تحيه طيبه
في مقال سابق عرضت أراء التيمويين في التوحيد, كنموذج على التنظير التراثي في التوحيد. كان علي في الحقيقه أن أتعرض الى التوحيد عند المعتزله أيضا ومسأله الذات والصفات, لكني آثرت أن لا أدخل في هذا الموضوع لتعقيده.
أنظر الرابط
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3077
وكذلك أنظر الرابط حول فكر المعتزله والشيعه التوحيدي كما عرضه نهرو في هذا الموقع.
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1417
الآن لنرجع الى التوحيد في القرآن.
نلاحظ أنه على خلاف التيمويين والمتكلمين, فأن القرآن قد ساق مفهوما بسيطا للتوحيد خالي من التعقيدات والتعريفات الشكليه.
التوحيد في القرآن يمكن تلخيصه ببساطه بالقول بأنه الله هو الخالق الوحيد للوجود ولايوجد أي كائن آخر بصوره مستقله عن الله أستقلالا تاما. فكل الموجودات خاضعه لقدرته تعالى ولايستطيع اي كائن أن يفعل أي شي أذا لم يأذن الله لذلك الشيء بالحصول.
وبالتالي فأنه لايمكن طاعه اي من الكائنات بصوره مستقله عن طاعه الله, أي لايمكن عباده غير الله, لان العباده في أساسها طاعه مستقله(أي أني عندما أطيع المسمى "س" بصوره مطلقه بغض النظر عن أراده الله فهذا مطابق لقولي أني أعبد "س") .
أذن كلمه "اله" أتت في القرآن بمعنى : المستقل وجودا أو* الحقيق بالعباده.
من ناحيه أخرى كلمه "رب" أتت في القرآن بمعنى : المدبر المستقل أو* الحقيق بالعباده.
الربوبيه (بالمعنى الديني) تستلزم الألوهيه, فكل ما هو رب هو اله , لكن ليس العكس.
لذلك كلمه : لا اله الا الله , تتضمن لارب الا الله , لكن ليس العكس.
أما معنى كلمه الله فهي تعني : الخالق الأول الوحيد للوجود.
أذا اراد الله أن يخرج للوجود آلهه (بمعنى كائنات مستقله)أخرى فأنه يستطيع ذلك, لكن الله ذكر لنا في القرآن أنه لم يفعل ذلك لانه يتعارض مع حكمته, لانه أن أخرج للوجود كائنات مستقله عنه, فسوف تتنافس فيما بينها بصوره غير مسيطر عليها(لأنها مستقله وجودا وبالتالي تملك قدرات مستقله), وذلك لن يؤدي سوى الى الخراب, ولاحكمه فيه. (راجع الهه مع الله في القرآن)
كما نفى الخالق أحتماليه أن لايكون هناك وجود لله (أي أحتماليه وجود الهه متعدده أولى خالقه للوجود), وبين أنه لو كان ذلك صحيحا لفسدت الخليقه لتعارض أرادات هذه الألهه. (راجع الهه الا الله في القرآن)
كما نفى الله أنه أعطى اي من مخلوقاته الحق في أن تعبديعبد(بضم التاءالياء وفتح الباء) لاي غرض حتى وان كان الغرض التقرب منه تعالى بالوساطه(راجع الهه من دون الله في القرآن).
تعدد القدماء عندي لايؤدي لوحده الى الأشراك, فمثلا القول بأن القرآن قديم لايودي الى الشرك,وذلك لأن القرآن كلام الله وبالتالي فهو لايوجد بصوره مستقله عن الله وبالتالي فهو ليس اله وأن كان قديما, بل كل صفات الله محتاجه له لكنه ليس محتاجا اليها, لذلك تلك الصفات غير مستقله عن الله وبالتالي فهي ليست الهه وأن كانت قديمه, لذلك لاأشراك مع القول بتعدد الصفات وقدمها.
الخلاصه: التوحيد هو أن تعتقد بأن الله هو الخالق الوحيد للوجود وأنه لايوجد أي مسمى في الوجود بصوره مستقله عن الله وأنه لايجوز أن تطيع أي مسمى بصوره مستقله عن طاعتك لله.
أنتهى المقال
هامش
* (ملاحظه: "أو" هنا هي أو المنطقيه .
س أو ص تعنى منطقيا "نقض (س خاطئه و ص خاطئه)"
أي بعباره أخرى : س أو ص تعنى أحدى الأحتمالات الثلاثه التاليه لا على الترتيب:
أولا: س صحيحه و ص خاطئه
ثانيا: س خاطئه و ص صحيحه
ثالثا: س صحيحه و ص صحيحه.)
مع التقدير