان على حقيقته لأنهم يفقدون بذلك الرغبة في أخذ القرءان كمصدر واحد لا شريك له في تقديم و تفسير دين الله . فإنهم لم و لن يقنعوا و بالتالي لن يؤمنوا أن القرءان فعلا مبين و لا عوج به و أنه حبل الله المتين وأنه تعالى فصله على علم منه.
فالعوامل المشتركة في الآيات التي تدخل فيها الأداة "إذا" هي:
1) أن حدثا ما لا بد أنه واقع يوما ما أو قد وقع فعلا؛
2)يلي الحدث الأول حدثا ثان يأتي بعد وقوع الأول ؛
3)تلاوة الحدث الثاني للأول هي مباشرة في كل مرة.
فنرى على هـذا الضوء عند مراجعة الآيات المذكورة أعلاه، أن الأجل، قراءة القرءان، خطاب الجاهلين، إلقاء موسى عليه السلام لعصاه، و إخراجه ليده من جيبه، خلق الله تعالى لآدم، الموت و إحالة الجثة إلى عظام و تراب، دفع أموال الأيتام إليهم، إلقاء التحية، و دخول بيت،.. كل ذلك من الأمور التي إما قد تم حدوثها، أو سيتم بدون أدنى شك. و هـذا يحقق الشرط الأول.
و يظهر أيضا بعد متابعة المراجعة أن حدثا آخر تلا الأول: لا يستأخرون، سلموا، فاستمعوا،حيوا، فقعوا، لمبعوثون، فأشهدوا، هي ثعبان، هي بيضاء، قالوا... و هـذا يحقق الشرط الثاني.
أما الشرط الثالث فإنه واضح من معنى جميع الآيات؛ فنجد أن الحدث الثاني تلا الأول مباشرة:
- مجيء الأجل عند موعده آتى ؛
- وجوب السماع لتلاوة القرءان أثناء التلاوة و ليس بعد انتهائها؛
- جواب المسلمين بالسلام عند مخاطبة الجاهلين لهم؛
- تحول العصا إلى ثعبان حال إلقاءها إلى الأرض؛
- ظهور يده بيضاء حال إخراجه لها من جيبه ؛
- سجود الملائكة حال نفخه تعالى لخليقته و ليس بعد أمد؛
- البعث (و الإخراج وأن يصبحوا مدينون) حتى بعد إحالة الجثث إلى تراب؛
- حضور الشاهد عند دفع الأموال للأيتام و ليس بعد الدفع بزمان؛
- رد التحية حال إلقائها؛
- داخل البيت يسلم على أهل البيت حال دخوله و ليس بعد ساعة مثلا.
و بالإضافة إلى الشروط الثلاثة المذكورة, نجد أن هناك شرطا رابعا يتعلق بالجمل التي تحتوي على فعل يتكرر عمله:
-"فَإِذَا فَرَغْتَ فَاٌنْصَبْ"الشرح(7)فيحدث الفراغ من الأعمال الخاصة عدة مرات؛
- "وَ اٌلَّذِينَ إِذَآ أَنْفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُواْ..."الفرقان(67)الإنفاق من مال المرء يحدث دائما؛
- "...وَ إِذَا مَرُّواْ باٌلّلَغْوِ مَرُّواْ كِرَاماً" الفرقان(72 ) كثيرا ما يمر الانسان باللغو؛
- "وَ أَوْفُواْ اٌلْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ..." الإسراء(35)من منا لا يفرز الحصص للأخرين مرات كثيرة؛
-"وَ إِذَا رَأَيْتَ اٌلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِِى ءَايَــتِنََا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ.."الأنعام(68) كثيرا ما نصادف هذا.
- "وَ أَوْفُواْ بعَهْدِ اٌللهِ إِذَا عَــهَدتُّمْ ..." النحل(91) كم من عهد نقطعه مع الآخرين؛
-"فِإِذَا قَرَأْتَ اٌلْقُرْءَانَ فَاٌسْتَعِذْ باٌللهِ مِنَ اٌلْشَّيْطَـنِ اٌلْرَّجِيمِ" النحل(98) كثيرا ما يقرأ المؤمن القرءآن؛
- "...فَإِذَآ أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَـتٍ فَاٌذْكُرُواْ اٌللهَ عِنْدَ اٌلْمَشْعَرِ الْحَرَامِ, ..." البقرة(198) فالإفاضة عند كل حجة؛
- "...إِذَا تَدَايَنتُم بدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاٌكْتُبُوهُ. ..." البقرة(282)من لا يقرض أو يقترض المال؛
- "..., فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اٌللهِ. .." ءَال عمر’ن(159) كثيرا ما يعزم الفرد للقيام بعمل ما.
و يظهر في كل وضوح في هذه الأمثلة العشرة الأخيرة - و هناك لا أقل عن 53 آية أخرى مثيلة لها في القرءان - أن تكرار الفعل الثاني هو واجب في كل مرة . فإنه من غير المعقول مثلا أن تقول: ’و لكن رددت عليك التحية أول مرة و ليس المطلوب مني أن أرد التحية ثانية‘. أو : ’استعذت بالله‘ عندما قرأت القرءان أول مرة و لا لزوم لإعادة الاستعاذ بالله ثانية‘. أو أن تقول: ’نصت عند سماعي للقرءان و لا ضرورة لأنصـت ثانيـة‘؛ أو أن تقول: ’لقد كتبنا شروط الدَّيْن المرة الفائتة و لا لزوم لكتابة الشروط هذه المرة‘... و هكذا لبقية الآيات التي تردد فيها الفعل أكثر من مرة.
إذن إنَّ "إِذَا" هي أداة عطف, و معناها حسب ورودها في القرءان, بدون استثناء, هو "حالما" أو "حينما" و ليست أداة شرط بتاتا كما فسروها. و إن معناها بالإنكليزية هو " hereuponً" و ليست " If " كما يترجمها كافة الكُتَّاب.
كلمة " إنْ "
و إن انتقلنا للأداة "إِنْ" و تفحصناها وفق ورودها في القرءان الكريم, نجد أنها فعلا أداة شرطية تأكيدية في معظم الأحيان. و لكن قد تعني (ما) النافية؛ فعندها تقترن إما بـ "إلاَّ" أَوْ بـ "لِـ" الإستثنائيتين, أو بـ "لَوْلاَ". مثالا على ذلك بالتتالي: ..., إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى اٌللهِ. ...(29)- هود52؛ ...وَ إِن وَجَدْنَآ أَكْثَرَهُمْ لَفَـــِسقِينَ(102) - الأعراف39؛ إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ ءَالِهَتِنَا لَوْلاَ أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا. ...(42)- الفرقان39.
و تأتي "إِنْ" أيضا مخففة من "إِنَّ" : ...وَ إِن كُلُّ ذَ’لِكَ لَمََّا مَتَـعُ اٌلْحَيَوةِ اٌلدُّنْيَا. ...(35) - الزخرف63. و هناك مَعْنًا رابعًا أيضا - و لو أن قل وروده - هو (مع العلم): ...وَ إِن كَانَ َمَكْرُهُمْ لَتَزُولَ مِنْهُ اٌلْجِبَالُ(46) - إبراهيم72.
أما إن حصرنا الاهتمام هنا بحالات الأداة "إِنْ" الشرطية التأكيدية فقط, نجد أن شروطها تختلف أيضا عن شروط الأداة "إذا", بالإضافة إلى اٌختلاف معنى الكلمتين:
ا) تدخل "إِنْ" الشرطية التأكيدية في جملة قد يحدث أو يقع الفعل فيها, و قد لا يحدث بالمرة؛
ب) و إن حدث الفعل فعندها يتلوه فعل آخر في زمان غير معروف: فقد يكون بعد دقيقة مثلا أو بعد دهر:
-...وَ لَكِنِ اٌنْظُرْ إِلَى اٌلْْجَبَلِ فَإِنِ اٌسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَننِى. ...(143) – الأعراف39.
-إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ, وَ إِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا. ...(7) - الإسراء50.
-...إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ. ...(54) – الإسراء50.
-فَإِن كُنتَ فِى شَكٍّ مِّمَّآ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكَ فَسْـئَلِ اٌلَّذِينَ يَقْرَءُونَ اٌلْكِتَـبَ مِن قَبْلِكَ ...(94) – يونس51.
-...وَ إِنْ يُرِدْكَ بخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ. ...(107) – يونس51.
-قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بهِ اٌللهُ إِن شَـآءَ وَ مَآ أَنْتُم بمُعْجِزِينَ(33) – هود52.
-وَ إِن يَمْسَسْكَ اٌللهُ بضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ, ...(17) – الأنعام55.
-...وَ إن يَمْسَسْكَ بخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرُُ ُ (17) – الأنعام55.
لا يقـل ورود الأداة "إنْ" الشرطية في القرءان عن 497 مرة ( 7 x71 ). و مع ذلك فإن الحالات المذكورة أعلاه لا تختلف البتة. فالإحسان و الإساءة للنفس قد يقع و قد لا يقع. و نتيجة الإحسان أو الإساءة قد تتم في وقت ما غير محدود. و كذلك إ نَّ الضر أو الخير قد يصيب الإنسان في أي وقت و زمان, أو قد لا يصيبه, و إن الله الحكيم قد يشاء أن يمد الخير أو الشر, و أن يمنع الخير أو الشر في أي وقت أو زمان. و هكذا في جميع الحالات التي جاءت بها الأداة "إنْ" الشرطية.
و لعله من المستحسن ذكر أمر في هذا الصدد لا يغيب عن عين النبيه ألا و هو المعنى المضمون في فعل ’شـاء‘. فالآيات تبين أن’المشـيئة‘ ترجع إلى الله. فلا تقول مثلا: ’إذا شاء الله سأذهب معك غدا إلى المسجد‘. إذ إنْ قلت ذلك فإنك ضمنا تقول إنَّ الله حتماً "سيشاء" و إنك حتماً ستذهب بناء على ذلك إلى المسجد في الوقت المذكور. لا يحق ذلك القول مطلقا. و إنما الصحيح أن تقول: ’إِنْ شاء الله سأذهب...‘ إذ لا يجوز تبادل الأداتين لاختلاف معنى الكلمتين. إنه حقا لقرءان محكم.
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا {23}إِلَّا أَنْ يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا {24}
لعل آية الغسل في سورة المائدة112 توضح أهمية استيعاب المعنى الصحيح للكلمتين "إذا" و "إنْ": يَــأَيُّهَا اٌلَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى اٌلصَّلَوةِ فَاٌغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى اٌلمَرَافِقِ وَ اٌمْسَحُواْ برُءُوسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى اٌلْكَعْبَيْنِ. وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاٌطَّهَّرُواْ. وَ إِنْ كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدُ مِّنْكُم مِّنَ اٌلْغَآبطِ أَوْ لَـمَسْتُمُ اٌلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طًَيِّبًا فَاٌمْسَحُواْ بوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُم مِّنْهُ. مَا يُرِيدُ اٌللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَ لَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(6) .
نرى هنا أن كلتا الأداتين قد وردتا تؤكدان صحة جميع الشروط المذكورة أعلاه: إن الخطاب في شأن الصلاة و الغسل هو للمؤمن, فهو المتوقع منه أن يقيم الصلاة؛ و لهذا وردت أداة العطف "إذا". أما الجنابة, و المرض, و السفر, و الغائط, و ملامسة النساء... فإنها من الأمور التي قد تحدث للمرء قبل الصلاة أو لا تحدث. و لهذا وردت فيها الأداة "إِنْ" الشرطية. و لكن إن حدث إحداها مثلا و لم يتوفر الماء للغسل وفق ما جاء في مطلع الآية وجب عندها التيمم.
و من الجدير لفت النظر إلى ذكر حرف الفاء الذي سبق بعض الأفعال و معنى هذا الحرف. فالملاحظ في الآية المذكورة أن حرف الفاء قد سبق الأفعال ليفيد ’التعاقب‘ كما يدل على الواقع. فالغسل يسبق فعل واقع الصلاة مباشرة, كما أن التيمم يعقب واقع الجنابة. و هذا يؤكد وجوب الغسل أو التيمم على الوجه المذكور قبل كل صلاة مباشرة. فالغسل أو التيمم إذًا يسبق الصلاة مباشرة و يشكل قسما منها و ينتهي مفعوله باٌنتهاء الصلاة. فلا ناقض و لا ’منقوض‘, و لكل صلاة غسلها. فالمسلم المؤمن يتبع أمر الله في القرءان للغسل و الصلاة, و يترك السني و الشيعي في إتباع أمر الحديث النبوي المزعوم في ’الصحيح‘ في الوضوء! ولا يوجد فى القرءآن أى ذكر لكلمة " وضوء " والذى ذكر فى هذا الصدد هو كلمة " غسل " بفتح الغين فالأمر فى الآية هو " إغسلوا " وليس توضؤا...
قبل الانتهاء من بحث هذه الآية لا بد من الإشارة إلى معنى الكلمة "لامستم", فهي تعني المضاجعة أو تكرار الملاطفة أو لمس الفرج بقصد إثارة الشهوة الجنسية, و لا تعني مجرد لمس النساء ( عند المصافحة مثلا ) كما يفهما البعض من الناس. والله أعلم...
إن الله هو صاحب الدين وحده, و يهدي من يشاء لصراطه المستقيم.
ملحوظة:
عند قراءة بعض الآيات المذكورة فى هذه الدراسة نجد أن هناك رقمين قبل وبعد أسم السورة مثال: -...إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ. ...(54) – الإسراء50
(54) هذا رقم الآية فى سورة الاسراء
50 هو رقم السورة حسب التنزيل
هذه مجرد ملحوظة حتى لا يحدث إلتباس عند القرآءة....
أدعوا الله العلى أن نحظى بتعليقاتكم وأراءكم فى هذا البحث المتواضع وحتى يكتمل على النحو الذى يحبه ويرضاه ... ودائما نقول " رب زدنى علما "
وباللــه التوفيق...